تنفيذ 3 دورات تدريبية للكوادر الأفريقية حول النظام المؤسسي للإدارة المحلية

أكد اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية أن تنظيم الوزارة للنسخة الثالثة من البرنامج التدريبى لتأهيل الكوادر الأفريقية على دور الإدارات المحلية في مجابهة الهدر الغذائي، يأتي فى إطار توجيهات و حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، لدعم علاقات التعاون بين مصر والدول الإفريقية في مسيرة التنمية والبناء مما يدعم أجندة التنمية المستدامة وطموحات القارة في تحقيق التنمية والرفاهية لشعوبها.

تضمنت فعاليات اليوم الرابع من النسخة الثالثة من الدورة التدريبية لتأهيل الكوادر الأفريقية على مجابهة الهدر الغذائي، ٣ محاضرات وهي عن "النظام المؤسسي للإدارة المحلية"، ألقاها الدكتور عصام شعث مساعد وزير التنمية المحلية للوحدات المحلية، والثانية حول "إدارة الطوارئ والأزمات" ويحاضرها كل من اللواء وائل سعدة رئيس الإدارة المركزية لشئون الوحدات المحلية والمشرف علي الإدارة العامة للأزمات والكوارث بوزارة التنمية المحلية، والمهندس/ وليد فتحي مدير عام إدارة الأزمات والكوارث بالوزارة، والثالثة حول "رؤية واستراتيجيات برنامج الأغذية العالمي" ويحاضرها روسيلا فانالي نائب مدير برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ،

واستهل الدكتور عصام شعت، المحاضرة الأولي والتي تأتي تحت عنوان "النظام المؤسسي للإدارة المحلية" بتعريف الإدارة المحلية على أنها أسلوب إداري بمقتضاه يتم تقسيم إقليم الدولة إلى وحدات ذات مفهوم محلى يشرف على إدارة كل وحدة نظام إداري يمثل الإدارة العامة لأهلها وترتبط بالحكومة المركزية بعلاقات يحددها القانون وهى أسلوب من أساليب التنظيم الإداري يقوم على تقسيم إقليم الدولة إلى وحدات محلية وتوزيع السلطات والواجبات بين الأجهزة المركزية والمحلية على أن تقوم السلطة المركزية بوضع الرؤية والاستراتيجية.

واستعرض الدكتور عصام شعت، مراحل تطوير الفكر الإداري والذى تضمن اربع مراحل وهم مرحلة حضارة المجتمع الزراعي، مرحلة الثورة الصناعية، مرحلة انتاج الاليات التى تتيح الحضارة ثم مرحلة حضارة مجتمع المعرفة، واشار إلى أن هناك ركائز لنظام الإدارة المحلية منها تقسيم الدولة إلى كيانات جغرافية وإدارية، الانتخابات، تمكين المواطنين المحليين من إدارة مواردهم.

وقام د. عصام شعت بشرح الهيكل التنظيمي لنظام الإدارة المحلية المصري والمنقسم إلى رئاسة مجلس الوزراء ووزارة التنمية المحلية والوزارات الآخري والمحافظات واستعرض تفصيليا التقسيم الاول وهو رئاسة مجلس الوزراء ومن ثم وزارة التنمية المحلية حيث ينقسم الهيكل الإداري بها إلى هيئات تابعة للمحليات ( النظافة والنقل ) وإدارات تابعة للمديريات والهيئات والمجالس الشعبية المحلية على مستوى المحافظة والمدينة والحى والقرية وايضا هناك الوزارات الآخرى المختلفة التى تنقسم إلى مديريات الخدمات وهيئات مركزية ثم مستوى إدارى هو المحافظات التى ينقسم التمثيل الإدارى بها إلى مراكز ومدن حيث تنقسم المراكز إلى مجموعة من الوحدات القروية والقرى وتنقسم المدن إلى أحياء.

