أسهم هونج كونج المتعثرة تنتظر دفعة من التداولات باليوان
تراهن هونج كونج على أن برنامجاً جديداً يسمح للمستثمرين بتداول الأسهم باليوان إلى جانب عملتها المحلية، بما يساعد على إنعاش سوق الأسهم المتعثرة وزيادة حجم التداول الذي يحوم عند أدنى مستوى له في 4 سنوات.
وطرحت بورصة هون كونج ما يُسمى نموذج العداد المزدوج اليوم الإثنين لمنح المتعاملين خيار شراء وبيع بعض أكبر الأسهم المدرجة في المركز المالي باستخدام اليوان، بما في ذلك "تنسيت هولدنغز" (Tencent Holdings)، و"علي بابا غروب هولدنغ" (Alibaba Group Holding) و"تشاينا موبايل" (China Mobile). وهناك 24 شركة في القائمة تبلغ قيمتها السوقية مجتمعة 1.9 تريليون دولار، أو أكثر من ثلث إجمالي قيمة الشركات المدرجة في المدينة.
تعزيز مكانة اليوان
تحمل المبادرة الكثير من الأمل، إذ يمكنها جذب المزيد من المشترين عن طريق تقليل مخاطر سعر الصرف إلى الحد الأدنى وترسيخ مكانة اليوان المتنامية كعملة دولية. وقد يوفر تدفق رأس المال أيضاً الحافز لأسهم هونغ كونغ، مما يساعد على تمديد مسيرة صعودها هذا الشهر بفضل آمال في اتخاذ تدابير تحفيزية جديدة.
قال دينج وينجي، خبير استراتيجيات الاستثمار في "تشاينا أسيت مانجمنت" (China Asset Management Co)، إحدى أكبر شركات التمويل في الصين: "بصفتنا مستثمرين، لا نحب أن تتعرض محافظنا الاستثمارية لمخاطر الصرف الأجنبي، وسيكون لدى المستثمرين الصينيين الحافز لشراء الأسهم المقوّمة باليوان في هونغ كونغ للتخلص من تلك المخاطر. كما سيجذب ذلك إلى حد ما المزيد من المستثمرين وسيعزز حجم التداول في سوق هونغ كونغ".
لن تتيح هونج كونج هذا المخطط إلا للأموال الخارجية خلال المرحلة الأولية، وتخطط لتوسيعه ليشمل مستثمري البر الرئيسي من خلال رابط التداول الجنوبي في مرحلة لاحقة.
تعزيز السيولة
إذا نجح العداد المزدوج، فسوف يطلق العنان لموجة جديدة من السيولة النقدية من البر الرئيسي لشراء أسهم هونغ كونغ. ويتمتع المستثمرون المحليون بحضور متزايد في سوق الأوراق المالية بالمدينة، حيث يمثل حجم مبيعاتهم على روابط التداول أكثر من 26% من الإجمالي اليومي لـ هونج كونج، وفقاً لبيانات "بلومبرج".
قالت إليزابيث كويك، مديرة الاستثمار في الأسهم الآسيوية في "أبردن" (abrdn): "تعكس هذه الخطوة جهود الصين لمواصلة توسيع نطاق أسواق رأس المال وتعزيزها ضمن مساعي إصلاحها، وبينما نعتقد بأن من المرجح أن تعزز هذه الخطوة سيولة سوق هونغ كونغ، فإن معنويات السوق مختلفة تماماً، وعلى الأرجح لا تزال أسيرة مخاوف الاقتصاد والسياسة".
يأمل بعض المستثمرين أن يساعد نظام العداد المزدوج في إحياء الآفاق طويلة المدى للمؤشر "هانج سنج" القياسي، والذي رغم ارتفاعه في الآونة الأخيرة فلا يزال متأخراً عن معظم مؤشرات الأسهم في جميع أنحاء العالم هذا الفصل. وتراجع المستثمرون عن الأسهم بهونغ كونغ مع فقد النمو الاقتصادي الصيني قوته الدافعة فضلاً عن المخاطر الجيوسياسية التي ثبّطت المعنويات.
انخفض متوسط معدل دوران الأسهم اليومية في المدينة إلى 116 مليار دولار هونج كونج منذ بداية العام، وهو أدنى مستوى منذ 2019.
استقبال فاتر
لكن، هناك سبب يدعو إلى توخي الحذر نظراً لأن تجربة المدينة مع نموذج مشابه في 2012 لم يُكتب لها النجاح.
في ذلك الوقت، أدخلت المدينة نظام "الشريحة المزدوجة والعداد المزدوج" لمنح مُصدر الأسهم خيار عرض وإدراج أسهم بكل من دولار هونج كونج واليوان. لم يطبق هذا النظام سوى شركة واحدة هي "شنشن إنفستمنت هولدنغز باي إيريا ديفيلوبمنت" (Shenzhen Investment Holdings Bay Area Development).
كتب محللو "إتش إس بي سي هولدنجز"، بمن فيهم ريموند ليو في تقرير السابع من يونيو، في إشارة إلى النموذج القديم: "لم يكن التقدم مُرضياً بسبب المعاملات غير النشطة عبر الحدود وآلية سوق غير مطورة بالكامل في ذلك الوقت.. كان معدل الدوران ضعيفاً وكان أداء التداول باليوان ضعيفاً".
يقول بعض المستثمرين إن المبادرة قد تكون أفضل حالاً هذه المرة، مما يساعد على تغذية التعافي في السوق الأوسع.
قال شيان تشنج تشاو، مدير المحافظ في "بوسيرا أسيت مانجمنت (Bosera Asset Management): "نظراً لأن الاستثمار في هونج كونج أصبح أكثر ملاءمة، فمن المتوقع أن ينضم المزيد من رأس المال الصيني إلى السوق لتحسين كل من معدل الدوران والتقلبات، سيساعد ذلك على انتعاش القيم السوقية وتضييق الفجوة بين تداول الأسهم في الصين والمدينة".