«الذكاء الاصطناعي وأثره على أدب الطفل».. جلسة حوارية بمعرض الشارقة للكتاب
أكد عدد من الناشرين العرب أن الذكاء الاصطناعي يتيح فرصاً كبيرة أمام صنّاع كتاب الطفل، مشيربن الى أنه من بين الجوانب المشرقة لهذه التطبيقات في مجال النشر للأطفال، اختصار الوقت والجهد، والدقة.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية عقدت بمعرض الشارقة الدولي للكتاب بعنوان: "الذكاء الاصطناعي وأثره على أدب الطفل" تحدث خلالها الكاتب والناشر الكويتي محمد شاكر جراغ نائب رئيس مجلس إدارة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، والناشرة الإماراتية الدكتورة اليازية خليفة السويدي، صاحبة دار الفُلك للترجمة والنشر.
واستعرض محمد شاكر تجربته في استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال كتاب الطفل، مبيناً أن البداية كانت حين قرأ عن استخدامات الذكاء الاصطناعي في الاستشارات القانونية الدقيقة فأدرك أن هناك شيئاً ما يتطور في هذا المجال وبدأ يهتم بالأمر على مستوى مجاله، وشكل فريقاً من 25 شخصاً عكفوا لمدة عام ونصف على دراسة الذكاء الاصطناعي في مجال النشر للأطفال، ودوره في جميع مراحل هذه العملية من تحرير النص إلى الرسومات إلى الإخراج والصف وحتى الطباعة والتسويق، وخرجوا بدراسة من 200 صفحة قدموها لملتقى ناشري كتب الأطفال.
قال: "إن تأليف كتاب للطفل عبر أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي قد لا يستغرق سوى عشر دقائق، من خلال أسئلة توجيهية لتجويد النص، والعملية برمتها حتى مراحل الطباعة قد تستغرق ساعتين، والطباعة نفسها دخلت هذا المجال، فهناك مطابع تطبع في الساعة الواحدة 150 كتاباً مع التغليف والتجليد وبجودة عالية، ما يعني أننا يمكن أن ننتج كتاباً وبـ3500 نسخة خلال 24 ساعة فقط، وهو أمر مستحيل وفق ما هو معتمد حالياً، حيث قد يستغرق إنتاج كتاب للطفل نصف شهر أو أكثر، من التأليف إلى الرسم إلى الإخراج والتدقيق، والطباعة".
فيما تحدثت الدكتورة اليازية خليفة عن تجارب استخدام تطبيق "التشات جي بي تي" في الكتابة، وملاحظاتها حوله، مبينة أن العنصر البشري يبقى الأهم في العملية الإبداعية برمتها، فهذه التطبيقات تولد الأفكار من بيانات تراكمية مختزنة، وليست عملية خلق كما يفعل الكاتب، الذي بإمكانه استثمار هذه التطبيقات ولكن ليس بشكل كامل
وبينت أن الذكاء الاصطناعي قد يكون أفضل لبعض الفئات الخاصة من الأطفال، كالمصابين بالتوحد أو من ذوي الإعاقات البصرية والحركية، لدقته الكبيرة في تحديد وفرز تدرجات الألوان وأشكال اللمس المناسبة".
وقالت: "في مجالات أخرى يبقى العنصر البشري هو الأهم، ولذلك عملية إنتاج الكتب تبدأ بالفكرة وأهمية أصالتها، ومراحل التدقيق، فمن المهم مرور النص بالمدقق التحرير واللغوي، وحتى أيضاً في مجال الترجمة، لأن هذه التطبيقات تترك بعض الهنات، ويبقى التسويق أهم نقطة لصالحها لقدرتها الكبيرة على قراءة الخوارزميات الشبكية وتفضيلات المستهلك".