الجيش اللبناني يعلن إصابة عدد من جنوده إثر اشتباكات مخيم عين الحلوة
أعلن الجيش اللبناني، الأحد، إصابة عدد من العسكريين بعد تعرض مراكز ونقاط مراقبة لإطلاق نار، إثر الاشتباكات بين مسلحين فلسطينيين في مخيم عين الحلوة.
وحذر الجيش في بيان، من "مغبة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر مهما كانت الأسباب"، مؤكداً أنه سيرد على مصادر النيران بالمثل.
واندلعت اشتباكات عنيفة في وقت سابق، السبت، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، مما أسفر عن مصرع 6 أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من 30.
ميقاتي: توقيت اشتباكات عين الحلوة «مشبوه»
اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الأحد، أن توقيت الاشتباكات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة للاجئين قرب مدينة صيدا جنوبي لبنان، في الظرف الإقليمي والدولي الراهن "مشبوه".
وقال ميقاتي في تصريحات نشرتها رئاسة الحكومة: "أحداث عين الحلوة تندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين".
وأضاف أن "تزامن هذه الاشتباكات مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية الفلسطينية، هو في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها".
وتابع رئيس الحكومة اللبنانية: "هذه الاشتباكات مرفوضة لعدة أسباب، أولها أنها تكرس أن المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة وهذا أمر مرفوض بالمطلق، ويتطلب قرارا صارما من القيادات الفلسطينية باحترام السيادة اللبنانية والقوانين ذات الصلة وأصول الضيافة".
و"هذه الاشتباكات تشكل أيضا ضربة في صميم القضية الفلسطينية التي سقط من أجلها آلاف الشهداء، وقدم لأجلها الشعب الفلسطيني التضحيات الجسام في الوطن والشتات"، وفق ميقاتي.
واستطرد: "نطالب القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش لضبط الوضع الأمني وتسليم العابثين بالأمن إلى السلطات اللبنانية، وهذه هو المدخل الطبيعي لإعادة بسط الأمن والاستقرار داخل المخيم وفي محيطه، كما في سائر المخيمات الفلسطينية في لبنان".
وطالب ميقاتي الجيش وأجهزة الأمن في لبنان بـ"ضبط الوضع في المخيم لما فيه مصلحة لبنان واللاجئين الفلسطينيين على حد سواء".
وختم: "الحكومة جاهدة لتحسين ظروف عيش اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عبر إقرار الاستراتيجية الوطنية للاجئين الفلسطينيين، إلا أنه على كافة الجهات الفلسطينية المعنية أن تنهي ظاهرة الاشتباكات المتكررة".
ماذا يحدث في المخيم؟
قالت مصادر أمنية، الأحد، إن ما لا يقل عن 6 أشخاص قتلوا في اشتباكات مستمرة منذ السبت بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث تقاتل حركة فتح جماعات منافسة تدعم متشددين.
قتل قيادي في حركة فتح الأحد وأصيب عدد من مساعديه في كمين بالمخيم المكتظ باللاجئين.
قال مصدر أمني إن 4 من مساعديه لقوا حتفهم لاحقا متأثرين بإصاباتهم، مضيفا أن اشتباكات متقطعة في المخيم ازدادت حدة في وقت لاحق من الأحد.
بدأت الاشتباكات السبت بمحاولة اغتيال فاشلة لقائد مجموعة متعاطفة مع متشددين أدت لمقتل شخص، وأعقب ذلك إطلاق للنار وهجمات شنها مسلحون على مقر حركة فتح.
قال شاهد إن بعض المتاجر أغلقت أبوابها الأحد، وفر البعض من المخيم مع تصاعد القتال بين الجماعات المتناحرة.
قال الجيش اللبناني إن قذيفة هاون سقطت داخل أحد المراكز العسكرية مما أدى إلى إصابة جندي.
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، التي تقدم خدمات أساسية لنحو 50 ألف شخص يعيشون في عين الحلوة، تعليق جميع عملياتها في المخيم.
قالت دوروثي كلاوس، مديرة شؤون "أونروا" في لبنان، على منصة "إكس"، "تويتر" سابقا، إن الوكالة "تدعو جميع الأطراف المسلحة لضمان سلامة المدنيين وحرمة مباني الأمم المتحدة"، مضيفة أن الاشتباكات أضرت بمدرستين تابعتين لـ"أونروا".
كثيرا ما يشهد المخيم صراعات بين الفصائل الفلسطينية، تتحول إلى أعمال عنف يسقط خلالها قتلى.
يعيش نحو 400 ألف لاجئ في 12 مخيما للفلسطينيين في لبنان، يعود تاريخها إلى حرب عام 1948 بين إسرائيل والدول العربية.
تقع هذه المخيمات إلى حد بعيد خارج نطاق سيطرة الأجهزة الأمنية اللبنانية.