سفير مصر الأسبق بأنقرة: استمرار الحرب في غزة ينذر بجر أطراف إقليمية ودولية للنزاع
حذر السفير عبدالرحمن صلاح الدين، سفير مصر الأسبق لدى تركيا، من أن استمرار الحرب الإسرائيلية الوحشية ضد قطاع غزة، وغياب الأفق السياسي للحل، ينذر بتفاقم الصراع واتساع رقعة القتال وجر أطراف إقليمية ودولية للنزاع، مما سيؤدي إلى تصعيد عسكري خطير بالمنطقة يُدمر ويُسقط المزيد من الضحايا.
ورأى السفير، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، أنه بالرغم من حدوث تغيير في الرأي العام بالولايات المتحدة والعالم الغربي، بعد أن كان يساند إسرائيل في بداية "أحداث ٧ أكتوبر" وبات يطالب اليوم بوقف فوري للحرب ووضع حد للمأساة الإنسانية بقطاع غزة، إلا أن الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية لا تزال غير راغبة في الضغط على إسرائيل لإيقاف الحرب قبل أن تقضي دولة الاحتلال على القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية بغض النظر عما إذا كان هذا الهدف قابلاً للتحقيق أم لا.
ونبه السفير المصري بأن استمرار تلك الحرب حتى تنتهي إسرائيل من تحقيق أهدافها بقطاع غزة قد يستغرق مدة زمنية طويلة و يسقط عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء، مؤكدًا أن الاتفاق على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لتعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل بسلام، سينهي حالة العداء العربي مع إسرائيل، وسيؤدي إلى إقامة علاقات طبيعية معها وسيعزز الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة والإقليم.
وأضاف أن المجتمع الدولي استوعب عقب "أحداث ٧ أكتوبر" و الإبادة الجماعية التي ترتكب الآن بحق المدنيين الأبرياء بالقطاع، أن العودة إلى الوضع الذي فرضته السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين قبل الحرب الحالية أمر غير مقبول، منوهًا إلى أن الغرب عاد ليتحدث بعد أكثر من عقدين من الصمت والإهمال عن حل الدولتين.
ولفت إلى أهمية دعوات بعض الناشطين اليهود الأميركيين الليبراليين المطالبة بوقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنع المستوطنين من مهاجمة الفلسطينيين واستفزازهم سواء في الضفة الغربية أو القدس.
واقترح السفير عبدالرحمن صلاح الدين اتفاق جميع الأطراف المعنية على وقف فوري وشامل لإطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن، وخروج كافة القوات الإسرائيلية من قطاع غزة فور دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ثم تشكيل فريق دولي من ممثلي المانحين العرب والغربيين والدول المعنية؛ للإشراف على إعادة إعمار وتأهيل غزة والتحضير لإجراء انتخابات جديدة في القطاع والضفة الغربية خلال عامين تحت إشراف فريق دولي.
ودعا إلى عقد مؤتمر دولي فور وقف إطلاق النار بمشاركة كافة الأطراف المعنية من الدول العربية وإسرائيل والدول الدائمة العضوية في الأمم المتحدة وخاصة الولايات المتحدة للاتفاق على إطلاق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية للتوصل إلى اتفاق سلام على أساس حل الدولتين.
وأشار إلى ضرورة تعهد إسرائيل بعدم بناء أي مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة داخل الأراضي التي احتلتها عام 1967 حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام يحدد حدود الدولتين، و يتضمن إجراءات متبادلة لضمان أمن الجانبين، وترتيبات أمنية انتقالية، ومراحل تنفيذها.
وشدد السفير عبد الرحمن صلاح الدين على أن "أحداث ٧ أكتوبر" غيّرت الكثير من الحقائق على الأرض، وأصبح من الواضح الآن للجميع أن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة من غير الممكن أن يستمر إلى الأبد دون أن يدفع الإسرائيليون والفلسطينيون الثمن بالدم.
واختتم سفير مصر الأسبق بأنقرة بالتأكيد على أن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق نصر سريع وحاسم في هذه الحرب، كما أنها معرضة لخطر تدمير اقتصادها وتلطيخ صورتها على الساحة العالمية، ولذلك فعليها قبول دعوة مصر إلى العقل ووقف القتال وتحقيق السلام العادل، الأمر الذي سيُقابل بالدعم الواسع في العالمين العربي والإسلامي ومن العقلاء المحبين للسلام بالعالم.