«توشكى الخير».. قصة نجاح تحول 100 ألف فدان من الصحراء إلى جنة خضراء

يعد مشروع توشكى الذي أحياه الرئيس عبدالفتاح السيسي مجددا من أهم المشروعات القومية التي تحقق الأمن الغذائي لمصر، كما يعد نموذجا ناجحا للتعاون بين الدولة والقطاع الخاص الذي يعد شريكا رئيسا في مسيرة التنمية التي تشهدها الدولة في كافة القطاعات.

100 ألف فدان

وتزامنا مع انطلاق موسم الزراعة 2023/ 2024 ، تشهد منطقة توشكى نقلة نوعية حقيقة في الانتهاء من البنية التحتية اللازمة لزراعة 140 ألف فدان، حيث تم الانتهاء من تنفيذ عملية تأهيل 100 ألف فدان ليتم إضافتها لـ 40 ألف فدان موجودة بالفعل.

وشهدت المرحلة الأولى لمشروع توشكى إنشاء محطة رفع رئيسية بطاقة إنتاجية 5.4 مليون متر مكعب مياه في اليوم لرفع منسوب المياه لـ 20 مترا، فيما شهدت المرحلة الثانية تأهيل 982 قطعة ري محوري، وإجمالي أعمال الطرق 1062 كم بعروض متغيرة، وحفر ترع بإجمالي 64.4 كم ، وأعمال صناعية بإجمالي 41 عملا، فضلا عن إنشاء محطة رفع رئيسية بطاقة انتاجية 6.3 مليون متر مكعب مياه في اليوم.

وفي إطار تجهيز الأراضي للزراعة ، تم إنشاء 26700 قاعدة عمود كهرباء جهود متوسط، و262 قاعدة خرسانية لأكشاك الكهرباء، وتوصيل كابلات بأطوال 773 كم ، وموصلات بإجمالي 4655 طنا.

أما فيما يتعلق بأعمال المياه فتم تنفيذ محطتي رفع رئيسيتين بإجمالي 22 مجموعة رفع فضلا عن 79 محطة رفع مياه مقسمة إلى 69 محطة رفع فرعية على 31 مأخذا و10 محطات رفع مساعدة فيما تم مد شبكات الري بمواسير أقطارها من 250 إلى 1200 مم بإجمالي أطوال 1055 كم.

ويعد الشكل النهائي الموجود حاليا لاستصلاح الأراضي ، سبقه مجهود كبير للغاية من أجل تمهيد الأرض للزراعة حيث تم شق قنوات المياه وإزالة المناطق الجبلية، وغيرها من الإجراءات التي أسهمت في إظهار هذا المشروع إلى النور من جديد.

ويعمل القطاع الخاص بصورة رئيسية في دعم مسيرة التنمية التي تقودها الدولة ، حيث تعد شركة السويدي الوطنية للصناعات والمشروعات الهندسية نموذجا ناجحا للشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، حيث تعمل الشركة على إنتاج الآلآت اللازمة للزراعة خاصة أجهزة الري المحوري بنسبة تصنيع محلي تتعدى الـ 70 %.

وتنتج شركة السويدي أجهزة الري المحوري اللازمة لري كافة المساحات المنزرعة في توشكي مما يقلل من وتيرة الاستيراد وتوفير العملة الصعبة، كما أنها تتولى أعمال الصيانية المستقبلية والدائمة، وتدريب كوادر بشرية مصرية، وتوفير ألف فرصة عمل مباشرة وألفين غير مباشرة في 4 سنوات، كما تم فتح قنوات اتصال مع الدول الشقيقة والمجاورة لتصدير المنتج المصري إلى دول الجوار مثل ليبيا والسودان والعراق واليمن والجزائر.

وتتكاتف كافة أجهزة الدولة لتحقيق النجاح للمشروع بالتعاون مع القوات المسلحة ووزارة الزراعة واستصلاح الاراضي، ووزارة الموارد المائية والري.

