«الأعلى للشئون الإسلامية»: الفضاء الإلكتروني يشكل عقولا ويغير قيما ويلغي حواجز
أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية محمد عزت، أن الفضاء الإلكتروني أصبح يشكل عقولًا ويغير قيمًا ويلغي حواجز، مؤكدًا أن الفضاء الإلكتروني عبارة عن أداة لا يمكن الحكم عليها بالقبول أو الرفض لذاتها، لا بالقبول المطلق ولا بالرفض المطلق فله ما له وعليه ما عليه.
جاء ذلك خلال الجلسة العلمية الثالثة لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الرابع والثلاثين تحت عنوان: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني .. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة".
بدوره، قال المدير العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي عمر حبتور الدرعي، "إن الفتوى تعد ركيزة استقرار للأوطان وحماية للأديان ومنارة للأكوان من أجل جودة حياة الإنسان، فالإنسان في هذا الوجود هو جوهرة هذا الكون، مبينًا أن للفتوى قيمة عظيمة، والمبادئ التي تبنى عليها الفتوى تصدر عن الحفظ للكليات والعمل بها، وعلى معان معتبرة على رأسها الوضوح والإبانة والصدق والمنطقية والمسئولية والتلقي والأهلية بينما هذا الفضاء الإلكتروني يغلب عليه الشائعات والفوضى والانفتاح على العوام وغير ذلك، ومن هنا فإن مهمتنا في مؤسسات الفتوى هي الحفاظ على خصائصها في هذا الفضاء الإلكتروني المتمثلة في سماحتها والتيسير حتى لا تتلاشى مكانتها، كما أكد على ضرورة الوعي بالسياق المعاصر للفتوى وتطوره في القضايا الراهنة، فالفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان".
وأشار إلى أن هذا التحول والتغير جعل من الفضاء الإلكتروني بيئة خصبة وسهلة لاحتضان الجماعات المتطرفة وانتشار أفكارها وسمومها، مؤكدا أن الإجماع الإنساني قد انعقد أنه لا يمكن للعالم أن يتعايش بدون هذه التطورات الرقمية حتى صار حتمًا عليه أن يتعايش بها فمن واجب المؤسسات الدينية والإفتائية أن يكون لها قدم راسخة ويد مؤثرة في هذا التطور الرقمي ونحن مطالبون بأن يكون لنا دور إيجابي في ظل الرقمنة.
من جانبه، أكد موسى سعيدي رئيس المجلس الإسلامي زامبيا، أن موضوع الفضاء الإلكتروني المطروح في هذا المؤتمر من الأهمية بمكان والذي يعتبر سلاحًا ذو حدين، وأنه علينا اختيار أفضل الممارسات التي تمكننا من الاستخدام الأمثل للفضاء الإلكتروني، وأن يتم تعميم هذه الممارسات، خاصة وأن الإسلام له رأي في كل أمر من أمور حياتنا، فاستخدام الفضاء الإلكتروني مثله مثل أي وسيلة دعوية، لها إيجابياتها ولها سلبياتها.
بدوره، قدم أحمد مويني صوالح رئيس مجلس الإفتاء الكيني الشكر إلى محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على هذه الفكرة المتميزة لهذا المؤتمر، فالله ألهمه أن يختار في هذا المؤتمر عنوان: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني" لأنه موضوع حساس جدًّا، وسلاح ذو حدين، فإن أسند إليه تجديد الخطاب الديني واستعملناه بطريقة صحيحة وإلا فلا نفع فيه.
وأوضح أن التعليم عن بعد له إيجابياته وله سلبياته، وقد حان الوقت لتنفيذ قرارات المؤتمر وتجاوز العقبات التي تواجهنا، فالفضاء الالكتروني ملك لأي أحد يتصرف فيه كيف يشاء ويبث ما يشاء من الأخبار، ومن هنا وجب علينا أن نشغل هذا الفضاء بالفكر الوسطي الرشيد من جهات معتمدة، لتجنب الجهات التي تتلاعب بفكر المجتمع.
وفي كلمته أكد عبد الحميد متولي رئيس المركز الإسلامي العالمي للتسامح والسلام بالبرازيل، أن التعليم عن بعد من أهم مكتسبات التكنولوجيا الحديثة، وأنه ضرورة عصرية لا غنى عنها، وأن هذا لا يغني عن اكتساب العلم من المؤسسات العلمية الرصينة، مشيرًا إلى أننا نحتاج إلى الإرادة الفاعلة لتطويع الفضاء الإلكتروني ليناسب احتياجاتنا، وأننا إذا اردنا أن ننشر الخير فلا بد من تعلم وسائله ونشرها عن طريق العلم والمعرفة، مع الحفاظ على ثوابت ديننا وقيمنا.
وفي كلمته أكد حسان موسى الأمين العام للوقف السويدي الإسلامي بالسويد
أن أي حركة أو فعل يقاس بمقاس الشرع، فالحسن حسن والقبيح قبيح قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، والفضاء الإلكتروني وسيلة وقد قال الإمام القرافي: الوسائل تأخذ أحكام المقاصد، محذرًا من استخدام الوسائل الإلكترونية دون إدراك مخاطرها، ومشددًا على ضرورة استخدامها الاستخدام الرشيد والأمثل، فخفافيش الظلام انتشرت في الظلام عبر الفضاء الإلكتروني يكفرون ويبدعون، كما أكد أن يكون مبدؤنا الخيرية، وواجبنا نشر الخير والإيمان في كل مكان فديننا دين التسامح والمحبة والرحمة وعلينا أن نغضب لما يكتب في الفضاء مما يخالف ديننا ومنهجنا، فنحن بحاجة لخطاب ينبذ الكراهية والعنف ويدعو للكرامة والإنسانية، وينبذ الإساءة للأديان.