وعلي جانب آخر، قام اللواء/ وائل سعدة رئيس الإدارة المركزية لشئون الوحدات المحلية والمشرف علي الإدارة العامة للأزمات والكوارث بوزارة التنمية المحلية، خلال المحاضرة الثانية التي جاءت تحت عنوان "إدارة الطوارئ والأزمات" بالتعريف بكيفية تحديد المخاطر بشكل استباقي وكيفية إدارتها واشتملت على مجموعة من العناصر مثل: مفهوم إدارة الأزمات وهو الاستخدام الأدوات العلمية والعملية خلال مراحل الأزمة لمعالجتها ومحاولة السيطرة عليها لتجنب السلبيات والاستفادة من الايجابيات بالاضافة الي دراسة الاخطار المحتمل حدوثها في المستقبل ووضع خطة للتعامل بشكل ايجابي والحد من سلبياتها.

واستعرض اللواء وائل سعدة مراحل إدارة الأزمات مؤكدًا ان هناك اجراءات يتم اتخاذها ما قبل حدوث الازمة مثل (التنبؤ - وضع الخطط -الاستعداد التام)، واجراءات اثناء الازمة والتي تكمن في كيفية مواجهة الأزمة، واخير الاجراءات ما بعد الأزمة "اعادة التوزان"، وبعد ذلك التقييم والتوصيات والدروس المستفادة من الازمة وإعادة الشى لأصلة، لافتًا الي انه يمكن تحديد جودة المؤسسة عند وقوع الأزمات عن طريق القدرة على الاستجابة لجماهيرها لان الجمهور يغفر الحوادث، لكنه لا يسامح أي مؤسسة إذا كان ردها على الجمهور غير كافٍ أو متأخر أو غير صحيح أو فيه تعالي مما يعكس عدم اهتماماتهم، وسرعة الرد علي الجمهور هو الذي يقوي أو يهز الثقة بين المسؤولين والمواطنين واهتزاز الثقة يعني اهتزاز السمعة.

وأوضح اللواء وائل سعدة، أن هناك خطوات ذهبية قبل حدوث الأزمة يجب اتباعها تساعد في إدارة الازمات والخروج بها بأقل الخسائر والحفاظ علي ارواح المواطنين وهي إنشاء فريق إدارة الأزمات، والتواصل علي مدار اليوم، وإنشاء دليل إدارة الأزمات، بالإضافة الي تدريب أفراد الخطوط الأمامية والمتحدثين، وإنشاء برامج ولاء لأصحاب المصلحة، مشيرًا إلى أن مقومات إدارة الازمات تأتي في تبسيط الإجراءات وتبسيطها واخضاع التعامل مع الأزمة للمنهجية العلمية، وتقدير الموقف الأزموي، وتحديد الأولويات، وتفويض السلطة، وفتح قنوات الاتصال،  والوفرة الاحتياطية الكافية، والتواجد المستمر في مواقع الأحداث، بالإضافة الي إنشاء فريق مهمات خاصة، وتوعية المواطنين، والخطة الإعلامية في الازمة.

ثم انتقل المهندس وليد فتحي مدير عام إدارة الأزمات والكوارث بوزارة التنمية المحلية، الي التعرف بمفهوم خدمات الطوارئ والسلامة العامة وهي ان جميع الإجراءات التي تقوم بها الدولة باستخدام تكنولوجيا الاتصالات الحديثة لتوفير خدمات الطوارئ والسلامة العامة من خلال شبكة محمولة موحدة ومؤمنة لجميع الجهات المعنية بالدولة طبقا للمقاييس العالمية.

وأشار مدير عام إدارة الأزمات والكوارث بالوزارة، الي أن الغرض من إنشاء الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة وهي دعم خطة التنمية المستدامة للدولة رؤية مصر ٢٠٢٣ من خلال إنشاء شبكة موحدة ومؤمنة تعد العمود الفقري للاتصالات الحكومية والتعاون والتكامل ببن كافة الجهات المعنية وإتاحة البيانات الدقيقة مما ساهم في تحسين جودة خدمات الإغاثة والطوارئ بتقليص زمن الاستجابة للحدث والحفاظ علي الممتلكات العامة والخاصة وأرواح المواطنين .

