لقاء الرئيسين السيسي وبوتين فرصة مثالية لبحث القضايا الدولية والإقليمية وتعزيز التعاون
تجمع مصر وروسيا علاقات قوية ومسارات تعاون على العديد من الأصعدة فضلًا عن صداقة تاريخية بين الشعبين المصرى والروسى، وخلال السنوات التسع الأخيرة، شهدت العلاقات المصرية الروسية طفرة متنوعة وغير مسبوقة.
مشاركة الرئيس السيسي في قمة بطرسبرج تأكيد على قوة علاقات مصر وروسيا
يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، إلى، مدينة سان بطرسبرج، بروسيا الاتحادية، للمشاركة في فعاليات النسخة الثانية من القمة الإفريقية - الروسية.
وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن القمة الإفريقية - الروسية تم تدشينها عام 2019 تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي، وعقدت دورتها الأولى في سوتشي تحت الرئاسة المصرية الروسية المشتركة.
تهدف القمة إلى دعم وتعميق العلاقات المتميزة والتاريخية بين القارة الإفريقية وروسيا، بالإضافة إلى تعزيز التشاور بين الجانبين حول كيفية التصدي للتحديات المشتركة، أخذاً في الاعتبار أن القمة الثانية هذا العام ستتضمن عقد جلستين عامتين وسيصدر عنها إعلان ختامي، كما سيعقد على هامش القمة عدد من الفعاليات الاقتصادية والتجارية والثقافية، أبرزها المنتدى الاقتصادي والإنساني.
لقاء الرئيسين السيسي وبوتين
أضاف المتحدث الرسمي، في بيان، اليوم، إنه من المقرر أن تشهد الزيارة أيضاً لقاء الرئيس مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على الأصعدة كافة، وذلك في إطار الروابط الوثيقة التي تجمع بين مصر وروسيا، وحرص البلدين على تدعيم التعاون بينهما ومواصلة التشاور المكثف حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وصرح سفير روسيا بالقاهرة جيورجي بوريسينكو، اليوم، بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي دائمًا ضيف شرف لروسيا وسيحظى بترحيب حار من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته إلى مدينة سان بطرسبرج للمشاركة في فعاليات النسخة الثانية من القمة الإفريقية الروسية.
وقال السفير الروسي بالقاهرة، إن المباحثات المرتقبة بين الرئيسين بوتين والسيسي في سانت بطرسبرج تعد فرصة مثالية لمناقشة كافة القضايا الدولية والإقليمية بالإضافة إلى تطورات التعاون الروسي المصري، متوقعًا أن تعطي المباحثات المقبلة التي تأتي على مستوى القمة، دفعة جديدة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة أننا نحتفل هذا العام بالذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر.
ويقول الباحث المتخصص في الشأن الدولي، أحمد سلطان، إن العلاقات بين مصر وروسيا تاريخية وقديمة وتعود لعقود مضت، وتعززت العلاقات على مدار 10 سنوات الأخيرة نتيجة اتجاه مصر لتنويع سياساتها الخارجية وجزء من هذا التوجه يتم في إطار العديد من المطالب من بينها طلب القاهرة الانضمام إلى “البريكس” وروسيا أحد الأضلاع الفاعلة فيه.
وأضاف أحمد سلطان في تصريحات خاصة لـ"مستقبل وطن نيوز" أن مصر اتجهت في إطار الدائرة الاقتصادية نحو اعتماد العملات المحلية في إطار التبادل التجاري والاقتصادي البيني، كما تتخذ القاهرة موقفا وسطيا في الصراع الروسي الأوكراني ما حظي بتقدير القيادة السياسية في روسيا.
وتابع سلطان قائلا إن روسيا حريصة للغاية على تعزيز علاقاتها بالعديد من الدول الإفريقية المحورية من بينها مصر والجزائر وهو ما دفع الرئيس بوتين إلى دعوة مصر والرئيس السيسي إلى المشاركة في قمة بطرسبورج رغم أنها ليست المشاركة الأولى.
علاقات تاريخية وتعاون استراتيجي
يقول الدكتور آصف ملحم خبير الشؤون الروسية: تعتبر العلاقات بين مصر وروسيا استراتيجية، وتستند إلى مصالح مشتركة في مختلف المجالات، فالبلدان تربطهما علاقات وثيقة سياسية واقتصادية وعسكرية.
وأضاف آصف ملحم في تصريحات خاصة لـ"مستقبل وطن نيوز"، أن روسيا ومصر لديهما اتفاقيات تعاون وشراكة في مجالات عدة، مثل الطاقة والنقل والتعليم والثقافة والتجارة، وتعد مصر أيضًا بوابة هامة لروسيا للوصول إلى الأسواق الإفريقية.
في سياق متصل، تزداد الصادرات الزراعية المصرية إلى روسيا بشكل سريع بعد قرار روسيا بالتوقف عن استيراد الخضراوات والفواكه من الاتحاد الأوروبي ردا على العقوبات الغربية ضدها بسبب الأزمة الأوكرانية.
وفي مجال السياحة الروسية الوافدة، تم توقيع اتفاقيات للتعاون في تطوير قطاع السياحة في مصر، هناك مزيدا من الفرص الاستثمارية التي تقدمها مصر لروسيا، وذلك في مجالات الصناعات الثقيلة والبترول والغاز والتعدين والإسكان والبنية التحتية والتكنولوجيا.