«خطة بن غفير».. تفاصيل استراتيجية وزير الأمن الإسرائيلي للانتصار في غزة
قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الأحد، إن "الاحتلال" هو الحل الأهم للانتصار في الحرب.
وأشار وزير الأمن القومي الإسرائيلي في مقابلة مع إذاعة "كان"، الأحد، إنه "بعد إخلاء مستوطنات "غوش قطيف"، جنوبي قطاع غزة، تغير العالم، وتغير الواقع، بالنسبة لإسرائيل".
وأكد بن غفير على أهمية عودة المستوطنين لمستوطنات جنوب غزة، لأن الانتصار في الحرب لن يتحقق سوى "بالاحتلال".
وفي إشارة إلى الأصوات المتزايدة في اليمين الإسرائيلي لإعادة توطين كتلة مستوطنات "غوش قطيف" جنوب قطاع غزة، أضاف بن غفير: "طالما أنك لا تملك السيطرة على المنطقة وليس لديك وجود حقيقي هناك، وبالتأكيد عندما تسمح لمنظمة إرهابية بالبقاء هناك، فإنك تتعرض للهجمات والقتل".
وأضاف: "لو كان سكاننا هناك، لكان من المستحيل تنفيذ هذه المذبحة. عندما يكون لديك تواجد على الأرض، تكون لديك معلومات استخباراتية وسيطرة، أنت المالك".
"المطلوب هنا هو الاحتلال. في كل مرة يخسر فيها أعداؤنا أرضا، يخسرون الحرب. يجب أن تكون لدينا السيطرة الكاملة، وهذا سيردع أعدائنا، ويجعلهم يعرفون أننا انتصرنا ويسمحون للسكان بالعودة إلى ديارهم".
وأشار بن غفير إلى إنه لا يخاف من فكرة إعادة توطين الإسرائيليين جنوب غزة في مستوطنات "غوش قطيف".
إسرائيل تستخدم أسلحة قديمة
رصد خبراء عسكريون قيام إسرائيل بالدفع بآليات قديمة الطراز خلال عمليّتها البرية في قطاع غزة، منها مدرعات "إم-113" بدلا من مدرعة "النمر" الحديثة، ودبابات "ميركافا 3" بدلا من الطراز الأحدث "ميركافا 4"، ما يُشير إلى إعادتها النظر في تقديراتها للمعركة.
وسبق لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بثّ مقاطع فيديو عن تمكنها من تدمير "الميركافا" و"النمر" عبر قذائف "الياسين 105" التي طوّرتها محليا.
يُقدِّم خبير في الشؤون العسكرية وباحثة سياسية لموقع "سكاي نيوز عربية"، أسبابا مختلفة عن دوافع إسرائيل للاستعانة بمركبات قديمة، منها ما يخص خسائر تل أبيب في "حرب العصابات" في غزة، ومدى الحاجة مِن عدمها لاستخدام أسلحة أحدث في هذه المرحلة.
وفق ما أعلنه المتحدّث باسم كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، السبت، فإن الدبابات الإسرائيلية تواجه اشتباكات ضارية في غزة، تُجبرها على التراجُع وتغيير مسار التوغل، معلنا توثيق تدمير أكثر من 160 آلية كليا أو جزئيا منذ بَدء المعارك في 7 أكتوبر.
حرب عصابات
الخبير العسكري، العقيد حاتم صابر، يرجّح أن إسرائيل أعادت استخدام آليات قديمة، لما تواجههه من "حرب عصابات"، والتي تسبّبت في هذه الأمور:
• عجز أنظمة الدفاع الخاصة بالمدرّعات والدبابات "تروفي" في صدّ هجمات الكمائن المنظمة.
• إسرائيل تأكدت أن أنفاق غزة ستكون مقبرة تكشف عيوب تدريع الدبابة "ميركافا" والمدرعة "النمر" أمام أسلحة حماس محلية الصنع، ما يسيء لسمعة صناعتها الحربية.
• ما يجري هناك خسارة فادحة للجيش الإسرائيلي في حرب عصابات تقهر الجيوش النظامية.
• ترى تل أبيب أنّ استهلاك المدرعات القديمة في هذه الحرب أوفر من تدمير "الميركافا" و"النمر" في حرب الأشباح والأنفاق، والأفضل الحفاظ عليها لاستخدامات في المستقبل.
