بقلم: عبدالرازق توفيق - رئيس تحرير جريدة «الجمهورية»
عانت مصر كثيراً من ركود الحياة الحزبية في مصر على مدار العقود الماضية.. وشهدت انفصالاً وانفصاماً بين الشارع والأحزاب.. بين المواطن والأحزاب.. ولم تضع في أولوياتها قضايا الوطن الحقيقية.. وتجاهلت التواصل مع الشعب ونشر الوعي والفهم والإدراك لما يواجه الوطن.من خطايا الحياة الحزبية في العقود الماضية أنها أفسحت المجال والساحة أمام جماعات الظلام والعنف والإرهاب.. وتركت المجال لجماعة الإخوان الإرهابية لملء الفراغ الحزبي من خلال استغلال حاجة المواطن خاصة الفئات الفقيرة والأكثر احتياجاً ليقعوا فريسة للجماعة الإجرامية في توظيف عطاياها الخبيثة سياسياً.. وتمددت في الشارع المصري تحت شعارات شيطانية لجذب المواطنين من خلال رشاوى الزيت والسكر والخدمات الطبية والطلاب البسطاء في الجامعات رغم أن أهدافها لم تكن في صالح الوطن والمواطن.لذلك توقفت كثيراً عند دور ونشاط حزب مستقبل وطن الذي يعد بارقة أمل حقيقية لإنعاش الحياة الحزبية في مصر وقيامها بدورها الحقيقي والوطني في إحداث عملية التواصل مع المواطن المصري سياسياً وتوعوياً واجتماعياً في كافة ربوع مصر.أهم ما يلفت نظري في نشاط وسياسات وتوجهات حزب مستقبل وطن هو استهدافه للمواطن المصري ليس بالتقوقع في القاهرة العاصمة المصرية ولكن على امتداد ربوع الوطن وفي مختلف محافظاته وقراه ونجوعه ومناطقه النائية.لا شك أن دور حزب مستقبل وطن في دعم المساندة الشعبية للوطن الذي يخوض أخطر المعارك.. في البقاء والوجود في ظل التحديات والتهديدات والمخاطر غير المسبوقة وما يتطلب ذلك من وعي وتواصل مع الناس لتعميق الفهم والإدراك لما يحاك للوطن.. وأيضاً معركة البناء والتنمية والتقدم التي تحقق فيها مصر قفزات كبيرة بفعل حالة الأمن والأمان والاستقرار التي تعيشها مصر بفضل تضحيات أبطال الجيش والشرطة البواسل.الملفت في أداء حزب مستقبل وطن هو أنه يعمل في كافة الاتجاهات والمحاور ولا يتوقف عند نشاط معين.. يتعامل بنظرة شاملة وليس نظرة قاصرة على اتجاه معين.أبرز ما يلفت النظر لأداء حزب مستقبل وطن الذي يضم نصف مليون كادر تنظيمي في مختلف محافظات مصر هو الإدراك الحقيقي للحظة الفارقة والاستثنائية التي يمر بها الوطن.. فعمل على كافة الاتجاهات.أولاً.. التثقيف السياسي وتحفيز المصريين علي المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية كرد عملي وواقعي على حالة التربص من قبل بعض الدول المعادية لمصر.. فجاء رد الشعب المصري قاطعاً وحاسماً من خلال المشاركة الكبيرة في الانتخابات الرئاسية أو الاستفتاء على التعديلات الدستورية ..وهو المشهد الذي لم يغب عنه حزب مستقبل وطن بكافة كوادره وندواته ووجوده علي الأرض بين المواطنين.. وساهم بالنصيب الأوفر في حث وتوعية الشعب بضرورة المشاركة.ثانياً.. حزب مستقبل وطن.. أدرك مبكراً أهمية «الوعي» إيماناً بأن الخطر الحقيقي يكمن في الداخل وأنه لابد من الحفاظ على الاصطفاف الوطني وتماسك الشعب وأن يكون على قلب رجل واحد في مواجهة المخاطر والتهديدات والمؤامرات فكان الحزب في قلب المعركة من خلال عقد الندوات واللقاءات وورش العمل لتوضيح الصورة للمصريين.. وعرض الحقائق حول قضايا التنمية والإصلاح الاقتصادي والأمن القومي وكشف حقيقة نوايا جماعة الإخوان الإرهابية وتشابكها مع أعداء مصر.. وأيضاً توضيح لماذا استهداف مصر بالذات.. كل ذلك ساهم في رفع مؤشر الوعي لدى المصريين وهو الأمر الذي حقق الأمن والاستقرار وحافظ علي سلامة البلاد وأدى إلى النجاحات والإنجازات في مختلف المجالات.ثالثاً.. كان الحزب حاضراً بقوة على المستوى الاجتماعي وتقديم المساندة المجتمعية للفئات البسيطة والفقيرة من المصريين والأكثر احتياجاً وكان يداً للعون بتقديم المساعدات لأهالينا من كافة أنواعه وتسيير القوافل الطبية وأيضاً مخاطباً الشباب بلغتهم بعقد الدورات التعليمية والمسابقات الرياضية وبناء المنازل وإصلاحها وهو أمر يحسب للحزب الذي يساند الدولة فيما هو مطلوب من الأحزاب ودورها في دعم المواطن وبناء الدولة.رابعاً.. حزب مستقبل وطن.. كان أيضاً نموذجاً للأداء البرلماني بلا ضجيج في مساندة قضايا الدولة وأمنها القومي ورسم السياسات وإصدار القوانين التي تصلح ما أفسدته العقود الماضية وتواكب التطور التشريعي بما يتوافق مع الدستور.كان الحزب داعماً لا مزايداً.. واعياً لا مغيباً.. متعاوناً.. لا هداماً ومشوهاً.. الحالة الحزبية لدى مستقبل وطن أراها في نضج متصاعد ومتزايد ..أولوياتها لصالح الوطن والحفاظ عليه وعلى مقدراته.. ومساندة الشعب ودعم التفافه حول الوطن.لست مبالغاً أن حزب مستقبل وطن ورغم حداثة عهده.. إلا أنه نجح في تقديم الكثير.. وأن المستقبل أمامه لتحقيق طفرات كثيرة في العمل الحزبي القائم علي النزول إلى الشارع والتواصل مع الناس ونشر الوعي والتثقيف السياسي ودعم العمل البرلماني بما يصب في مصلحة الوطن.