«بريكس وإفريقيا».. هل تصدع عرش «الهيمنة الغربية»؟
مع انطلاق قمة مجموعة "بريكس" في جوهانسبورج تحت شعار "بريكس وأفريقيا"، يبدأ قادة رابطة كبرى الاقتصاديات الناشئة الثلاثاء، اجتماعا يستمر إلى غاية الخميس في عاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبورج، وسط محاولات لإنهاء "الهيمنة الغربية".
ويشمل جدول أعمال القمة هذا العام، احتمالات التوسيع المستقبلي للعضوية في بريكس، وهو ما أبدت المجموعة في وقت سابق انفتاحها عليه، وسبق أن عبرت العديد من الدول الإفريقية عن رغبتها في الانضمام للتكتل، ومن بين هذه الدول الجزائر ومصر وإثيوبيا.
ويسعى قادة رابطة كبرى الاقتصادات الناشئة، إلى تعزيز حضورها كقوة تواجه الهيمنة الغربية على الشؤون الدولية.
ويجتمع رؤساء وقادة البرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا إضافة إلى وزير الخارجية الروسي، من الثلاثاء إلى الخميس من الأسبوع الجاري تحت شعار "بريكس وأفريقيا"، حسبما أعلنت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور.
وتستحوذ بلدان "بريكس" (لبرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، على ربع الاقتصاد العالمي، فيما أبدت المزيد من الدول اهتمامها بالانضمام إلى التكتل قبيل قمّته.
تم تعزيز الإجراءات الأمنية في مختلف أنحاء مدينة جوهانسبرج، حيث سيستضيف رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا، نظيره الصيني شي جينبينج ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى جانب نحو 50 زعيما آخر.
ولن يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظرا لاستهدافه بمذكرة توقيف دولية على خلفية الاشتباه بارتكابه جرائم حرب في أوكرانيا، وبالتالي تم إيفاد وزير الخارجية سيرجي لافروف كممثل عنه.
قمة بريكس تهدد الهيمنة الغربية
وتتشارك بلدان "بريكس" التي تمثل 40 في المئة من سكان العالم على مستوى ثلاث قارات تتباين فيها مستويات النمو الاقتصادي، الرغبة في التوصل إلى نظام عالمي ترى أنه يعكس مصالحها بشكل أفضل ويعزز هيمنتها.
وتنعقد القمة الـ15 للمجموعة تحت شعار "بريكس وأفريقيا"، في وقت باتت القارّة مسرحا للمعارك الدبلوماسية مجددا مع تنافس كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين على النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي.
وأفاد رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا، عشية القمة بأن بلاده "لا يمكن أن تنجر إلى منافسة بين قوى عالمية"، وأكد بشدّة على سياسة جنوب أفريقيا التاريخية القائمة على عدم الانحياز.
وذكر الرئيس الصيني شي جينبينج، في مقال نشرته وسائل إعلام في جنوب إفريقيا الاثنين: "نحض المجتمع الدولي على إعادة التركيز على قضايا التنمية ودعم لعب آلية التعاون التابعة لبريكس دورا أكبر في الحوكمة العالمية وجعل صوت بريكس أقوى".
الاهتمام بمجموعة بريكس وتوسعها
ويزداد الاهتمام بالمجموعة التي بدأت بأربع دول عام 2009، وتوسعت العام التالي مع انضمام جنوب أفريقيا.
وقبيل القمة، أعربت 40 دولة على الأقل عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة بما فيها إيران والسعودية وبنجلادش والأرجنتين، بحسب مسؤولين.
وستطرح جنوب أفريقيا على قادة بلدان "بريكس"، مقترحا لتوسيع العضوية، فيما يتوقع صدور قرار بهذا الشأن في ختام القمة؛ لكن محللين أبدوا حذرهم حيال الأمر.
وتثير مسألة توسيع "بريكس" انقسامات خصوصا بالنسبة للدولتين الأقوى فيها: الصين والهند.
وإذ تبدي الصين حماسة حيال توسيع التكتل بشكل سريع وزيادة نفوذه، لكن مراقبين يشيرون إلى أن الهند تتوجّس من نوايا خصمتها الإقليمية.
وقال أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة "ويتووترسراند" في جوهانسبورغ جاني روسو: "برأيي، سيتم التفكير بتوسيع إضافي محتمل خلال العام الجاري ولن يتم اتّخاذ قرار أثناء القمة لإتاحة مزيد من الوقت" لدراسة الأمر.
وقال مؤسس معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا جاكي سليير، إن "بريكس" تعتمد على الإجماع، ما يشكل "عقبة رئيسية" أمام صناعة القرارات.
وأضاف: "على الأمد البعيد، أرى أن المنافسة التي لا مفر منها بين الصين والهند ستكون على الأرجح التحدي الرئيسي الذي سيواجه بريكس في نهاية المطاف".