المعماري محمد عبد البديع.. مهندس صعيدي يضيف لمسة جمال لقرنة «حسن فتحي»
بالقرب من مدينة القرنة التي شيدها المعماري العالمي حسن فتحي يعيش المهندس المعماري محمد عبد البديع، والذي وجد نفسه منذ الصغر متعلقا بحالة الإبداع التي أوجدها فتحي في المكان العامر بفنه الهندسي الخالد.
وإذا كانت المدينة التي بناها حسن فتحي في أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات أضيفت إلى قائمة المعالم الأثرية العالمية عام 2010، وباتت منذ عشرات السنين مقصدا لطلاب قسم العمارة حول العالم وهم يشاهدون تصميم المنازل على شكل قباب واستخدام المواد المنسجمة مع طبيعة المكان ما يخلق جوا طبيعيا من الراحة الحرارية ويقلل استخدام المكيفات، فإنها بالنسب للمهندس محمد عبد البديع هي المعلم الفريد الذي يتعلق به منذ طفولته، وكانت أحد الأسباب التي جعلته يتوجه لدراسة الهندسة، من أجل أن يكشف المزيد من أسرارها المعمارية.
وعقب تخرجه في كلية الهندسة لم يكف محمد عبد البديع عن زيارة القرنة، وتأمل عمارتها، ودراسة تفاصيل مبانيها، وسماع حنين الرياح وكأنها تحمل إلى أذنيه صوت حسن فتحي وهو يوجه العمال.
لمسة جمال
فكّر محمد عبد البديع في لمسة جديدة للمكان القديم، تشكل إضافة هندسية تتناغم مع طبيعته المعمارية ، دون أن تتسبب في طمس معالمه، ولم يجد افضل من استخدام عنصري الكتلة واللون مما يضفي على التصميم التناغم والبهجة.
بدأت القصة بمنزل المواطن محمد شحاته بالقرنة الجديدة والذي هو عبارة عن دور أرضي وأول علوي وسطح، فقام محمد عبد البديع بإعادة تشكيل المكان ليخرج لنا طرازا جديدا تشعر حين ترى ألوانه السماوية والبيضاء أنك في أسوان النوبة، وحين تنظر إلى الكتل التي تتدرج من الكبيرة إلى الصغيرة فتشعر انك على شاطئ من شواطئ اليونان.
وتدخلت الشركة المنفذة بقيادة المهندس محمود الإسناوي بإضافة فكرة القبة السماوية sky light وبعد دراسة متعمقة بين المصمم والشركة المنفذة تم الاتفاق على استبدال الزجاج بمادة البولي كربونيت لتخفيف درجة الحرارة قدر الإمكان فكانت النتيجة تحفة معمارية فريدة من نوعها في القرنة وما حولها ليستطيع المعماري محمد عبد البديع تطبيق مقولة "انظر حولك فالجمال يحيط بك" ويحقق حلمه بالاقتران بأستاذه ومثله الأعلى المعماري الأشهر حسن فتحي.