وكان في الماضي جهاز الري المحوري الواحد تبلغ تكلفته على الدولة ما يقرب من 80 ألف دولار ، إلا أنه بعد تصنيع هذه الأجهزة محليا لتغطية السوق المحلي أسهم في توفير العملة الصعبة وملايين الدولارات لخزينة الدولة ، ويكمن النجاح في أن نسبة مكونات التصنيع المحلي وصلت إلى أكثر من 70 % .

ويؤكد العاملون في مشروع توشكى أن ما تحقق في المشروع هو جزء من "حكاية وطن"، حيث تم تبطين كافة الترع الموجودة في توشكي لتقليل أي أعمال هدر للمياه فضلا عن تنفيذ 1323 كم طرق، و2 ترعة بأطوال 38 كم وطاقة إنتاجية 7.5 مليون متر مكعب في اليوم، و2 محطة رفع و1107 كم حفر لشبكات الري، و99 محطة ضخ تتضمن 448 طلمبة في المرحلة الأولى فقط.

وشهدت المرحلة الثانية من توشكى تنفيذ 744 كم طرق رئيسية وفرعية و2 محطة رفع ، و730 كم شبكات ري، و35 محطة طلمبات ري تتضمن 238 طلمبة ، أما المرحلة الثالثة فشهدت تنفيذ 577 كم طرق رئيسية وفرعية وترعة بطول 53 كم متر و817 كم شبكات ري و34 محطة طلمبات ري تضم 229 طلمبة.

ومن المخطط أن يكون حجم المساحة المنزرعة في توشكي وشرق العوينات 531 ألف فدان بعد إضافة 224 ألف فدان خلال العام الزراعي الحالي 2023/ 2024 ، وتستهدف الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية زراعة 450 ألف فدان قمح بزيادة 200 ألف فدان عن العام الماضي.

وأجرى موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط جولة في مزرعة البرتقال الصيفي ، حيث أكد كريم ناجح أحد العاملين في المشروع من محافظة سوهاج أنه سعيد بالعمل في المشروع..مشيرا إلى أنه يسهم في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة.

وأكد هاني أحمد الفقى رئيس فرع المحاصيل بمزرعة توشكى ، أنه تم البدء في زراعة موسم القمح.. مشيرا إلى أن الأرض أثبتت إنتاجيتها وأصبحت تعطي إنتاجية أفضل من الأعوام السابقة .. منوها بأن المشروع يسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي للدولة.

ومن جانبها .. أكدت المهندسة رانيا فايز مدير العمليات في مشروع محطة الرفع الرئيسية في توشكى ، أن ما حدث يعد بمثابة إنجاز ونقطة هامة في تاريخها المهني، مشيرة إلى أن التحديات العديدة التي شهدتها أعمال التنفيذ منحتها خبرة كبيرة.

وأكد المهندس حسام سيد أن الجميع يعمل دون كلل من أجل إنجاز المشروع ، خاصة وأن الدولة والقوات المسلحة توفر كافة الاحتياجات لنجاح المشروع فضلا عن توفير كافة المعدات وسبل إنجاز المشروعات في وقت قياسي.

وقال المهندس وائل عياد مدير مشروع المرحلة الثالثة لتنمية جنوب الوادي بمنطقة توشكي : إنه تم تجهيز البنية التحتية لإيصال المياه إلى 100 ألف فدان.

وأشار إلى أن هناك مجموعة من الشركات الوطنية تعمل في المشروع وعددهم 11 شركة ويتم التنسيق مع وزارة الري والزراعة والنقل والشركات للعمل مع أجهزة الري المحوري .. موضحا أنه تم التوسع بشكل كبير في عدد من الصناعات أثناء استكمال المشروع تم استخدمها في عملية الإنشاء لتوفير الكثير من الوقت والجهد.

وقال عياد : إن من أهم معوقات العمل في المشروع هو ارتفاع وعلو المنطقة فتم إنشاء 5 محطات رفع للتغلب على فرق الارتفاع..مؤكدا أن العمل يجري على قدم وساق على مدار اليوم من خلال 3 ورديات في ظل صعوبات الطقس.