قلق داخل الولايات المتحدة بعد إعلان إسرائيل عن بناء مستوطنات جديدة بالضفة
حالة من القلق داخل الولايات المتحدة عبر عنها جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي ، بسبب المخططات الاسرائيلية التي تستهدف بناء الآف من المستوطنات الجديدة بالضفة الغربية المحتلة.
يأتي ذلك في أعقاب إبلاغ حكومة اسرائيل، البيت الأبيض، القيام ببناء عن بناء مستوطنات جديدة.
وقال كيربي في إحاطة صحفية بالبيت الأبيض إن "الإدارة الأميركية تعرب منذ فترة طويلة عن مخاوفها للحكومة الإسرائيلية بشأن بناء مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية"، لافتاً إلى أن بلاده "لا تريد أن ترى تحركات من شأنها أن تزيد التوتر وتصعّب التوصل إلى حل الدولتين".
جاء ذلك بعدما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، الاثنين، أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها تعتزم الإعلان، في وقت لاحق خلال الشهر الجاري، عن بناء والتخطيط لبناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة.
وأكد مسؤول إسرائيلي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تقرير "أكسيوس" مضيفاً أن الإعلان عن بناء المستوطنات سيكون في نهاية يونيو الجاري.
ونقل "أكسيوس" عن مصدر مطلع قوله إن "الخطط المتوقع الإعلان عنها تشمل ما لا يقل عن 4 آلاف وحدة سكنية في العديد من المستوطنات القائمة في الضفة الغربية".
وذكر مسؤول إسرائيلي أن "لجنة التخطيط وتقسيم المناطق بالإدارة المدنية الإسرائيلية ستجتمع قبل نهاية يونيو الجاري للمصادقة على الخطط الاستيطانية الجديدة".
وأشار مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إلى أن "إدارة بايدن تضغط على الحكومة الإسرائيلية لعدم المضي قدماً في الإعلان عن البناء الاستيطاني أو على الأقل تقليله قدر الإمكان".
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض لموقع "أكسيوس" إن واشنطن "كانت واضحة في أن بناء المستوطنات يشكل عقبة أمام السلام وتحقيق حل الدولتين".
إدانة فلسطينية
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية التقارير عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، واعتبرتها "جريمةً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وإمعاناً إسرائيلياً رسمياً في ضم الضفة الغربية المحتلة".
وذكرت الوزارة الفلسطينية في بيان أنها "تنظر بخطورة بالغة لما أورده الإعلام العبري أيضاً بشأن إقدام الحكومة الإسرائيلية على إبلاغ الإدارة الأميركية بهذه المخططات"، واعتبرتها "اختباراً جدياً للإدارة الأميركية وموقفها من حل الدولتين".
ويأتي الإعلان المحتمل عن وحدات استيطانية جديدة، في وقت تواجه فيه الحكومة الإسرائيلية انتقادات من بعض مؤيديها، بسبب قرارها تأجيل اجتماع مقرر بشأن خطة للاستيطان في منطقة توصف "بالحساسة" في الضفة الغربية المحتلة، بعد ضغوط من إدارة بايدن وعدة دول أوروبية.
والمنطقة التي يشار إليها باسم "إي-1" والواقعة بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم، هي المنطقة الأكثر حساسية من الناحية الدبلوماسية في الضفة الغربية، إذ أن بناء مستوطنة إسرائيلية هناك من شأنه أن يقسم الضفة الغربية إلى قسمين شمالي وجنوبي، مما سيجعل من الصعب جداً تنفيذ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية في المستقبل.
وكان الكنيست ألغى في مارس الماضي جزءاً من قانون يمنع المستوطنين من الإقامة في مناطق في الضفة الغربية المحتلة، كانت الحكومة الإسرائيلية قد أخلتها في العام 2005.
ويأتي هذا بعد أسابيع من تعهد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"عدم نية" بلاده إعادة بناء مستوطنات أخليت في شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد هذا التصويت الذي أثار قلق واشنطن واصفة إياه بخطوة "استفزازية".
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ 1967، ويعتبر الاستيطان غير قانوني بموجب القانون الدولي، لكن الحكومة الإسرائيلية ترى أن هناك فرقاً بين البؤر العشوائية التي تبنى من دون تصريح منها وتلك التي تبنى بموافقتها.
ويثير تمييز الحكومة بين هذين النوعين من المستوطنات توتراً وانتقادات من بعض المستوطنين ومن أعضاء في الحكومة اليمنية المتطرفة.