أكتوبر 1973| بأقلامهم.. اعترافات إسرائيلية بسقوط «الخرافة» أمام عبقرية التخطيط ودهاء التنفيذ
حرب أكتوبر 1973 من الحروب التي يتوقف أمامها التاريخ طويلًا طويلًا بالبحث والدرس، ويظل يتحدث عنها التاريخ لفترة طويلة كونها كانت ملحمة عسكرية مصرية متكاملة الأركان.
فرضت المعجزة المصرية -التي تمتعت بعبقرية التخطيط ودهاء التنفيذ- نفسها حينذاك على وسائل الإعلام، وكتابات الأدباء وفي مقدمتهم الإسرائيليون أنفسهم، كما علق العديد من قادة العالم على الحرب، وتبارى الأدباء في تسجيل مراحل الحرب المختلفة ونتائجها وكواليسها، وفيما يلي أبرز ما نشر وكتب وقيل تخليدًا وتعليقًا على نصر أكتوبر:
صحيفة علهمشمار الاسرائيلية
29/10/1973
" لقد أوجدت حرب أكتوبر مفهومًا يبدو إننا لم نعرفه من قبل (منهكى الحرب) ونعني به أولئك الذين عانوا من الصدمات النفسية والمنتشرين الآن في المستشفيات، ودور النقاهة يعالجون من أجل تخليصهم من الآثار التي خلفتها الحرب الضارية.. لقد عرف الجنود الإسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة أثناء القتال، وعار الأسر والخوف من نفاذ الذخيرة ."
صحيفة هاآرتس الإسرائيلية
2/11/1973
"إننا - حتي يوم وقف إطلاق النار على جبهة سيناء - لم نكن قد استطعنا إلحاق الضرر بالجيش المصري، وأنه من المؤكد أنه حتى بدون التوصل إلى وقف القتال لم نكن سننجح في وقف أو تدمير الجيش المصري، وبهذا يمكن القول إننا خلال حربنا الرابعة مع العرب لم نحقق شيئاً ."
صحيفة هاآرتس الإسرائيلية
8/11/1973
" إن جولدا مائير اعترفت - في حديث لها بعد حرب أكتوبر- بأنها فكرت في الانتحار"
صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية
6/11/1973
"لقد عرف الجنود الإسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة أثناء القتال وعار الأسر والخوف من نفاد الذخيرة"
صحيفة هاآرتس الإسرائيلية
3/11/1973
"إن صفارة الإنذار التي دوت في الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهر السادس من أكتوبر 1973 كانت تمثل في معناها أكثر من مجرد إنذار لمواطني إسرائيل بالنزول إلى المخابئ حيث كانت بمثابة الصيحة التي تتردد عندما يتم دفن الميت وكان الميت حينذاك هو الجمهورية الإسرائيلية الأولى وعندما انتهت الحرب بدأ العد من جديد وبدأ تاريخ جديد فبعد ربع قرن من قيام دولة إسرائيل باتت أعمدة ودعائم إسرائيل القديمة حطاماً ملقى على جانب الطريق " .
صحيفة معاريف الإسرائيلية
20/9/1998
"إن هذه الحرب تمثل جرحًا غائرا في لحم إسرائيل القومي"
مجلة بماحنيه الإسرائيلية
20/9/1998
"إن حرب يوم الغفران بمثابة نقطة انكسار للمجتمع الإسرائيلي في مجالات عديدة."
مجلة بما حنيه الإسرائيلية
24/9/1998
" .. إن حرب أكتوبر قد قوضت الثقة بالنفس لدي نخبة الأمن الإسرائيلية.. وتسببت بقدر معين في هدم افتراضات أمنية قامت عليها الاستراتيجية الاسرائيلية لفترة طويلة، ومن ثم تغيرت بعض العناصر الرئيسية في نظرية الأمن القومي التي تبلورت في العقد الأول من قيام الدولة على أيدي " .
ديفيد بن جوريون – مجلة بماحنيه الإسرائيلية
24/9/1998
الأعمال الأدبية
صدرت كتابات عديدة في أنحاء كثيرة من العالم في أعقاب حرب أكتوبر 1973 منها:
كتاب بعنوان «البندقية وغصن الزيتون» للصحفي البريطاني دافيد هيرست ما يلي:
"إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال فلأول مرة في تاريخ الصهيونية حاول العرب ونجحوا في فرض أمر واقع بقوة السلاح ولم تكن النكسة مجرد نكسة عسكرية، بل أنها أصابت جميع العناصر السيكولوجية والدبلوماسية والاقتصادية التي تتكون منها قوة وحيوية أي أمة.
كتاب «الأيام المؤلمة في إسرائيل» للكاتب الفرنسي جان كلود جيبوه يقول:
في الساعة العاشرة والدقيقة السادسة من صباح اليوم الأول من ديسمبر أسلم ديفيد بن جوريون الروح في مستشفي تيد هاشومير بالقرب من تل أبيب ولم يقل ديفيد بن جوريون شيئا قبل أن يموت غير أنه رأي كل شيء لقد كان في وسع القدر أن يعفي هذا المريض الذي أصيب بنزيف في المخ يوم 18 نوفمبر 1973 من تلك الأسابيع الثمانية الأخيرة من عمره ولكن كان القدر قاسيا ذلك أن صحوة الرئيس لمجلس الوزراء الإسرائيلي في أيامه الأخيرة هي التي جعلته يشهد انهيار عالم بأكمله وهذا العالم كان عالمه لقد رأي وهو في قلب مستعمرته بالنقب إسرائيل وهي تنسحق في أيام قلائل نتيجة لزلزال أكثر وحشية مما هو حرب رابعة ثم راح يتابع سقوط إسرائيل الحاد وهي تهوي هذه المرة من علوها الشامخ الذي اطمأنت إليه .
