السفيرة منى عمر: الرئيس السيسي حمل مشكلات وتحديات القارة بالقمة الروسية الإفريقية
أكدت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية الأسبق، أهمية مشاركة الرئيس السيسي في القمة الروسية-الأفريقية الثانية المنعقدة بمدينة سان بطرسبرج بروسيا، حيث حمل مشكلات وهموم القارة، لاسيما في ظل التحديات التي تواجه البلدان الأفريقية وعلى رأسها أزمة نقص الغذاء والطاقة وظاهرة تغير المناخ وتداعيات ذلك على الاقتصاد.
وأوضحت السفيرة منى عمر، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الخميس، أن مشاركة مصر بأعلى مستوى في القمة "الروسية-الأفريقية" يعبر عن حجم اهتمام الدولة بهذا الحدث الذي يأتي في توقيت بالغ الأهمية نظرًا لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة التي تحتاج إليها البلدان الافريقية، فضلًا عن اضطرابات الإمدادات والإنتاج.
دبلوماسية القمة
وشددت على أهمية " دبلوماسية القمة" والتي تعني مشاركة القادة بأنفسهم في الفاعليات وعقد لقاءات بين الزعماء، و التي تكون أكثر وأسرع إنجازًا وفائدة لأية دولة، مذكرة بأن النسخة الأولى للقمة الروسية - الأفريقية شاركت فيها مصر أيضًا بأعلى مستوى وعقدت في ظل رئاستنا للاتحاد الافريقي.
وثمنت مساعد وزير الخارجية الأسبق، وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحلول لأزمة الغذاء، خاصة عقب انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، والتعامل بشكل مختلف مع البلدان الأفريقية، بحيث يتم تزويدهم بالحبوب عبر التجارة أو المنح، مضيفة أن هذا الملف يحتل أولوية كبرى في السياسية الخارجية والاقتصادية لمصر نظرًا لأنها من أكبر الدول احتياجا للقمح و للحبوب.
وتابعت خبيرة الدبلوماسية الأفريقية، أن الرئيس السيسي يولي أهمية كبيرة لقضية تداعيات تغير المناخ على البلدان الأفريقية التي تعد ضحية لتلك الظاهرة وتعاني منها بلا ذنب على شكل ارتفاع درجات الحرارة، التصحر، الفيضانات، الجفاف، وحرائق الغابات التي تشهدها الجزائر حاليًا، وما يترتب على ذلك من تأثيرات سلبية للغاية على رأسها نزوح السكان ونقص الغذاء والموارد المائية، لافتة إلى أن مصر تسعى للحصول على التزامات وتعهدات بمشروعات من شأنها تخفيف تأثير تغير المناخ على قارتنا.
ونوهت بأن ملف الاستثمارات الروسية في أفريقيا يعد من أبرز موضوعات القمة، حيث أبدى الجانب الروسي رغبته في زيادة حجم الاستثمارات بالقارة، لاسيما بمنطقة قناة السويس والتي ذكرها الرئيس بوتين في حديثه، حيث يجرى إنشاء منطقة صناعية روسية ستكون مصدر في المستقبل لتصدير البضايع والمنتجات الى كل البلدان الافريقية.
وأكدت السفيرة منى عمر، أن القمة ألقت الضوء على رغبة روسيا في زيادة حجم التبادل التجاري مع القارة، وكذلك الصادرات الأفريقية إلى روسيا، معربة عن أملها في نجاح ذلك عبر التصنيع وليس فقط عبر إرسال مواد خام لتكون استفادة القارة أكبر.
وقالت إن ملف التعليم والصحة كان أيضًا على مائدة "قمة سانت بطرسبرج"، حيث سيكون هناك زيادة في حجم المنح والفرص الممنوحة للطلاب الأفارقة للدراسة في روسيا، بجانب افتتاح عدد من المراكز الصحية لدعم الدول الأفريقية في المجال الطبي.
واختتمت السفيرة منى عمر، بأن مصر في عهد الرئيس السيسي تولي القارة الأفريقية أولوية وأهمية غير مسبوقة، وتبذل كل الجهود الممكنة التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لكل بلدان القارة، كما تستغل علاقاتها المتميزة بمختلف الدول الكبرى لتحقيق مكاسب لأفريقيا.