وأضاف المهندس وليد ان المكونات الأساسية لمنظومة الطوارئ والسلامة العامة هي البنية الأساسية للشبكة من خلال مراكز السيطرة الموحدة والمنصة الرقمية للتطبيقات المحمولة ومنظومة تلقي البلاغات، مؤكدا انه من المخطط إنشاء ٢٧ مركز سيطرة ثابت متكامل لخدمات الطوارئ والسلامة العامة في جميع المحافظات ونم بالفعل انشاء العديد من المراكز بالإضافة الي انشاء مراكز متحركة.

واختتم فعاليات اليوم الرابع للدورة التدريبية لتأهيل الكوادر الأفريقية بمحاضرة حول "رؤية واستراتيجيات برنامج الأغذية العالمي" ويحاضرها روسيلا فانالي نائب مدير برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة WFP ، والتي أشارت إلي أن نقص الغذاء مشكلة عالمية تهدد كافة المجتمعات لذلك هناك الكثير من حملات التوعية للسكان حول سلبيات إهدار الطعام، وذلك للحد من الخسائر المالية الناجمة من الأطعمة المهدرة إلى جانب السلبيات المؤثرة على البيئة وتغير الطقس بشكل سريع ومتقلب.

وأكدت روسيلا فانال أن ما يقارب من ثلث الغذاء المنتج للاستهلاك يتم هدره أو فقده، وبحسب تقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة فإن مقدار المواد الغذائية المهدرة حول العالم وصل إلى 931 مليون طن في عام 2019، فلا شك أن هدر الطعام له تأثيرات ضارة على البيئة، وتقول دراسات إن الأغذية المهدرة تتسبب فيما بين 8 و10 في المئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

وأوضحت  نائب مدير برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة WFP أن مراحل الفقد والهدر على امتداد السلسلة الغذائية تتمثل في الإنتاج والحصاد حيث يؤدي سوء ممارسات مناولة ما بعد الحصاد وضعف مهارات الحصاد إلى تلف المحاصيل أو تركها في الحقول حتى التلف، بالتالي يتم فرز المحاصيل بناءً على عدم الوعي بالمعايير والجودة الواجب اتباعهما، والتخزين، والتجهيز والتعبئة، بالإضافة الي النقل والتوزيع، وأسواق التجزئة والجملة مما يؤدي كل من سوء البنية التحتية وسوء المناولة إلى تلف المحاصيل والمنتجات في الأسواق، وأيضًا الاستهلاك ( الفنادق، المطاعم، المنازل) يتسبب في هدر الطعام لأسباب مختلفة منها سوء التخزين ونقص الوعي وسلوك المستهلك.

وعرضترروسيلا فانال الحلول التي يقوم برنامج الاغذية العالمي WFP  في مصر للحفاظ على سلاسل القيمة الغذائية مثل المشروع الذي تم علي محصولي الطماطم والعنب في مناطق إنتاجهم، مع استهداف دعم أنشطة ما بعد الحصاد والقيمة المضافة وأنشطة التجهيز والتسويق، وتم دراسة سلسلة القيمة لمحصولي الطماطم والعنب وتحليل نسب هدر الغذاء على مدار سلسة القيمة وأسبابه، وتطوير نظام تتبع لرصد نسب الهدر، بالإضافة الي تنظيم حملات توعية حول نسب الهدر وآثارها، وتهدف هذه الحملات إلى زيادة الطلب على المنتجات ذات الجودة الأعلى؛ ودعم توافر الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالسوق والمشاركة في التدريبات، فضلا عن دعم تواجد الروابط الرأسية بين صغار المزارعين والتجار والنقل والمشترين؛ والتدريب على أنشطة مناولة ما بعد الحصاد؛ ودراسة الآثار البيئية الناتجة عن هدر الغذاء والفرص المتاحة لإعادة استخدام وتدوير المُهدر.