كتاب «زلزال أكتوبر حرب يوم عيد الغفران» لـ« زئيف شيف» معلق عسكري إسرائيلي ما يلي:
هذه هى أول حرب للجيش الإسرائيلي التي يعالج فيها الأطباء جنودا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون إلى علاج نفسي هناك من نسوا أسماءهم وهؤلاء كان يجب تحويلهم إلى المستشفيات، لقد أذهل إسرائيل نجاح العرب في المفاجأة في حرب يوم عيد الغفران وفي تحقيق نجاحات عسكرية لقد أثبتت هذه الحرب أنه على إسرائيل أن تعيد تقدير المحارب العربي فقد دفعت إسرائيل هذه المرة ثمنا باهظا جدا لقد هزت حرب أكتوبر إسرائيل من القاعدة إلى القمة وبدلا من الثقة الزائدة جاءت الشكوك، وطفت على السطح أسئلة هل نعيش على دمارنا إلى الأبد هل هناك احتمال للصمود في حروب أخرى.
كتاب «إسرائيل انتهاء الخرافة» لـ«أمنون كابيليوك» معلق عسكري إسرائيلي ما يلي:
تقول الحكومة البريطانية كلما كان الصعود عاليا كان السقوط قاسيا .. وفي السادس من أكتوبر سقطت إسرائيل من أعلى برج السكينة والاطمئنان الذي كانت قد شيدته لنفسها وكانت الصدمة على مستوي الأوهام التي سبقتها قوية ومثيرة وكأن الإسرائيليين قد أفاقوا من حلم طويل جميل لكي يروا قائمة طويلة من الأمور المسلم بها والمبادئ والأوهام والحقائق غير المتنازع عليها التي آمنوا بها لسنوات عديدة، وقد اهتزت بل وتحطمت في بعض الأحيان أمام حقيقة جديدة غير متوقعة وغير مفهومة بالنسبة لغالبية الإسرائيليين.
كتاب «إلى أين تمضي إسرائيل» يقول ناحوم جولدمان رئيس الوكالة اليهودية الأسبق:
إن من أهم نتائج حرب أكتوبر 1973 أنها وضعت حدا لأسطورة إسرائيل في مواجهة العرب كما كلفت هذه الحرب إسرائيل ثمنا باهظا حوالي خمسة مليارات دولار وأحدثت تغيرا جذريا في الوضع الاقتصادي في الدولة الإسرائيلية التي انتقلت من حالة الازدهار التي كانت تعيشها قبل عام، رغم أن هذه الحالة لم تكن ترتكز على أسس صلبة كما ظهرت أزمة بالغة العمق كانت أكثر حدة وخطورة من كل الأزمات السابقة غير أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التي حدثت على الصعيد النفسي.. لقد انتهت ثقة الإسرائيليين في تفوقهم الدائم كما اعترى جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل وهذا أخطر شي يمكن أن تواجهه الشعوب، وبصفه خاصة إسرائيل.
كتاب «التقصير» الذي ألفه سبعة من كبار الصحفيين الإسرائيليين وهم : يشعياهو بن فورات، يهونتان غيفن ، أوري دان ، أيتان هيفر ، حيزي كرمل ، إيلي لندوا ، إيلي تايور جاء ما يلي:
" لقد قاتل المصريون بصورة انتحارية خرجوا نحونا من مسافة أمتار قليلة، وسددوا مدافعهم الخفيفة المضادة للدبابات علي دباباتنا ولم يخشوا شيئا كانوا يتدحرجون بعد كل قذيفة بين العجلات فعلا ويستترون تحت شجيرة علي جانب الطريق ويعمرون مدافعهم بطلقات جديدة وعلى الرغم من إصابة عدد كبير من جنود الكوماندز المصريين إلا أن زملاءهم لم يهربوا بل استمروا في خوض معركة تعطيلية معركة انتحارية ضد الدبابات، كما لو أنهم صمموا على دفع حياتهم ثمنا لمنع الدبابات من المرور، واضطر جنود المدرعات إلى خوض معركة معهم وهم يطلقون النار من رشاشاتهم من فوق الدبابات، وحقيقة لم يحدث لنا من قبل في أي الحروب التي نشبت مع المصريين مواجهة جنود علي هذا النسق من البسالة والصمود".
كتاب «حياتي» لــ جولدا مائير رئيس الوزراء السابق في زمن الحرب، جاء ما يلي:
ليس أشق علي نفسي من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973 (حرب يوم كيبور). هكذا بدأت مائير حديثها في كتابها "حياتي" والذي ترجم إلي "اعترافات جولدا مائير". ثم استأنفت كلامها" ولن أكتب عن الحرب- من الناحية العسكرية- فهذا أمر أتركه للآخرين.. ولكنني سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي وسيظل معي باقيًا علي الدوام..... ليت الأمر اقتصر على أننا لم نتلق إنذارات في الوقت المناسب، بل إننا كنا نحارب في جبهتين في وقت واحد ونقاتل أعداء كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنين". .... كان التفوق علينا ساحقًا من الناحية العددية سواء من الأسلحة، أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال.. كنا نقاسي من انهيار نفسي عميق.. لم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت بها الحرب فقط، ولكنها كانت في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت خطؤها. فقد كان الاحتمال في أكتوبر ضئيلً.