الروبل الروسي يقفز أمام الدولار لأعلى مستوياته منذ أغسطس
ارتفع الروبل الروسي لأعلى مستوى في أكثر من أسبوع مقابل الدولار، الاثنين، مسجلا ارتفاعا كبيرا بعد أن وصل إلى أدنى مستوياته منذ منتصف أغسطس الجمعة، مع تحويل السوق الانتباه إلى قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي، المتعلق بأسعار الفائدة الذي سيصدر هذا الأسبوع.
وبحلول الساعة 15:42 بتوقيت غرينتش، ارتفع الروبل 2.58 بالمئة مقابل الدولار إلى 95.2579، ليسجل أعلى مستوى منذ 31 أغسطس، ويبتعد عن أدنى مستوى في أكثر من ثلاثة أسابيع سجله في الجلسة السابقة عند 98.645 نقطة.
وارتفع الروبل الروسي 2.46 بالمئة ليجري تداوله عند 102.611 مقابل اليورو، وارتفع 1.82 بالمئة مقابل اليوان إلى 13.0716.
وقال مكسيم أوريشكين مستشار الاقتصاد بالكرملين، إن أسوأ أيام شهدها الروبل ولت.
وأدى تراجع الروبل الروسي لقرب أدنى مستوى في 17 شهرا في أغسطس عندما سجل 101.75 مقابل الدولار، إلى اتخاذ البنك المركزي الروسي لقرار عاجل برفع سعر الفائدة بمقدار 350 نقطة أساس، إلى 12 بالمئة في 15 أغسطس.
دعم الوقود يخفض إيرادات النفط والغاز في ميزانية روسيا
النفط
هوت إيرادات النفط والغاز الطبيعي الحكومية في روسيا، خلال أغسطس الماضي، حيث يعوض الدعم المقدم لمصافي التكرير في البلاد الفجوة الناجمة عن ارتفاع أسعار الخام وضعف الروبل.
قالت وزارة المالية، في بيان اليوم الثلاثاء، إن إيرادات النفط والغاز في الميزانية انخفضت بـ4.3% عن العام الماضي، لتصل إلى 642.7 مليار روبل (6.6 مليار دولار).
وفقاً لتقديرات "بلومبرغ"، لولا ارتفاع مدفوعات الدعم المقدم إلى منتجي الوقود الشهر الماضي، لكانت عائدات الهيدروكربونات في البلاد ستنمو على أساس سنوي، كما حدث في يوليو الماضي.
تواجه صناعة النفط والغاز الروسية، التي تمثل نحو ثلث الإيرادات الحكومية، ضغوطاً وسط حرب الكرملين في أوكرانيا والعقوبات الغربية المترتبة على ذلك. فرضت مجموعة الدول الصناعية السبع سقفاً لأسعار النفط الخام والمنتجات الروسية للحد من تدفق العائدات النفطية وتقليص قدرة موسكو على تمويل عدوانها العسكري.
سقف أسعار النفط لن يؤثر على ميزانية حرب بوتين
ارتفع خام برنت القياسي عالمياً فوق 89 دولاراً للبرميل أمس الاثنين، وهو أعلى مستوى هذا العام، حيث تقيّد السعودية وروسيا، الشريكتان في تحالف "أوبك+"، إمداداتهما في محاولة لدعم الأسعار. كذلك كثّفت الصين، وهي المستهلك الرئيسي، جهودها لتعزيز اقتصادها، مما عزز التفاؤل بشأن قوة الطلب.
في الشهر الماضي، بلغ متوسط مزيج خام الأورال الروسي 74 دولاراً للبرميل، متجاوزاً سقف السعر الذي حددته مجموعة السبع البالغ 60 دولاراً وذلك للشهر الثاني على التوالي. تقلص الخصم على خام برنت إلى 12.2 دولار للبرميل، أي أقل من نصف المستوى المسجل في أبريل الماضي.
انخفاض الروبل يعزز المبيعات
ساعد الانخفاض الحاد في قيمة الروبل على تعزيز مبيعات النفط المقومة بالعملات الأجنبية. في الشهر الماضي، بلغ متوسط سعر الصرف للعملة الأميركية 95.5 روبل، مقارنة بـ60.3 روبل في العام السابق. عند انخفاض العملة الروسية بمقدار روبل واحد فقط، فإن ذلك يضيف 100 مليار إلى 120 مليار روبل إلى إيرادات الميزانية، وهو مستوى معدل لفترة 12 شهراً، وفقاً لألكسندر إيساكوف، خبير الاقتصاد الروسي لدى "بلومبرغ".
الروبل ينهار إلى 100 مقابل الدولار رغم محاولات روسيا منع نزيف العملة
انخفضت الضرائب على النفط الخام والمنتجات النفطية—التي شكّلت ما يقرب من 80% من عائدات النفط والغاز في البلاد الشهر الماضي—إلى 511.9 مليار روبل، وفقاً لحسابات "بلومبرغ".
يأتي هذا الانخفاض بعد دعم قدره 185.9 مليار روبل لمنتجي الديزل والبنزين لإمدادات السوق المحلية، بالإضافة إلى سداد الضرائب والمدفوعات لتحديث المصافي.
ارتفعت إيرادات الغاز بنسبة 14.5% في أغسطس مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 130.9 مليار روبل. جاءت الزيادة نتيجة ضريبة استخراج الغاز، التي وصلت إلى 91.1 مليار روبل وسط زيادة مؤقتة في الرسوم التي تدفعها شركة "غازبروم" بقيمة 50 مليار روبل شهرياً من عام 2023 إلى عام 2025.