أمين الهنيدي.. طرد عادل إمام والمستشفى احتجزت جثته لعدم دفع المصاريف
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكوميدي خفيف الظل أمين الهنيدي الذي لعب العديد من الأدوار في السينما والمسرح، وكان قادرا على نزع الضحكات من قلوب الجماهير بمجرد حركة أو كلمة تخرج منه.
ولد الفنان أمين الهنيدي يوم 1 من شهر أكتوبر عام 1925، اسمه بالكامل هو أمين عبد الحميد محمد الهنيدي من مواليد المنصورة، عشق الفن منذ صغره وكان دائماً ما يقلد مونولوجات إسماعيل ياسين.
درس أمين الهنيدي في مدارس شبرا قبل أن يلتحق بكلية الآداب ويشترك في فريق التمثيل داخل الجامعة، ولكنه قرر أن يترك الآداب ويلتحق بالحقوق وتركها والتحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية، وتخرج فيه عام 1949 وتم تعيينه مدرساً للتربية الرياضية في مدرسة النقراشي الثانوية.
يتدرج أمين الهنيدي في الوظيفة حتى أصبح مديرا عاما للنشاط الرياضي في وزارة التربية والتعليم، انضم لفرقة الريحاني وقدم معه مسرحية واحدة، وشارك في العديد من الأفلام السينمائية ومن أبرزها "غرام في الكرنك" تزوج من خارج الوسط الفني ورزق بثلاثة أبناء: صالح وعبد الحميد ومحمود وتوفي يوم 3 يوليو عام 1986 عن عمر يناهز 61 عام.
المشوار الفني لـ أمين الهنيدي
بدأ أمين الهنيدي مشواره الفني عندما انضم لفرقة نجيب الريحاني عام 1954، وسافر إلى السودان وهناك التقي بالفنان محمد أحمد المصري الشهير بأبو لمعة، وكون معه فرقة بعنوان "النادي المصري" وقدمت مسرحيات في الخرطوم، ولكن بدايته الحقيقية كانت أمام عبد المنعم مدبولي والمؤلف يوسف عوف من خلال برنامج بعنوان "ساعة لقلبك" ليلتحق بعدها بفرقة تحية كاريوكا ومسرح التلفزيون.
قدم أمين الهنيدي خلال مشواره الفني العديد من الأعمال الفنية المتنوعة وأهمها أفلام: حماتي ملاك، زوجة من باريس، حارة السقايين، شنطة حمزة، أشجع رجل في العالم، شهر عسل بدون إزعاج، غرام في الكرنك وغيرها، وآخر أعماله فيلم "الحدق يفهم" عام 1986 كما قدم عدة أغاني خلال مسيرته الفنية منها أغنية "يا سنيوريتا"، وأغنية "وحوي يا وحوي".
أمين الهنيدي وعادل إمام
كان معروفاً عن أمين الهنيدي أنه لا يحب أن يثير أي ممثل غيره إضحاك الجمهور، ولكن عادل إمام خرج عن هذه القاعدة خلال مسرحية يقدمها معه ما أزعج هنيدي وطلب طرده منها واستبداله بفنان آخر وبالفعل تم استبداله بالفنان حسن مصطفى وعندما ذهب إمام اليوم التالي وجد اسمه قد تمت إزالته من أفيش المسرحية ووجد اسم حسن مصطفى بدلاً منه.
نهاية مأساوية للفنان أمين الهنيدي
كان الفنان أمين الهنيدي يشعر أن موعد وفاته اقترب وكان يعاني من الكثير من الهواجس وكان دائم الذهاب للأطباء ولكنهم كانوا يخبرونه أنه لا يعاني من أي مرض، ثم اتجه إلى أحد المنجمين الذين يتنبئون بما سيحدث في المستقبل وقد أكد له أنه سيتوفى بعد أن يعاني من مرض شديد يتسبب في وفاته.
أصاب حديث المنجم أمين الهنيدي باكتئاب شديد ما دفعه إلى الابتعاد عن الساحة الفنية لفترة ثم عاد مرة أخرى ليقدم أعمالاً جديدة، ولكن كانت الصدمة في فترة الثمانينات عندما تحققت النبوءة واكتشف أمين الهنيدي أنه مصاب بمرض السرطان في المعدة مما أصابه باكتئاب شديد وترك العمل تماماً كما جعل الديون تتراكم عليه.
أثناء تقديم أمين الهنيدي مسرحية "عائلة سعيدة جداً" كان يعاني من المرض ورغم ذلك كان يحاول إضحاك جمهوره كما أنه أجرى جراحة في الرئة والفم في لندن والتي لم تخفف أي شيء من الألم الذي يشعر به، ما جعله يستكمل مسيرة علاجه في القاهرة على نفقة الدولة، وبعد انتهائه من تصوير فيلمه الأخير عام 1986 تم احتجازه في إحدى مستشفيات القاهرة داخل غرفة العناية المركزة وتوفي بعد صراعه مع المرض ولم تستطع أسرته استلام جثمانه بسبب عدم امتلاكهم مصاريف العلاج لذلك حجزت المستشفى جثته لحين دفع 2000 جنيه مصري وبالفعل قام زملائه من الوسط الفني بدفع المبلغ واستلمت الأسرة جثته وتم دفنه في 3 يوليو عام 1986 عن عمر يناهز 61 عام.