الأسهم العالمية تنخفض خوفاً من استنزاف قوة صعودها المحموم
انخفضت أسواق الأسهم العالمية يوم الإثنين بعد أن أضعفت مخاوف المستثمرين بشـأن أداء الاقتصاد العالمي ومسار أسعار الفائدة من قوة صعودها المحموم في الربع الثاني من العام.
امتد هبوط بنسبة 1% في مؤشر الأسهم الرئيسي في أوروبا حتى شمل جميع القطاعات تقريبا. ومن بين الأسهم العالمية التي شهدت تحركاً هائلاً، انهار سهم شركة "سارتوريوس" (Sartorius) بنسبة 15% بعد أن أعلنت تحذيراً بشأن الأرباح تجاوز المتوقع.
الأسهم العالمية.. وفي آسيا، ضغطت الآمال المجهضة في خطة تحفيز اقتصادي إضافية على أسهم شركات التكنولوجيا الصينية فانخفضت أسعارها.
وسط حالة الغموض التي تحيط بمسار أسعار الفائدة، يتردد المستثمرون بين إغراء صعود الأسهم والخوف من أن يكون هذا الصعود قد استنفد قوته الدافعة وتحولت السوق إلى حالة التشبع الشرائي.
سياسة الاحتياطي الفيدرالي
الأسهم العالمية.. الارتفاع في وول ستريت بلغ حالياً مستوى عوض معه خسائر الأسهم على مدى أكثر من عام بسبب سياسة الاحتياطي الفيدرالي، مع تعافي مؤشرات الأسهم والتقلب والدولار الأميركي من تأثير 10 مرات رفعت فيها أسعار الفائدة.
بلغ مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" مستوى توج من خلاله خامس أسبوع من المكاسب المتتالية وقد ارتفع الآن متجاوزاً مستواه في أول يوم أطلق فيه الاحتياطي الفيدرالي حملته للتقشف النقدي.
قال جايلز جيل، خبير أسعار الفائدة في شركة "ناتويست ماركيتس" (NatWest Markets)، في مذكرة: "النزعة المتفائلة، أو ربما المتشاؤمون بعد تعرضهم للضغط المرتفع، هي الفكرة الأقوى في الأسواق حاليا. إن أرقام التضخم تظهر معدلاً معتدلاً بصورة مدهشة وذلك رغم إنه يبدو ممتازاً.
أسواق الأسهم والسندات الأميركية مغلقة يوم الإثنين لقضاء عطلة. وانخفضت العقود الآجلة على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" وعلى مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.1%.
بالنظر إلى المستقبل، سيقدم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تقريره نصف السنوي إلى الكونغرس يوم الأربعاء. رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد ونظراؤه في نيويورك وشيكاغو هم أيضا من بين المتحدثين هذا الأسبوع.
أبقى صناع السياسة النقدية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعهم الأخير لكنهم حذروا من مزيد من التقشف في المستقبل.
ارتفاع تكاليف الاقتراض
جاء القرار الأسبوع الماضي مع توقعات بارتفاع تكاليف الاقتراض بنسبة 5.6% في عام 2023 ، مما يعني رفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة إضافية أو زيادة بمقدار نصف نقطة قبل نهاية العام.
قالت جانيت موي، رئيسة تحليل السوق في شركة "آر بي سي بريوين دولفين" (RBC Brewin Dolphin): "ما تزال الأسواق تراهن على مسار أقل لأسعار الفائدة مقارنة بمخطط النقاط للاحتياطي الفيدرالي. في حين أننا قريبون من معدلات الذروة، فمن غير المؤكد إلى متى ستبقى أسعار الفائدة مرتفعة. الأسواق لديها عدسة أكثر تشاؤما في ذلك".
على صعيد آخر، ارتفعت تكاليف الاقتراض قصير الأجل في المملكة المتحدة إلى 5% للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية وسط مخاوف من أن توقعات التضخم المقلقة قد تؤدي إلى تقشف نقدي أشد قوة من قبل صناع السياسات النقدية.
شركات التكنولوجيا الصينية
تراجعت شركات التكنولوجيا الصينية، مع تراجع أسهم مجموعة "علي بابا هولدينغ" وشركة (JD.com) و"بايدو" بأكثر من 3% لتدفع مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا إلى الانخفاض بنسبة تصل إلى 2.9%.
كان المستثمرون مستعدين لاحتمال إعلان مجلس الوزراء الصيني عن تحفيز جديد بعد اجتماع يوم الجمعة، لكنه لم يصل إلى حد نشر أي مقترحات محددة. ويزيد عدم وجود أدلة ملموسة على الدعم من المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد، مما يثير قلق المستثمرين الذين قدموا عروضا على الأسهم الصينية الأسبوع الماضي على أمل التوصل إلى حزمة شاملة.
