في ذكرى وفاته الثالثة.. طبيب الغلابة ابتسامة لا تغيب
تحل اليوم الجمعة، الذكرى الثالثة لوفاة طبيب الغلابة محمد مشالي؛ حيث رحل عن دنيانا منذ ثلاث سنوات بعد مسيرة عطاء طويلة رسم فيها البسمة على وجوه الغلابة الذين عالجهم، وخفف آلامهم التي كانت تؤرق مضاجعهم.
الدكتور محمد مشالي ظل لسنوات طويلة حتى وفاته عن عمر ناهز 76 عامًا سخر فيها حياته وعلمه لخدمة البسطاء بمبلغ مالي زهيد، وربما في أغلب الأحوال مجانًا بدون أي مقابل لغير القادرين.
10 جنيهات هي قيمة الكشف الذي كان يتقاضاه طبيب الغلابة؛ بعدما قرر أن أن يعيش في جلباب الغلابة، ويعيش نفس معيشتهم تنفيذًا لوصية والده التي نفذها طبقًا لما طلبه منه والده وهي أن يكون خادمًا للبسطاء والغلابة.
ظل الدكتور محمد شالي وصيًا أمنيًا على وصية والده حتى وفاته؛ حيث كان يتردد على عيادته يوميًا حتى قبل وفاته بأيام قليلة جراء تعرضه لوعكة صيحة ألمت به ومنعته من الخروج من منزله والذهاب إلى عيادته لخدمة الغلابة بشكل يومي؛ حتى خرجت روحه الطاهرة البريئة ترفرف إلى بارئها.
رفض الدكتور محمد مشالي تبرعات كبيرة، وإقامة عيادة جديدة له يمارس فيها عمله بها بمحافظة الغربية واكتفى بالعمل في عيادته المتواضعة، وكانفي أيضًا ببضع جنيهات قيمة الكشف لا تتجاوز أصابع اليد، كما كان لا يتقاضي هذه الجنيهات البسيطة من الغلابة، ويعطيهم الدواء بالمجان.
يذكر أن الدكتور محمد عبدالغفار مشالي مواليد 1944 - 28 يوليو 2020) طبيب بشري عُرف بلقب طبيب الغلابة، لعلاجه المرضى الفقراء بتكلفة منخفضة للغاية أو مجانية. امتدت مهنة مشالي في الطب إلى أكثر من 50 عامًا.
بدايات ودراسات طبيب الغلابة
ولد الدكتور محمد مشالي في محافظة البحيرة في عام 1944 لأب يعمل مدرسًا، وانتقل بعدها والده إلى محافظة الغربية وانتقل معه، واستقر مع أسرته هناك، وتخرج في كلية طب القصر العيني في القاهرة 5 يونيو 1967، وتخصص في الأمراض الباطنة وطب الأطفال والحُمَيات، ليعمل في عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة المصرية في محافظات مختلفة، وفي عام 1975 افتتح عيادته الخاصة في طنطا، وتكفل برعاية إخوته وأبناء أخيه الذي توفي مبكرا وتركهم له، ولذلك تأخر في الزواج، ولديه 3 أولاد تخرجوا جميعًا في كلية الهندسة، وظل لسنوات طويلة محددًا قيمة كشفه الطبي في عيادته لا تزيد عن 5 جنيهات مصرية، وزادت أخيرًا لتصل إلى 10 جنيهات، وكثيرًا ما يرفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء، بل ويشتري لهم العلاج في كثير من الأحيان.
وفي تطور لافت بعد وفاة الدكتور محمد مشالي، بعدة شهور قرر أحد الأطباء وهو الدكتور حسني سعد قطب، استشاري جراحات وأمراض الكبد بمستشفى المنشاوي العام في طنطا إكمال مسيرة الدكتور محمد مشارب، وإعادة افتتاح عيادة الغلابة الخاصة بالدكتور محمد مشالي في مدينة طنطا بمحافظة الغربية والتي التي كان يعالج فيها مرضاه بسعر زهيد لا يتجاوز 15 جنيهًا للفقراء والمساكين.
وقال الدكتور حسني سعد قطب لـ"العربية. نت" إنه كإنسان أولا وطبيب ثانيا يرفض إغلاق العيادة التي كانت بابا للأمل لعلاج الفقراء، وطاقة نور لتخفيف أوجاعهم وآلامهم، في ظل ارتفاع أجور الأطباء والفحوصات، مؤكدا أنه اتفق مع الأسرة على افتتاح العيادة لاستكمال مسيرة الطبيب الراحل.