الأمم المتحدة: لا مكان آمنًا في غزة
قال مكتب إعلام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» التابع للأمم المتحدة، إنه لم يعد هناك مكان آمن في غزة؛ والمدارس فى القطاع تعج بنحو ٥٠٠ ألف نازح، داعيا لإدخال المساعدات بشكل عاجل.
وحذرت الوكالة من نفاد إمداداتها فى قطاع غزة، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من إدخال أى إمدادات إلى غزة خلال الأيام الـ١٠ الماضية.
وكان المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازارينى قد أعلن فى بيان أمس الأول مقتل ٦ أشخاص، عندما قُصفت مدرسة تابعة للأونروا فى مخيم المغازى للاجئين بالمنطقة الوسطى بغزة.
وتابع: «أُصيب العشرات (بمن فيهم موظفو الأونروا)، ولحقت أضرار هيكلية جسيمة بالمدرسة.. ومن المرجح أن تكون الأرقام (الخاصة بالضحايا) أعلى».
ومن جانبه، وصف منسق الأمم المتحدة للإغاثة فى حالات الطوارئ مارتن جريفيث تقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة بأنها «مسألة حياة أو موت»، بينما أكد تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن الوضع فى غزة «يصبح خارج السيطرة»، بسبب العجز عن إيصال مساعدات إنسانية جاهزة للتسليم.
وقال: "مع كل ثانية نتأخر فيها فى إدخال المساعدة الطبية نخسر أرواحا"، مشددا على أن الإمدادات الطبية عالقة منذ أربعة أيام عند الحدود بين مصر وقطاع غزة. وأضاف: "نحتاج إلى دخول فورى لبدء توصيل إمدادات منقذة للحياة".
وعلى الصعيد نفسه، قالت الأمم المتحدة إن إسرائيل شنت ٥٨ هجوما على مرافق طبية ورعاية صحية فى قطاع غزة، منذ بدء جولة القتال الحالية فى السابع من الشهر الجاري.
وذكر مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فى بيان، أن هجمات إسرائيل أدت إلى مقتل ١٦ عاملاً فى مجال الرعاية الصحية وإصابة ٢٨ آخرين، وإلحاق أضرار بـ ٢٦ مستشفى ومنشأة رعاية صحية أخرى، بما فى ذلك ١٧ مستشفى و٢٣سيارة إسعاف.
وأشار البيان إلى أن ٤ مرافق صحية وجميعها فى شمال قطاع غزة هى «بيت حانون»، و«مؤسسة حمد للتأهيل»، و«الكرامة»، و«الدرة» لم تعد قادرة على العمل. وأبرز البيان أن قطاع غزة يشهد انقطاعا كاملا للكهرباء لليوم السابع على التوالى وتعمل المستشفيات بالحد الأدنى من طاقتها نتيجة قرب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقديرات إلى أن مئات الأشخاص ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض فى انتظار الإنقاذ أو التعافي، ويشكل تحلل الجثث تحت المبانى المنهارة مصدر قلق إنسانى وبيئى متزايد.
وتكافح فرق الإنقاذ، وأغلبها من الدفاع المدنى الفلسطيني، لتنفيذ مهمتها، وسط غارات جوية متواصلة، ونقص حاد فى الوقود لتشغيل المركبات والمعدات، مع محدودية أو انعدام الاتصال بشبكات الهاتف المحمول.
ويقدر عدد النازحين داخليا فى غزة بحوالى مليون شخص، بما فى ذلك أكثر من ٣٥٢ ألف نازح يقيمون فى ملاجئ الطوارئ المخصصة لوكالة «الأونروا» فى وسط وجنوب قطاع غزة وحده.
بالإضافة إلى ذلك، يقيم حوالى ٥٥ ألف نازح فى ٥٢ ملجأ غير تابعة للأونروا، معظمها يقع فى مدينة غزة وشمال غزة. ويعانى القطاع من نقص شديد فى الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء والدواء، مما يؤدى إلى تزايد الإحباط والتوترات بين النازحين.
وتشير التقارير المتناقلة إلى أن العديد من الأسر النازحة عادت إلى مدينة غزة وشمال غزة «غرب وادى غزة» بسبب الغارات الجوية المستمرة التى تستهدف المناطق الجنوبية، والتى تفاقمت بسبب الظروف المعيشية الصعبة فى الجنوب، مع ضيق الملاجئ المؤقتة، ونقص الخدمات مثل المياه والكهرباء والصرف الصحى.