ألمانيا تستعد لتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بـ700 مليون يورو
تضع ألمانيا اللمسات النهائية على حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 700 مليون يورو، وفقا لما قاله مصدر لوكالة رويترز اليوم الثلاثاء.
وأشار إلى أن ألمانيا ستعلن عن الحزمة خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تنطلق الثلاثاء، في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.
دولة أوروبية تقف عقبة أمام انضمام أوكرانيا إلى الناتو
قال مصدر في حلف شمال الأطلسي “الناتو” لصحيفة "تليجراف"، إن ألمانيا تستعد للتحرك من أجل تأجيل انضمام أوكرانيا إلى الحلف، وسط مخاوف من صراع مفتوح مع روسيا.
وصرح المصدر للصحيفة البريطانية، أن برلين تستعد لاستخدام قمة الحلف المقررة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، يومي الثلاثاء والأربعاء، لحض الحلفاء على التركيز على الضمانات الأمنية بدلاً من مقترح العضوية، لمساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، وسط غياب آفاق الانضمام للناتو.
وسبق لألمانيا، خلال فترة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، أن عارضت خلال قمة "الناتو" في بوخارست عام 2008، عضوية أوكرانيا، ولكن القمة فتحت أمام كييف عضوية في المستقبل.
كما قال المستشار الألماني أولاف شولتز، في 22 يونيو الماضي، إن قمة الناتو في فيلنيوس "يجب أن تركز على تعزيز القوة العسكرية لأوكرانيا، بدلاً من فتح عملية الانضمام إلى الحلف".
وفي تعليقه على تصريحات شولتز، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا مخاطباً المستشار الألماني: "لا تكرر الخطأ الذي ارتكبته المستشارة أنجيلا ميركل"، وفقا لما نقله موقع "الشرق".
وأضاف: "فتح هذا القرار الباب أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لغزو جورجيا ثم مواصلة جهوده المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ثم ضم شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني"، مشيرًا إلى أنه لو تم قبول كييف في الناتو عام 2014 "لما تجرأ بوتين على ضم شبه جزيرة القرم، ولا على الحرب في إقليم دونباس، ولا على الغزو واسع النطاق حالياً".
ضمانات بديلة لكييف
ولفت مصدر "الناتو" في حديثه لـ"تليجراف"، إلى أن ألمانيا مستعدة لمعارضة أي احتمالات لعرض عضوية فورية في الحلف على أوكرانيا، مضيفا أن ألمانيا تريد تطوير ضمانات أمنية بديلة عن منح كييف عضوية في الناتو حالياً.
وأشار إلى أن برلين "لا تريد أن ترى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يضع المادة 5 من ميثاق الحلف تحت الاختبار".
وتنص "المادة 5" من ميثاق الحلف على أن دولة عضو بالحلف تتعرض لهجوم من قبل عدو خارجي، لديها الحق في طلب تدخل عسكري من بقية أعضاء الحلف.
وسبق للرئيس الأمريكي جو بايدن أن قال إنه يريد تجنب وضع "حيث نكون جميعاً في حرب، أن نكون جميعاً في حرب مع روسيا"، مؤكدًا أن أوكرانيا "ليست جاهزة" لعضوية حلف الناتو، وأن الأمر سيأخذ وقتاً.
كما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان: "نحن لا نسعى إلى بدء حرب عالمية ثالثة، أوكرانيا لن تخرج من قمة الناتو في فيلنيوس وهي عضو في الحلف".
وصعّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تدريجياً حملته تجاه انضمام بلاده إلى الحلف، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022، ساعياً إلى دق عازل بين بلاده وموسكو.
ودعا زيلينسكي دول الناتو الـ31 إلى اتخاذ "خطوات ملموسة" حتى تتمكن بلاده من الانضمام "سريعاً" إلى حلف الناتو عقب الحرب.
تجنب الحرب بين الناتو وروسيا
وحذرت ألمانيا والولايات المتحدة في مناقشات داخلية، من أن الخطوة قد تصعد النزاع الحالي إلى حرب نشطة بين الناتو وروسيا.
ولطالما قال الرئيس الروسي إن توسع الناتو باتجاه حدود بلاده عبر العقدين الماضيين، كان "عاملاً رئيسياً" في قراره غزو أوكرانيا.
وهدد بوتين منذ ذلك الحين باستخدام أسلحة نووية في حال كانت بلاده تواجه تهديداً وجودياً، مثيراً مخاوف من التصعيد لدى الدول الغربية.