استطلاع يكشف الغضب الشعبي.. نتنياهو يعيش أيامه السياسية الأخيرة
لم يكن الأثر الذي أحدثته عملية "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر الماضي، داخل الأوساط الإسرائيلية هينًا، وتشير معظم المعطيات إلى أن أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتت معدودة، وحتى إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تظن أن هذه الأيام قد تكون الأخيرة في حياته السياسية.
وكشف استطلاع رأي عرضته القناة 13 الإسرائيلية، ليل السبت، أن غالبية الإسرائيليين يحملون نتنياهو مسؤولية "الإخفاق الأمني"، في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر، إذ أبدى 56% من المشاركين في الاستطلاع عدم ثقتهم فيه.
وحمّل 44% من المشاركين نتنياهو مسؤولية الإخفاق الأمني في السابع من أكتوبر، في حين حمل 33% المسؤولية لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي وكبار مسؤولي الجيش، و5% ممن حملوا وزير الأمن يوآف جالانت المسؤولية.
استقالة نتنياهو
وبحسب الاستطلاع، يعتقد 47% من الإسرائيليين أن نتنياهو عليه الاستقالة بعد انتهاء الحرب، فيما يرى 29% أنه يجب أن يستقيل بشكل فوري، ويؤيد 18% فقط بقاءه في السلطة.
ويدعم 64% من الإسرائيليين، إجراء انتخابات بعد انتهاء "الحرب على غزة"، مقابل 26% فقط يدعمون استمرار الحكومة، فيما عبر 74% عن دعمهم لإقامة لجنة تحقيق مع صلاحيات واسعة بعد الحرب، مقابل 12% يدعمون إقامة لجنة تحقيق حكومية.
نتائج الاستطلاع الذي نشرته القناة 13 الإسرائيلية، تأتي في أعقاب انتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في ظل استمرار القصف على قطاع غزة، والذي خلف آلاف الشهداء، إذ حذرت أمريكا نتنياهو أنه سيصبح من الصعب على تل أبيب تحقيق أهدافها العسكرية مع تفاقم حدة الأزمة الإنسانية "غير المسبوقة".
وبحسب "سي إن إن"، حذرت إدارة بايدن إسرائيل من "تآكل الدعم"، وأنه سيكون له عواقب استراتيجية وخيمة لعمليات الجيش في غزة.
أما استطلاع صحيفة "معاريف"، الإسرائيلية، فيقول إن 80% من الإسرائيليين يريدون تحمل نتنياهو مسؤولية الفشل الأمني والاستخباراتي في السابع من أكتوبر.
نظرة قاتمة في واشنطن
كشفت مصادر مسؤولة في إدارة الرئيس الأمريكي، أن "بايدن" ذكر لكبار مساعديه أن هذه الأيام ربما تكون الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وأنه نقل هذه المشاعر للأخير في وقت سابق.
وبحسب ما كشفته مجلة بوليتيكو الأمريكية، أشار اثنين من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، أن مسألة الحياة السياسية القصيرة لنتنياهو قد تم طرحها في اجتماعات البيت الأبيض الأخيرة، مشيرين إلى أنه يجب أن يبحث الدروس التي سينقلها لخليفته.
وقال مسؤولان آخران، أن نتنياهو أمامه وقت قصير في منصبة، نحو عدة أشهر، أو على الأقل حتى نهاية مرحلة القتال المبكرة في غزة.
وتأتي النظرة القاتمة لمستقبل نتنياهو، في ظل دعم غير مسبوق من أمريكا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إلا أن بايدن حثّه سرًا على عدم توسيع الحرب، وفقًا للمسؤولين.
وتخشى إدارة بايدن أن يربط نتنياهو مستقبله السياسي بالحرب، ويمكن أن يتحرك في مرحلة ما لتصعيد الصراع، وفقًا للمسؤولين الكبيرين في الإدارة.
وكان نتنياهو، أثار غضبًا واسعا في 28 أكتوبر الماضي، بعد تغريدة نشرها في منصة "إكس"، ثم حذفها، اتهم فيها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، أهارون هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، بالإخفاق الأمني بخصوص عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر، إذ يرفض نتنياهو تحمل مسؤولية الإخفاق الأمني، الذي حدث خلال في رئاسته حكومة الاحتلال، بصفته أرفع مسؤول.