تكتيك مرحلي
في رأي الباحثة الأميركية المتخصّصة في الشؤون الدولية، إيرينا تسوكرمان، فإن تأجيل إسرائيل استخدام تقنياتها المتطورة مثل "ميركافا 4" و"النمر" سببه فقط "عدم الحاجة لاستخدامها الآن" في غزة.
وتضيف موضّحة:
• استخدام إسرائيل المركبات القديمة دليلٌ على تفكير طويل الأمد، حيث تريد إبقاء التقنيات الأعلى للمواجهات المستقبلية.
• نظرا لكثافة السكان في غزة، مِن غير المنطقي دخول الدبابات قبل إخلاء الشوارع من المقاتلين، ولذا فالمهمة الأكثر تعقيدا التي تواجهها إسرائيل هي تعطيل الأفخاخ المتفجّرة في الأنفاق، وتدمير الأنفاق، وهذا تلعب فيه الدبابات دورًا محدودا، لأن أفضل استخدام لها هو قتال الشوارع.
نقاط قوّة وضعف "ميركافا 4"
• بدأت إسرائيل صناعة "ميركافا" في 1983، في 4 نسخ متتالية: "ميركافا 1" و"ميركافا 2" و"ميركافا 3" و"ميركافا 4"، واستخدمت الأخيرة في الانتفاضة الثانية وحرب لبنان 2006 وحرب غزة 2008-2009.
• وفق تقارير عسكرية، فإن إسرائيل ترى سلاح الدبابات من أهم الأسلحة في المواجهات البرية، وبسبب ذلك حرصت على تصميم أحدث النماذج ووضعته في "ميركافا 4" أو "دبابة باراك"، وأطلقت عليها لقب "دبابة القرن 21"، وقدّرت تكلفتها بنحو 6 ملايين دولار.
• مِن مزايا أنها مزوّدة بمنظومات دفاعية ومنظومات لاكتشاف التهديدات، بجانب نظام "أوفيك" المتطوّر للاتصالات الذي يجعل الطاقم مستفيدًا من مختلف منظومات الرصد الأخرى من الجو والبحر.
• مزوَّدة بمنظومة كشف الأشعة السينية لاكتشاف أفراد المشاة داخل المنشآت.
• تتميَّز بأنها أول دبابة في العالم تحتوي على نظام متقدِّم من الذكاء الاصطناعي يدير مهام الخزان، مما يقلّل عبء العمل على الطاقم ويساعد في تحديد الأهداف بدقة كبيرة.
• لكن من عيوبها، وفق مجلة "روسيسكايا غازيتا" الروسية، أن تجربة الدبابة في الواقع أثبتت عدم كفاءة نظام إطفاء الحرائق وإخماد المتفجّرات بها، وهناك شكوك في فاعلية منظومة الحماية النشطة.
• وضمن عيوب تلك الدبابة، وفق تقارير عسكرية، نظام "تروفي أكتف بروتيكشن"؛ لأنه يمكن اصطيادها من مسافة أقل من 50 مترًا خاصّة بقذائف "آر. بي. جي".
• لا تستطيع التعامُل مع قاذف "Spg-9"؛ لأنها ذخائر تطلق أسرع من 340 مترًا في الثانية، في حين أن السرعة القصوى للأهداف التي يتعامل معها نظام "تروفي" في تلك الدبابة 340 مترًا في الثانية.
• لا تغطّي رادارات هذا النظام المناطق السكنية بكفاءة.
• وزنها الكبير الذي يصل إلى 65 طنا، يبطئ من حركتها في أرض المعارك.
"المسافة صفر".. تكتيك حماس لمواجهة سياسة "الأرض المحروقة"
وفي المقابل نشرت حركة حماس مقاطع فيديو لعمليات التصدي للتوغل البري الإسرائيلي، والتي أظهر تدمير آليات إسرائيلية من المسافة "صفر".
وأكد الناطق العسكري باسم حركة حماس أن مقاتلي حماس دمروا 24 آلية عسكرية بشكل كلي أو جزئي، خلال 48 ساعة الأخيرة في محاور القتال في قطاع غزة.
وأوضح: "يتعامل قناصة الجناح العسكري لحماس مع الجنود المتحصنين في المنازل، أو على من يجرؤ على إخراج رأسه من الآلية التي يتحصن فيها".
وأضاف: "مقاتلونا يواصلون الالتفاف خلف قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ويلتحمون من المسافة صفر مع جنوده".