%15 قفزة بمبيعات «بايدو» الصينية الفصلية إلى 4.7 مليار دولار
صعدت عائدات شركة "بايدو" بأكبر قدر لها منذ أكثر من عام، لتلحق بكبرى شركات قطاع الإنترنت في الصين على صعيد إعادة اكتشاف النمو، بعد أن خففت بكين القيود المفروضة على القطاع الخاص في محاولة لمنح الاقتصاد المتعثر دفعة.
تقدمت أسهم الشركة الصينية 4% خلال معاملات ما قبل السوق ببورصة نيويورك. أعلنت الشركة عن قفزة بمبيعاتها بنحو 15% لتبلغ 34.1 مليار يوان (4.7 مليار دولار) خلال الربع الثاني من العام الجاري، في مقابل تقديرات 33.3 مليار يوان. ونما صافي الدخل 43% محققاً 5.2 مليار يوان.
التعافي من كوورنا
على غرار شركتي "علي بابا" و"تينسنت"، تستفيد الشركة الرائدة في محركات البحث الصينية من تعافي الإعلانات والإنفاق الاستهلاكي من التراجع الهائل خلال حقبة سياسة "صفر كوفيد" في 2022، وذلك رغم ظهور اضطرابات متفاقمة بثاني أكبر اقتصاد عالمي خلال الشهور الماضية، بداية من معدل بطالة مرتفع للغاية وصولاً لأزمة العقارات.
أعلنت شركة "كويشو تكنولوجي" وهي منصة فيديو اليوم الثلاثاء، عن أول صافي دخل بتاريخها بعد تخطي المبيعات مستوى التوقعات.
يركز المستثمرون بالوقت الراهن على طموحات "بايدو" في مجال الذكاء الاصطناعي، منذ أن أبرزت الشركة الصينية ريادتها على الصعيد المحلي بواسطة الكشف عن تطبيق "إرني" (Ernie) منافس تطبيق "تشات جي بي تي" مارس الماضي.
لحقت "على بابا" و"تينسنت" منذ ذلك الحين بركب الشركات الناشئة في الترويج لنماذج لغتهم الكبيرة سعياً لمواكبة ابتكار "إوبن آي" صاحبة الفكرة الأساسية خلال الشهور الأخيرة، ما أثار تساؤلات حول قدرة "بايدو" على الحفاظ على ريادتها الحالية.
أكدت "بايدو" أنها حدّثت نموذج الذكاء الاصطناعي القائم عليه تطبيق "إرني بوت"، البديل لـ"تشات جي بي تي"، دون ذكر موعد طرحه للجمهور.
منافسة شرسة
خلال يونيو الماضي، ادّعت الشركة التي تعد أيضاً رائدة في مجال القيادة الذاتية، أن "إرني" تفوق على "تشات جي بي تي" من حيث معايير عديدة. لكن "تينسنت" ذكرت الأسبوع الماضي أن نموذجها الخاص قيد التطوير كان فعلاً أحد أفضل النماذج الصينية، في حين بدأت "علي بابا" تدمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الشبيهة بتلك الخاصة بـ"تشات جي بي تي" في تطبيقات الاجتماعات والرسائل.
تطمح "بايدو" إلى أن يصبح ابتكارها الذي جاء تتويجاً لسنوات من الاستثمار والبحث والتطوير في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التطبيق التالي الذي لا غنى عنه لمستخدمي أكبر نطاق للإنترنت حول العالم، ما يجذب المستخدمين مرة أخرى من المنصات المتكاملة على غرار "وي تشات" التابع لـ"تينسنت".
بدأت "بايدو" في دمج "إرني بوت" بمجالات أعمال تجارية تتراوح من الحوسبة السحابية حتى مكبرات الصوت الذكية. أنشأت أيضاً صندوقاً استثمارياً قيمته 140 مليون دولار للاستثمار بالشركات الناشئة المشابهة لـ"أوبن آي".
حاولت "بايدو" ومقرها بكين خلال السنوات الماضية، الذهاب بعيداً أكثر من كونها شركة بحث وتسويق لتصبح مزوداً للتكنولوجيا على غرار الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية للسيارات. باتت ذراع الحوسبة السحابية محركاً للنمو خلال فترة معاناة الصين من الانكماش، في حين انتشر نشاط السيارات الأجرة بدون سائق الخاص بها لمدن أكثر مثل ووهان وتشونغتشينغ.
توقعات ضبابية
ارتفعت أسهم الشركة 10% تقريباً العام الجاري حتى الجمعة الماضية، لتحتل مكانتها ضمن أفضل الشركات أداء في مؤشر "هانغ سانغ تك" (Hang Seng Tech Index)، الذي خسر 3% خلال هذه المدة.
ما زال ضعف الاستهلاك والمنافسة المحتدمة من بين العقبات الأساسية. ربما يتعرض المستثمرون المراهنون على مواصلة "بايدو" ارتفاعها المتفوق على السوق لاختبار واقعي مع تفاقم المخاوف إزاء تباطؤ الاقتصاد الصيني وإخفاقات قطاع رئيسي من أنشطتها التجارية. بدون زيادة أقوى في الطلب أو تحديثات بمشروع الذكاء الاصطناعي، فإن توقعات أسهمها ضبابية على أحسن تقدير.
أوضح "فيري سيرن لينغ"، المدير العام لشركة "يونيون بنك كير بريفي" (Union Bancaire Privee): "تعتبر بايدو في طليعة الذكاء الاصطناعي التوليدي بفضل استثماراتها الأكثر وضوحاً عبر السنين، لكن تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي ما زال بمرحلة مبكرة".