الأوبرا.. قبلة الفنانين على مدار 35 عامًا ودرة قلاع الفنون التنويرية
تعد دار الأوبرا المصرية منارة الفنون في العالم العربي، وكانت ولازالت قبلة الفنانين من جميع أنحاء العالم، ودرة قلاع الفنون الجادة في مصر والوطن العربي وقارة إفريقيا وأحد العلامات المميزة في التاريخ الثقافي والفني للوطن، حيث استضافت على مسارحها كافة أشكال الفنون المختلفة المصرية، العربية والأجنبية.
الدور الكبير الذي تمارسه دار الأوبرا المصرية أثبت أنها حائط الصد لحماية الفن الراقي في ظل محاولات تشويه الهوية المصرية والعربية، ولعبت دوراً بارزاً في إثراء الحياة الإبداعية بمصر ونجحت في صناعة حضارة فنية وثقافية عريقة، وذلك بالإضافة إلى دورها الكبير والمستمر في اكتشاف وتنمية المواهب في مختلف الفنون.
وساعدت دار الأوبرا بشكل كبير في نشر الفنون الجادة الراقية بين مختلف شرائح المجتمع، كما أسهمت في خلق أجيال من الفرق والفنانين الموهوبين الذين تألقوا في ساحة الفن المصري والعربي.
الأوبرا تحتفل بمرور 35 عامًا على افتتاحها
وتحتفل دار الأوبرا هذا العام بمرور 35 عاماً على افتتاحها في عام 1988 وتقع في مبناها الجديد والذي تم تشييده كمنحة من الحكومة اليابانية لنظيرتها المصرية بأرض الجزيرة بالقاهرة وقد بنيت الدار على الطراز الإسلامي.
ويعد هذا الصرح الثقافي الكبير الذي افتتح يوم 10 أكتوبر عام 1988 هو البديل عن دار الأوبرا الخديوية التي بناها الخديوي إسماعيل عام 1869 واحترقت في 28 أكتوبر العام 1971 بعد أن ظلت منارة ثقافية لمدة 102عام.
ويرجع تاريخ بناء دار الأوبرا القديمة إلى فترة الازدهار التي شهدها عصر الخديوي إسماعيل في كافة المجالات، وقد أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الأوبرا الخديوية بحي الأزبكية بوسط القاهرة بمناسبة افتتاح قناة السويس، حيث اعتزم أن يدعو إليه عدداً كبيراً من ملوك وملكات أوروبا، وتم بناء الأوبرا خلال 6 أشهر فقط بعد أن وضع تصميمها المهندسان الإيطاليان أفوسكاني وروس.
وكانت رغبة الخديوي إسماعيل متجهة نحو أوبرا مصرية يفتتح بها دار الأوبرا الخديوية، وهي أوبرا عايدة وقد وضع موسيقاها الموسيقار الإيطالي فيردي لكن الظروف حالت دون تقديمها في وقت افتتاح الحفل، فقدمت أوبرا ريجوليتو في الافتتاح الرسمي الذي حضره الخديوي إسماعيل والإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث وملك النمسا وولي عهد بروسيا.
وكانت دار الأوبرا الخديوية التي احترقت فجر 28 أكتوبر العام 1971 تتسع لـ 850 شخصا، وكان هناك مكان مخصص للشخصيات المهمة واتسمت تلك الدار بالعظمة والفخامة.
جدير بالذكر أن دار الأوبرا تضم سبعة مسارح هي الكبير والصغير والمكشوف إلى جانب مسرح الجمهورية ومعهد الموسيقى العربية بالقاهرة ومسرح سيد درويش بالإسكندرية، ومسرح أوبرا دمنهور بالبحيرة وتم استحداث مسرح النافورة الجديد لينضم إلى منظومة العمل بها، وتختص بتقديم أشكال متنوعة من الفنون الجادة والراقية وهي الباليه، والأوبرا، والموسيقى الكلاسيكية والعربية، والصالونات الثقافية، ومعارض الفنون التشكيلية، بالإضافة إلى المهرجانات المتنوعة للموسيقى والغناء ونجحت في صنع مكانة مميزة في قلوب الجمهور المصري والجاليات العربية والأجنبية.