شنب عمرو دياب.. رحلة الشارب من هتلر إلى الهضبة
نال شنب عمرو دياب العديد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حذر البعض من أن يصبح شنب عمرو دياب موضة للشباب، في حين أنه لا يليق إلا على الهضبة، وسخر البعض الآخر من شنب عمرو دياب ووصفه بـ"شنب إعدادي"
وظهر شنب عمرو دياب في حفلته الأخيرة بالساحل الشمالي في حضور عدد كبير من النجوم أبرزهم: شيكو، نسرين أمين، أيتن عامر، أحمد فهمي، طارق العريان، كريم فهمي.
سلط شنب عمرو دياب الاهتمام من جديد بالشوارب لدى أغلبية الشباب الذين بدأوا التفكير مجددا في إطلاق شواربهم مثلما فعل الهضبة في الساحل الشمالي، ما يجعلنا نستعد في الأيام المقبلة لمشاهدة شنب عمرو الدياب على وجه الكثير من الفتيان.
ومن شنب هتلر إلى شنب عمرو دياب، تاريخ طويل قطعه الشارب الذي فرض سيطرته في بعض الفترات واختفى في أخرى، وتغيرت صورته عبر الأزمان، في الوقت الذي وثقت فيه السينما للشارب باعتباره رمزا للرجولة.
شارب أبو سويلم
في فيلم الأرض وثّق يوسف شاهين لمكانة الشارب في حياة الفلاحين – والمصريين- في فترة زمنية كان فيها الشارب دليلا على الرجولة ورمزا للشجاعة والفتونة، فعندما قامت الشرطة بحلق شاربه، اضطر محمد أبو سويلم أن يضع كوفية على فمه ليخفي عن الأنظار ما لحق به من عار.
وإذا كانت مصر الفرعونية قد عرفت طريقها إلى الشارب، ما ظهر واضحا على تماثيل بعض الملوك فإن أشعار العرب (قديما) لم ترصد شاعرا يتغنى به أو يذكره في قصيدة واحدة!
قصات الشارب المتنوعة صنعت منه صورا سيريالية يختلف مفهومها من شخص إلى آخر، ومن زمن إلى آخر، ومن دولة إلى آخرى، بينما نفس الشارب قد يتم تفسيره إلى معاني مختلفة وفق من يحمله، فشارب هتلر الذي يشير إلى الجبروت والقسوة والموت الجماعي هو نفس شارب شاري شبلن الذي يحمل السرور إلى القلوب ويرسم البسمة على الوجوه، وهو أيضا نفس شارب "محمد التابعي" مؤسس مجلة "آخر ساعة" الذي يكشف عن الوسامة والنبوغ.
ظهور واختفاء الشارب
على مدار قرنين من الزمن لم يتخل الشارب عن موقعه فوق فم الرجل وكأنه حارسا على كلامه إلا أنه مع بداية الثمانينيات ظل يتوارى عن الأنظار واختفى شيئا فشيئا ليصبح مجرد ظهوره تحت أنف أحدهم مثيرا للانتباه.
موضة الشارب أطلت علينا من جديد من خلال نجوم الكرة والفنانين في المسلسلات الدرامية المختلفة التي عرضت في الفترة الأخيرة، ما حرض الشباب على تقليدهم ليعود إلينا الشارب في نسخته الجديدة حاملا توقيع حسام غالي وأمير كرارة.
شارب الملك فاروق
كان للشارب المبروم سطوته مع بداية القرن العشرين وحتى عام 1930، وما جعل الناس يقبلون عليه هو تفضيل رأس الدولة (الملك فاروق) له إضافة إلى أصحاب المناسب والشخصيات العامة والأثرياء أمثال الزعيمين مصطفى كامل محمد فريد، في حين يحاول بعض الشباب في الوقت الراهن العودة إلى "المبروم" ونشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
شنب كمال الشناوي
من 1930 وحتى 1940 تفوق شارب هتلر القصير على غيره من الشوارب وأصبح سائدا بين الناس وانتشر شرقا وغربا ليشمل الكرة الأرضية، ليحل بدلا منه في بداية الأربعينيات "الشارب الخط" الذي جذب إليه الشباب ليتجهو إلى صالونات الحلاقة من أجل تهذيبه وتحديده خاصة حينما شاهدوا نجوم السينما يظهرون به في الأفلام مثل عماد حمدي، وكمال الشناوي، وأنور وجدي.
شنب رشدي أباظة
ومع بداية الستينات انقلب رشدي أباظة وعمر الشريف على الشارب الخط لتزداد كثافته الشارب وتبدأ النظرة تختلف إلى الكثافة باعتبارها نوعا من الوسامة
وفي السبعينات تضاعفت كثافة الشارب ليغطي الفم بأكمله كما فعل الفنان اللبناني "شوشو" ومثله في مصر يوسف فخر الدين، وسيطر الشارب على تلك الفترة بجانب السوالف العريضة.
مع بداية الألفية الثالثة بدأ الشارب يختفي شيئا فشيئا أو يظهر على استحياء بجانب لحية صغيرة وهو ما يطلق عليه "دوجلاس"، وقضى عمرو دياب على الشارب نهائيا حين ظهر بـ سكسوكة" في أغنيته "تملي معاك" ليقلده شباب الوطن العربي، لكنه عاد الآن إلى الشارب.