تعرف على حكم صيام يوم عرفة وفضله والأعمال المستحبة فيه
حكم صيام يوم عرفة هو ما يبحث عنه الكثيرون في تلك الساعات، حتى لا يفوت المسلم فرصة اغتنام يوم عرفة في فعل الأعمال الصالحة من صيام وصلاة ودعاء وغير ذلك.
وورد إلى دار الإفتاء سؤال حول حكم صيام يوم عرفة وأجاب عنه المفتي السابق دكتور علي جمعة ليعرف الجميع حكم صيام يوم عرفة للحاج وغير الحاج.
حكم صيام يوم عرفة للحاج وغير الحاج
سأل يقول: ما حكم صيام يوم عرفة للحاج وكذلك لغير الحاج؟
وأجاب الدكتور علي جمعة قائلا: صوم يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة لغير الحاج سنَّة مؤكدة؛ حيث صامه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحثَّ عليه، وقد اتفق الفقهاء على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج، ورَوَى أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم.
وهو من أفضل الأيام؛ لحديث مسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ».
حكم صيام يوم عرفة للحاج
أما بالنسبة للحاج فقد ذهب جمهور الفقهاء -المالكية والشافعية والحنابلة- إلى عدم استحباب صوم يوم عرفة للحاج ولو كان قويًّا، وصومه مكروه له عند المالكية والحنابلة وخلاف الأَولى عند الشافعية؛ لما روت أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَ. أخرجه البخاري.
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَصُمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ. أخرجه الترمذي.
الحكمة في كراهة صيام يوم عرفة للحاج
الحكمة في كراهة صوم يوم عرفة للحاج، قيل: لأنه يضعفه عن الوقوف والدعاء، فكان تركه أفضل، وقيل: لأنهم أضياف الله وزواره.
وقال الشافعية: ويسن فطره للمسافر والمريض مطلقًا، وقالوا: يسن صومه لحاج لم يصل عرفة إلا ليلًا؛ لفقد العلة.
وذهب الحنفية إلى استحبابه للحاج -أيضًا- إذا لم يُضعِفه عن الوقوف بعرفات ولم يخلَّ بالدعوات، فلو أضعفه كُره له الصوم.
فضل يوم عرفة
- يكمن فضل يوم عرفة في أنه يوم مشهود، حيث تشهد الملائكة هذا اليوم ويؤدي فيه الحجاج مناسك الحج، فتنزل بركات الله تعالى عليهم في هذا الموقف العظيم على جبل عرفات.
- ومن فضل يوم عرفة أنه يوم إتمام النعمة، حيث أتم الله عز وجل الدين في هذا اليوم ليتم بذلك نعمته على المسلمين، إذ قال الرسول في خطبة الوداع يوم الجمعة الموافق يوم عرفة: «الْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا».
- واستجابة الدعاء من فضل يوم عرفة، حيث يسن في يوم عرفة إكثار الدعاء، فقد ورد عن الرسول: «خير الدعاء هو دعاء يوم عرفات».
- العتق من النار من فضل يوم عرفة، قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم: «ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ».
الأعمال المستحبة يوم عرفة
هناك عدة أعمال مستحبة في يوم عرفة، يتضرع بها المسلمين إلى الله في هذا اليوم العظيم، لمحاولة اغتنام فضل يوم عرفة، كما أوصى النبي، ومن هذه الأعمال:
- الدعاء.
- الاكثار من الاستغفار.
- الصيام.
- التوبة.
- قراءة القرآن.