«البابا شنودة».. تمثال يحكي قصة نجاح فنان صعيدي موهوب بالفطرة
أثار تمثال لـ البابا شنودة إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تفاعلوا مع صور التمثال التي انتشرت على السوشيال ميديا، تزامنا مع احتفال المصريين بيوم عاشوراء.
وظن الكثيرون أن تمثال البابا شنودة المصنوع بأبعاد ونسب فنية عالية الدقة نحته فنان مشهور، أو أستاذ في كلية الفنون الجميلة، وليس مجرد شاب عشريني اسمه ميشيل حنا، حاصل على دبلوم، ولم يدرس فن النحت طيلة حياته.
مفاجأة صادمة، لكنها تضعنا أمام موهبة كبيرة تستحق الرعاية والاهتمام، ليواصل ميشيل حنا مشروعه الإبداعي الذي يقوم عليه بعد نجاحه في لفت الانتباه إليه بتمثال البابا شنودة.
في قرية البرشا، التابعة لمركز ملوي جنوب محافظة المنيا، يعيش الفنان حنا ميشيل، موهوب بالفطرة، طور وعلم نفسه عن طريق الملاحظة ، حتى أصبح يمتلك ورشة نحت في مدينة الشروق بالقاهرة، تقوم بتنفيذ تماثيل للكنائس وبيعها.
يعترف حنا أن تمثال البابا شنودة كان بمثابة مشروع نحتي صعب، مشيرا إلى أرسال التمثال إلى إحدى الكنائس بحلوان القاهرة، في الوقت الذي لم يتخيل حنا رد فعل مواقع التواصل الاجتماعي عقب الانتهاء من التمثال، وانتشار صوره على السوشيال ميديا.
28 عامًا هي كل سنوات ميشيل حنا، الفنان الذي نحت تمثال البابا شنودة، حاصل على دبلوم صنايع، يعشق الرسم بالزيت، وعمل كرسام فى الكنائس بالمنيا لسنوات طويلة، قبل أن ينتقل إلى الإسكندرية للعمل فى الموزايك والفسيفساء ، ولكنه هوايته التى كان يحلم بأن يتطور فيها هى النحت، ما جعله يفهم التشريح والمواد المستخدمة ويتوجه للقاهرة للعمل مع مجموعة من النحاتين في مصر القديمة، إضافة إلى فتح ورشته الخاصة بمدينة الشروق.
مواصفات تمثال البابا شنودة
ويبلغ ارتفاع تمثال البابا شنودة 175 سنتيمترًا، وهو مصنوع من الطين، فيا استغرق ميشيل حنا في نحت تمثال البابا شنودة عشرة أيام، قبل مرحلة الصب التي استغرقت يوما واحدا، ليبدأ ميشيل استكمال العمل والتولين أربعة أيام أخرى.
ولم يتوقع ميشيل حنا ابن المنيا أن يحقق تمثاله هذا التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أنه يحب العمل في هدوء بعيدا عن الصخب، والشو الإعلامي، لكن تمثال البابا شنودة جعله تحت الأضواء الكاشفة ليصبح نجم الترند اليوم.