100 عام على رحيل «فنان الشعب» سيد درويش.. ثورة موسيقية وحس وطني
يمر بحلول هذا الشهر، مئة عام على رحيل «فنان الشعب» سيد درويش أحد أهم الموسيقيين في تاريخ الموسيقى العربية. وخلال حياته القصيرة التي بلغت 31 عامًا، ترك بصمة واضحة على الموسيقى العربية، وساهم في إحداث نهضة موسيقية كبيرة.
كان سيد درويش موهوبًا بالفطرة، وبدأ مسيرته الفنية في سن مبكرة. تعلم العزف على العود، وبدأ في كتابة الأغاني والمسرحيات الموسيقية. أبدع سيد درويش في العديد من الأشكال الموسيقية، بما في ذلك الطقطوقة، والموال، والدور، والمونولوج، والأوبريت.
تميزت موسيقى سيد درويش ببساطة الألحان، وقوة الإيقاع، والتعبير عن المشاعر الإنسانية. كما ساهم في تطوير الموسيقى العربية من خلال إدخال الآلات الغربية، مثل الكمان والبيانو، إلى الموسيقى العربية التقليدية.
ترك سيد درويش إرثًا موسيقيًا غنيًا، ويعتبر من أهم الموسيقيين في تاريخ الموسيقى العربية. ومن أشهر أعماله: «البحر بيضحك ليه؟، زورونى كل سنة مرة، أنا هويته وانتهيت، يا ماريا، أنا نازلة البحر، يا بهجة الروح، الحبيب للهجر مايل…».
وإلى جانب كونه موسيقيًا بارعًا، كان سيد درويش أيضًا شاعرًا موهوبًا. كتب العديد من الأغاني والأوبريتات، وتميزت كلماته بالرقة والشاعرية.
ولعل من أبرز إسهامات سيد درويش في الموسيقى العربية هو أنه ساهم في جعل الموسيقى العربية أكثر شعبية وانتشارًا. فقد كسر التقاليد الموسيقية القديمة، وقدم موسيقى أكثر حداثة وتعبيرًا. وبذلك، فتح الطريق أمام جيل جديد من الموسيقيين الذين واصلوا مسيرته في النهضة الموسيقية العربية.
سيد درويش.. السيرة الذاتية وبداية الشهرة
ولد سيد درويش في حي كوم الدكة بمدينة الإسكندرية في 17 مارس 1892. كان والده درويش البحر، وهو رجل بسيط يعمل في التجارة، وكانت والدته ملوك. كان سيد درويش الابن الأكبر لوالديه، وكان له ثلاث أخوات.
بدأ سيد درويش مسيرته الفنية في سن مبكرة. تعلم العزف على العود من أستاذه سلامة حجازي، وبدأ في كتابة الأغاني والمسرحيات الموسيقية.
بدأت شهرة سيد درويش تتألق في بداية القرن العشرين. قدم العديد من الأغاني الناجحة، مثل "البحر بيضحك ليه؟" و"زورونى كل سنة مرة". كما قدم العديد من المسرحيات الموسيقية الناجحة، مثل "الست هدى" و"العندليب".
سيد درويش وثورة 1919
كان سيد درويش من أشد المؤيدين لثورة 1919. شارك في المظاهرات والاحتجاجات، وكتب العديد من الأغاني الوطنية التي تعبر عن روح الثورة. وقام درويش بدور تغذية روح المقاومة مستعينا بأغنيات وطنية استلهم منها الشعب حماسته لمواصلة الثورة، والمطالبة بعودة زعيمه سعد زغلول ورفاقه من المنفى.
لم تكن أغاني سيد درويش الوطنية مقتصرة على رسائل سياسية مباشرة فقط، فخلال عام 1919 عرض مع الكاتب بديع خيري مسرحية بعنوان "قولوا له"، قدما من خلالها عددا من الأغنيات الوطنية من بينها أغنية "بنت مصر" التي قدمت على إثر استشهاد أول شهيدتين في تلك الثورة، وهما "حميدة خليل" و"شفيقة محمد".
ويشير مؤرخون إلى أن درويش تصدر الجماهير في قلب المسيرات والمظاهرات، وبجواره بديع خيرى، وهو يهتف بصوته بحياة الوطن والشعب والاستقلال التام للبلاد، فجاءت أغنياته كهتافات سياسية أطلقها المواطنون في الشارع فور تلحينها، فلعبت دور الضمير الوطني الذى يحرك الشارع المصري في ذلك الوقت.
الوفاة والإرث الموسيقي
توفي سيد درويش في 10 سبتمبر 1923، عن عمر يناهز 31 عامًا. وترك سيد درويش إرثًا موسيقيًا غنيًا، ويعتبر من أهم الموسيقيين في تاريخ الموسيقى العربية. ساهم في تطوير الموسيقى العربية من خلال إدخال الآلات الغربية، مثل الكمان والبيانو، إلى الموسيقى العربية التقليدية. كما ساهم في جعل الموسيقى العربية أكثر شعبية وانتشارًا.
وتقديرًا لدوره في النهضة الموسيقية العربية، تم إطلاق اسمه على العديد من المؤسسات الثقافية، مثل دار الأوبرا المصرية، ومسرح سيد درويش في الإسكندرية. كما تم إصدار العديد من الإصدارات الموسيقية التي تضم أعماله.