مؤسسات أوروبية تدرس توجيه عائد استثمار أرصدة روسيا المجمدة لدعم أوكرانيا
أعلن بنك التسويات والمقاصة الأوروبي «يورو كلير» أنه ربح أكثر من 3 مليارات يورو منذ بداية 2023 وحتى نهاية أكتوبر الجاري من وراء تجميد احتياطيات روسيا النقدية في المصارف الأوروبية.
وقال مسئولون في البنك – الذي يتخذ من بروكسيل عاصمة بلجيكا مقرا له- للفاينانشيال تايمز إن ضخامة هذا الربح قد يغري عددا من الحكومات الأوروبية للنظر في إعادة توجيهه إلى أوكرانيا.
وأشار مسئول "يوروكلير" إلى أن حجم الأرصدة الروسية المصادرة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي 2022 لم يكن يتعدى 347 مليون يورو وأن البنك قد استفاد من حالة الرفع المتتالي للفائدة المصرفية أوروبيا محققا أرباحا طائلة من استثمار الأرصدة الأوروبية المجمدة في إطار العقوبات الدولية على موسكو.
وتقوم "يوروكلير" التي تأسست في ديسمبر 1968 بتسوية معاملات الأوراق المالية المحلية والدولية، والتي تغطي السندات والأسهم والمشتقات وصناديق الاستثمار وتوفر يوروكلير خدمات الأوراق المالية للمؤسسات المالية الموجودة في أكثر من 90 دولة تمتلك يوروكلير فروعا فيها.
وأوضح مسؤول "يوروكلير" الذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه، أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا تحظر القيام بتنفيذ أية تحويلات مالية إلى مصارفها نتيجة صفقات التعامل على الأسهم والسندات الروسية في البورصات الأوروبية والأمريكية، وعليه تراكمت تلك الأموال الطائلة لدى "يوروكلير" باعتبارها المؤسسة المسئولة عن عمليات التسوية والمقاصة والتحويل للتعامل على الأسهم والسندات الأوروبية بما في ذلك السندات الروسية التي شهدت ملايين عملية التعامل عليها.
وأشار مسئول "يوروكلير" الذي تعد المؤسسة المسئولة عن التسوية المالية لصفقات البيع والشراء في البورصات الأمريكية والأوروبية في تصريحاته للفاينانشيال تايمز إلى أن حجم الأرصدة الروسية المالية المجمدة لدي المؤسسة يصل إلى 179 مليار يورو منها 180 مليار يورو تخص بنك روسيا المركزي الذي يعد صاحب النصيب الأكبر في إجماليات الأرصدة النقدية الروسية المجمدة بموجب العقوبات الغربية وهي 300 مليار دولار أمريكي.
وقالت الفاينانشيال تايمز إنها اطلعت على مسودة قرار في مفوضية الاتحاد الأوروبي بشأن استخدام الإيرادات "الاستثنائية" للأموال الروسية المجمدة في توجيهها لدعم أوكرانيا.
وكشفت الفاينانشيال تايمز عن معارضة من جانب ألمانيا لتلك الفكرة، فيما طلب البنك المركزي الأوروبي دراستها بحذر لما في ذلك من خطورة على سعر اليورو إذا قامت أوروبا بمصادرة الأرباح الناتجة عن الأرصدة المالية الروسية المجمدة في "يوروكلير".
وخلال العام الجاري... ربحت "يوروكلير" 347 مليون يورو خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري نتيجة استثمار إيرادات السندات الروسية والأوراق المالية وأدوات الاستدانة الروسية المجمدة والمتحفظ عليها لديها بموجب العقوبات.
كما حققت "يوروكلير" ربحا قيمته 8ر3 مليارات يورو خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري نتيجة استثمار الأموال الروسية المجمدة لديها، مقابل 522 مليون يورو حققتها في الفترة المماثلة من العام 2022 الذي اندلعت الحرب في أوكرانيا في الرابع والعشرين من شهر فبراير منه.
وفي المقابل أنفقت "يوروكلير" 34 مليون يورو على عملية إدارة الأرصدة الروسية المجمدة بما في ذلك الرسوم الإدارية للعمليات القانونية الخاصة بذلك خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مقابل 12 مليون يورو أنفقتها "يوروكلير" في العام الماضي على إدارة الأصول الروسية المجمدة.
