«رحلة الـ3500 كم في 5 سنوات».. تفاصيل إحياء مسار العائلة المقدسة
جهود مكثفة تبذلها وزارة السياحة والآثار للانتهاء من ترميم وتطوير مسار العائلة المقدسة بمصر ، فالعائلة المقدسة قطعت مسافة 3500 كيلومتر ذهابا وإيابا من سيناء إلى أسيوط في رحلة استمرت 5 سنوات وشملت 25 نقطة في 8 محافظات.
واعتمدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تلك المواقع، وتقوم بالتعاون مع وزارتي السياحة والآثار والتنمية المحلية وعدد من الجهات المعنية اهتماماً كبيراً لتطوير النقاط الواقعة عليه وجاهزيتها، ورفع كفاءة الخدمات السياحية المقدمة بها استعدادا لاستقبال الزائرين من مختلف دول العالم.
تسلسل الرحلة
دخلت العائلة المقدسة مصر من رفح بسيناء ومرت في طريقها بالفرما شرق بورسعيد وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ وتل بسطا بالشرقية وسمنود بالغربية، ووادي النطرون حيث أقيمت فيها بعد أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء "السريان" والبراموس والقديس أبو مقار.
ووصلت العائلة المقدسة بعد ذلك إلى منطقة مسطرد والمطرية حيث توجد شجرة مريم، ثم كنيسة زويلة بالقاهرة ومناطق مصر القديمة عند كنيسة أبو سرجة بمجمع الأديان ثم كنيسة المعادي وهي النقطة التي عبر السيد المسيح والسيدة العذراء نهر النيل إلى المنيا حيث جبل الطير ثم أسيوط حيث يوجد دير المحرق ثم مغارة درنكة.
وفي طريق عودتها، اتخذت العائلة المقدسة نفس الطريق وصولا إلى مدينة المهد، بيت لحم، بفلسطين.
مشروع إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة ،وحرصت وزارة السياحة والآثار على تنفيذ مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة في إطار تعزيز ريادة مصر كوجهة سياحية كبرى حديثة ومستدامة، من خلال ما تملكه من موارد ومقومات سياحية وطبيعية وبشرية وأثرية غنية ومتنوعة والمحافظة على الإرث الحضاري المصري الفريد للأجيال القادمة والبشرية.
ويهدف المشروع إلى إثراء المنتج السياحي المصري، عبر تعزيز مفهوم السياحة الدينية وخلق مسارات للتنمية السياحية تضاف إلى المواقع الأثرية و السياحية وإتاحتها لذوي الهمم ورفع كفاءة البنية التحتية والارتقاء بمستوى الخدمات السياحية المقدمة للسائح.
ولا يقتصر المشروع على تطوير مزارات دينية وسياحية فحسب بل يهدف إلى تحقيق تنمية عمرانية مستدامة، خاصة في منطقتي الدلتا وصعيد مصر.
ويهدف مشروع التطوير في جانب منه إلى إتاحة الفرصة للسائحين من كافة الشرائح لزيارة تلك المزارات على مدار العام وزيادة العائد من النشاط السياحي على المجتمعات المحلية، ولتعريف بمصر عالميا كبلد يضم مختلف الأديان والثقافات والحضارات.
يذكر أنه في نوفمبر 2022، قامت اللجنة الدولية الحكومية الدولية التابعة لليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي، تسجيل ملف الاحتفالات المتعلقة برحلة العائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة اليونسكو.
وشهد المسار حتى الآن افتتاح 10 نقاط من بينها 9 مواقع أثرية وموقع غير أثري، وجارٍ العمل على الانتهاء من كافة نقاط المسار في أقرب وقت ممكن.
ومن بين المواقع التي تم الانتهاء من ترميمها وتطويرها شجرة مريم بمنطقة المطرية و دير جبل الطير بمركز سمالوط بمحافظة المنيا و أربعة أديرة بوادي النطرون وكنيسة العذراء مريم والشهيد أبانوب ونقطة مسار بمدينة سمنود بمحافظة الغربية وتل بسطا بمحافظة الشرقية وكنيسة السيدة العذراء بسخا بكفر الشيخ وكنيسة أبي سرجة بمجمع الأديان بمصر القديمة.
وانتهت وزارة السياحة من أكثر من 90% من تنمية نقاط مرور العائلة المقدسة ضمن مشروع مسار العائلة المقدسة حيث تم تزويد كافة المناطق بالخدمات السياحية وجرى تأهيل المنطقة بالخدمات والبنية الأساسية والعلامات المرورية المؤدية للمواقع، وأماكن إرشادية داخل المواقع لتبين مسار مرور العائلة المقدسة.
كما تم تزويد المناطق بالحمامات السياحية وأماكن للجلوس بها مظلات، بالإضافة إلى توفير أماكن لبيع المنتجات اليدوية للسكان المحليين، لخلق اقتصاد محلي في أماكن مرور العائلة المقدسة.