800 كتاب ومخطوطة نادرة بمعرض الشارقة الدولي للكتاب
تعد الكتب والمخطوطات النادرة جزءا مهما من التراث الثقافي للأمم، حيث تحمل في طياتها المعرفة والحكمة التي تم تجميعها عبر العصور، ومن أجل الحفاظ على هذا التراث الثمين، تأسست العديد من دور النشر والمؤسسات المتخصصة في اقتناء وحفظ المخطوطات والكتب النادرة.
إحدى هذه المؤسسات هي (دار اقتناء للمخطوطات والكتب النادرة)، ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ42 من خلال عرضها لـ 800 كتاب ومخطوطة نادرة لعل من أهمها كتاب (القانون في الطب) لابن سينا المطبوع عام 1593 في روما باللغة العربية.
ويقول محمد آصف مؤسس وصاحب الدار، لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، "أسست دار اقتناء للكتب النادرة والمخطوطات عام 2014 وأديرها بشكل شخصي من منزلي حيث أحتفظ بالعديد من النوادر التاريخية المهمة"، مشيرا إلى أن مؤسسة اقتناء تعمل على شراء وجمع المخطوطات والكتب النادرة من مختلف أنحاء العالم حيث تهدف إلى حفظ هذا التراث الثقافي وتوفيره للجمهور سواء كانوا باحثين أو طلابًا أو مهتمين بالثقافة والتاريخ.
وأشار إلى أن الدار تعتبر مرجعًا رئيسيًا للمخطوطات والكتب النادرة، حيث تحتوي على مجموعة كبيرة ومتنوعة من المصنفات والمؤلفات التاريخية والأدبية والدينية والفلسفية وغيرها ويتم اقتناء هذه الكتب والمخطوطات من مزادات دولية ومحلية وأحيانًا يتم شراؤها من أفراد ومؤسسات ترغب في التخلص منها، موضحا أنه جمع هذه النوادر من مصادر عدة أغلبها مزادات وتجار كتب قديمة، مشيراً إلى أن لديه مطبوعات نادرة جداً لا تتوفر منها سوى نسختين أو ثلاث نسخ موجودة لدى جهات أو متاحف.
أبرز الكتب القديمة
وحول أبرز الكتب القديمة التي تضمها مكتبته يقول آصف "هناك كتاب (القانون في الطب) لابن سينا المطبوع عام 1593 في روما باللغة العربية، ومجموعة كتب أبوالقاسم الزهراوي مترجمة من العربية إلى اللاتينية، وكتاب في الفلك لأبو معشر البلخي مترجم من العربية إلى اللاتينية، وقد تمت طباعته عام 1489 هجرية بالإضافة إلى مجموعة من أوائل ترجمات القرآن الكريم إلى لغات أوروبية".
وأكد أن قيمة هذه المقتنيات المادية ترجع لمدى الأهمية والندرة، فأحياناً تكون قيمة كتاب مطبوع منذ 100 عام أعلى من آخر تم طبعه قبل 500 عام، قائلا "إن دار اقتناء تعتمد على فريق من المختصين في تقييم الكتب والمخطوطات، حيث يتم دراسة قيمة الكتاب أو المخطوط بناءً على عدة عوامل مثل ندرته، حالته الجيدة، وأهميته التاريخية ، بعد ذلك، يتم شراء الكتاب أو المخطوط بسعر مناسب وإضافته إلى مجموعة المؤسسة".
وتابع "أنه بالإضافة إلى عملية الاقتناء تقوم الدار بعملية ترميم وصيانة الكتب والمخطوطات التي تحتاج إلى ذلك، ويتم استخدام تقنيات حديثة ومواد متخصصة لإعادة تأهيل هذه القطع الثمينة والحفاظ عليها للأجيال القادمة كما تقوم الدار بتنظيم معارض وفعاليات ثقافية لعرض المخطوطات والكتب النادرة للجمهور. يتم عرض هذه القطع الثمينة في بيئة آمنة ومحكمة لحمايتها من التلف والضياع".
ونوه آصف بأن دار اقتناء للمخطوطات والكتب النادرة تلعب دورًا حيويًا في حفظ ونشر التراث الثقافي من خلال جمع واقتناء المخطوطات والكتب النادرة، حيث تسهم هذه المؤسسة في إثراء المعرفة والثقافة وتوفير فرص الوصول إلى هذا التراث الثمين للجميع.