رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

خطة المنشفة والبيض.. «فخاخ حماس» ترعب جنود إسرائيل والورقة البيضاء سر الصمود

نشر
مستقبل وطن نيوز

سلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على نجاح وصمود قوات المقاومة الفلسطينية «حماس» أمام قوات الاحتلال، والتي اعتبرته نجاحا كبيرا يكمن خلفه تدريبهم المتقن على الصبر، ودقة التخفي والمراوغة والنجاح في تمرير التعليمات فيما بينهم رغم علمهم بوقوعهم في مجال أجهزة تصنت الموساد الإسرائيلي.

 

وأرجعت وسائل الإعلام العبرية دقة تنفيذ قوات حماس خططها ترجع إلي هذا ما أسمته بـ «الورقة البيضاء» وهي عبارة عن قصاصة ورقية يتداول عناصر حماس تعليمات القادة من خلالها، وهي الخطة التي االمقاومة في الثمانينيات، وهي ما زعمت العثور عليه في ملابس عناصر حماس في غزة.

 

وجاء في تقرير لـ i24news أن تمرير تعليمات عبر رسائل ورقية، وزيادة استخدام القناصة والفخاخ المموهة، يؤكد أن حماس تخوض معركة تعليمية ضد الجيش الإسرائيلي.

 

واعتبرت أن روتين القتال في غزة بدأ يستقر في أنماط ثابتة، متشابهة مع بعضها البعض، حيث أصبحت الوتيرة أبطأ بالنسبة للجيش الإسرائيلي لعدة أسباب: عمليات التمشيط المتكررة في المناطق التي تم احتلالها بالفعل، لكن عناصر لا يزالون يختبؤون فيها، والخوف المتزايد من "النيران الصديقة"، والصدمة جراء إطلاق النار على المختطفين الثلاثة في الشجاعية منذ أكثر من أسبوع.

وقالت إن حماس تحقق نجاحات وتتعلم وتستخلص الدروس والعبرعبر أيام الحرب المستمرة، وتبحث عن نقاط الضعف في قوات الجيش الإسرائيلي بعد كل حادث، استعدادًا لجولة أخرى من القتال في اليوم التالي.

 

وعن استمرار أمد الحرب، قالت إن الأيام تحولت إلى أسابيع، ثم تحولت الأسابيع إلى أشهر في القتال في قطاع غزة، في طقوس بدأت تكرر نفسها. وتدور معظم المعارك في ساعات الصباح بعد شروق الشمس، أو في ساعات ما بعد الظهر عندما لا يزال هناك ضوء، قبل غروب الشمس المبكر.

 

وتعاني قوات الجيش الإسرائيلي من أجل التأقلم مع التغيير الذي تبديه حماس، في خططها التي تتحسن من يوم لآخر. بل وتنقل دروسها بين جباليا وبيت حانون، ومن الشجاعية والى الدرج، الحي الجديد شمال شرق مدينة غزة، الذي بدأ الجيش الإسرائيلي بالدخول إليه، في هذه الأيام فقط.

 

كيف تفلت عناصر حماس من أذن الموساد؟


وذكر التقرير أنه من المرجح أن عناصر حماس، يعرفون أنهم يتعرضون للتنصت المستمر من قبل المخابرات الإسرائيلية، إلا إذا كانت لديهم شبكة هاتفية سلكية ومغلقة في منطقة محلية معينة، لا تتجاوز كتلتين أو ثلاث بنايات، وفي بعض الحالات، يجد الجنود الإسرائيليون الذين يتفقدون جثامين عناصر حماس الذين قتلوا للتو، بطاقات ملاحظات في جيوبهم - عبارة عن تعليمات حول كيفية مفاجأة الجنود الإسرائيليين، ومن أي زاوية يجب نصب الكمين لهم، وحتى في أي تاريخ يجب عليهم مغادرة المخبأ تحت الأرض. تقول بعض الملاحظات، أنها الأشهر الأولى من عام 2024 المقبل.

وكشف التقرير أن هذه الطريقة في إرسال الملاحظات كانت شائعة بين عناصر حماس والجهاد الإسلامي في الثمانينيات والتسعينيات، ويتم إحياؤها الآن.

 

 

حرب الفخاخ القاتلة

 

التقرير العبري ذكر أنه على جنود الجيش الإسرائيلي، اتخاذ قرارات معقدة بشكل خاص، ودلات بعدة وقائع لنجاح فخاخ حماس في رعب جنود الاحتلال هذا الشهر.

 

ذكرت أنه اكتشفت قوة من لواء "الناحال" للمشاة في الجيش الإسرائيلي بندقية كلاشينكوف تطلق النار عليهم في وسط شارع في جباليا، كانت الغريزة الأولية هي الخروج والهجوم بكل قوة، لأن عناصر حماس خرجوا أخيرًا من عين النفق. لكن تبين لاحقًا أنه فخ وكمين لإغراء الجنود، واستدراجهم لإطلاق قذيفة آر بي جي من مكان مرتفع. خلال الليل، تم نقل هذه الدروس إلى القوات الأخرى في "ناحال" من جهة، وإلى جيش حماس من جهة أخرى.

وفي حالة أخرى، أراد المقاتلون الإسرائيليون كسر الأبواب بمطرقة زنة 5 كيلو أو أدوات مماثلة، وأدى ذلك إلى حدوث ضجيج في إحدى أحياء جباليا، الأمر الذي دفع عناصر حماس إلى التحرك صوب الجنود وكشف مواقعهم. 

 

وقالت إن حماس تظهر صبراً ربما كان مخططاً له مسبقاً: في الأيام الأخيرة وتضاعفت التقارير الواردة من مختلف القطاعات القتالية حول استخدام القناصة ضد الجنود، حيث تبحث حماس باستمرار عن طرق لتجاوز العوائق التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على أسلحتها.

 

خوذة Go-Pro وفخ البيض

 

بالأمس، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو تم العثور عليه في خوذة Go-Pro لأحد عناصر حماس، الذي قُتل في هجوم شنته الكتيبة 931 في "ناحال". 

ويظهر الفيديو نموذجا لتعلم الدروس، على شكل وضع عبوة ناسفة في زقاق ضيق لا يمكن إلا لمقاتلي المشاة المرور فيه ومن المستحيل أن تمر به الدبابات، ومن ثم تمويه العبوة بين الأنقاض وإخفائها بمنشفة قذرة وصينية بيض. ولم يكن عبثا أن قائد فرقة النخبة في الجيش الإسرائيلي، المقدم دان غولدفوس، قال لجنوده في خان يونس إنه لا ينبغي الاستهانة بكتائب القسام ونظام التحصينات "المذهل" الذي أنشأته. وكما هو الحال في فرقة غولدفوس، كذلك في معظم الألوية والكتائب الإسرائيلية: ضباط التدريب والاستخبارات يتنقلون في كثير من الأحيان بين الضباط الذين قاتلوا للتو، ويستخرجون منهم كل يوم تفاصيل جديدة، للتعرف على عقائد حماس القتالية.

 

 

عاجل