«القضاء على الجوع».. روبوتات ذكية في مهمة إنسانية
«الروبوتات» ليس كلها شر؛ فعلى الرغم من المخاوف التي تحيط بهذه التقنية؛ خوفًا من أن تتجاوز هذه الآلة صانعها، ويسقط في فخاخ مخاطرها؛ وأبرزها تهديد فرص العمل، وتعطيل الأسواق، أو سقوطها في أيدى الخبثاء، واستخدامها في أغراض شريرة، عندها تتحول إلى وجوه قبيحة وتصبح روبوتات قاتلة أو مدمرة لحياة البشر.
لكن على الرغم من ذلك فإنها في كثير من الأحيان سوف يكون لها سواعد الخير التي تؤدي مهمات وطنية وإنسانية لإنقاذ البشر في المناطق التي تعاني من صعوبة الحياة؛ خاصة مناطق الصراعات والحروب، والأزمات والكوارث الطبيعة.
روبوتات بريئة
وفي ظل توقعات من الاستفادة من تكنولوجيا الإنسان الآلي "الروبوتات" في إنقاذ حياة العاملين بقطاع الإغاثة الإنسانية؛ عندها يصبح للتقنية المخيفة تداعياتها على عالم البشر وجوه برئية.
يأتي هذا في ظل تصريحات لمسؤول ببرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، نقلتها "سكاي نيوز عربية" إن مركبات النقل التي تعتمد على تكنولوجيا الإنسان الآلي (الروبوت) والذكاء الاصطناعي، قد تبدأ في توزيع حزم الأغذية لمناطق الصراعات والكوارث في وقت مبكر من العام المقبل، وهو إجراء يهدف إلى إنقاذ حياة العاملين بقطاع الإغاثة الإنسانية.
وكانت الأمم المتحدة، أعلنت زيادة في الهجمات على عمال الإغاثة في الأعوام القليلة الماضية، وسط أكبر عدد من الصراعات العنيفة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وأفات الأمم المتحدة بأن برنامج الأغذية العالمي وحده فقد ثلاثة من العاملين به في وقت سابق من العام الجاري في الصراع الدائر حاليًا السودان.
وقال برنارد كواتش، رئيس قسم الابتكار التابع لبرنامج الأغذية العالمي، "في بعض الأحيان يكون إرسال سائق أو موظف بالبرنامج أمرا بالغ الخطورة؛ لذلك فإن استخدام مثل هذه التقنية قد يُحدث تغييرا هاما".
جاء ذلك في تصريحات لـ كواتش، على هامش مؤتمر نظمه الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف، لتقديم الحجج الداعمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، في تحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة مثل القضاء على الجوع.
كما أنه يمكن لهذه المركبات البرمائية، التي تعتمد على تكنولوجيا الإنسان الآلي "الروبوتات" أن تحمل حوالي طن أو اثنين من المواد الغذائية.
وأوضح كواتش أن التصور الخاص بهذه المركبات ظهر لأول مرة خلال معركة حلب بسوريا بين عامي 2012 و2016، عندما واجه عمال الإغاثة الإنسانية صعوبات في توصيل المساعدات إلى أجزاء من المدينة.
وأضاف أن عمليات الإنزال الجوي كانت باهظة التكلفة، وكان يلزم لتنفيذها مساحات كبيرة لم تكن متاحة في ذلك الجزء من سوريا.
استخدام 50 مركبة في جنوب السودان
وتابع أن البرنامج التابع للأمم المتحدة، يستخدم بالفعل الآن نحو 50 مركبة في جنوب السودان، ولكن لا يوجد سائقون لتشغيلها.
فيما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في جمع المعلومات من مصادر مختلفة، من بينها الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار، مما يسمح للسائقين عن بعد بقيادة المركبة والتحكم فيها.
ولفت كواتش، إلى إنه من المقرر أن تكون جنوب السودان، حيث يعاني نحو 7.7 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ومن الفيضانات التي تحول دون الوصول إليهم، أول منطقة لبدء توزيع حزم الأغذية بهذه المركبات.