60 عاما من التعاون المشترك.. تاريخ العلاقات المصرية الموريتانية

شهدت العلاقات المصرية الموريتانية تطورا ملحوظات خلال السنوات الأخيرة التي تولى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، في حين بدأت العلاقات المصرية الموريتانية انطلاقها عام 1963. 

وتتواصل العلاقات المصرية الموريتانية بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم نظيره الموريتاني  "محمد ولد الغزواني"، عقد جلسة مباحثات ثنائية بقصر الاتحادية، وجلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين لبحث تعزيز أطر التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات فضلا عن مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

العلاقات المصرية الموريتانية في المجال السياسي 

انطلقت العلاقات المصرية الموريتانية في يوليو 1963 حين قام أول وفد رسمي موريتاني بزيارة مصر، فيما لعبت مصر دورا هاما وفعالا في تسوية الخلاف الذى نشأ بين موريتانيا والسنغال عام 1989، لينتهي الأمر بتوقيع اتفاقية سلام بين البلدين بوساطة مصرية في عام 1992.

وجاء التطور في العلاقات المصرية الموريتانية عام 2013 عن طريق تعدد التحركات على مستوى القيادات بين البلدين على أعلى مستوى ، من خلال الزيارات المتبادلة وجاءت كالآتي:

في عام 2014 استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بنيويورك، نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، واستعرض الجانبان تطورات الأوضاع في ليبيا، وانعكاساتها السياسية والأمنية على دول الجوار الليبي.

وفي العام التالي زار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، مصر بهدف حضور القمة العربية في دورتها الـ 26، استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما شارك الرئيس الموريتاني في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.

كما قام محمد ولد عبد العزيز بزيارة مصر للقاء الرئيس السيسي، حيث تناولت المباحثات سُبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر وموريتانيا وتعزيز التنسيق في القضايا الإقليمية.

وعلى رأس وفد قام محمد ولد عبد العزيز رئيس موريتانيا بزيارة لمصر للمشاركة في فعاليات منتدى شباب العالم عام 2017، وقبل ثلاث سنوات تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس محمد ولد الغزواني، رئيس الجمهورية الموريتانية، عام 2020 تناول الاتصال التباحث بشأن تعزيز التعاون الثنائي المشترك بين البلدين الشقيقين، خاصةً على الصعيد العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات البينية.

العلاقات المصرية الموريتانية في المجال الاقتصادي

 تشهد العلاقات المصرية الموريتانية تطورا ملحوظا في الجانب الاقتصادي بين البلدين خاصة في التجارة والاستثمار ومواصلة العمل لتعزيز التبادل التجاري والتدفقات الاستثمارية بين البلدين، من خلال توفير البيئة القانونية المواتية وبناء الشراكات بين الفاعلين في المجالات التجارية والاستثمارية سواء على المستوى الرسمي أو القطاع الخاص، كما يعمل البلدان على إنشاء أول مجلس مشترك لرجال الأعمال المصريين والموريتانيين وتعزيز التعاون الاقتصادي في مجال الصيد والثروة السمكية والزراعة والثروة الحيوانية والدواء والمبادلات ومواد البناء، وذلك للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بما يخدم البلدين.

وفي أبريل من عام 2016 شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، توقيع 6 اتفاقيات ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات ( التعاون البحري - الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية - البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي للفترة من 2016 الى 2019 - التعاون في مجال الثروة الحيوانية - مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة والسكان المصرية ووزارة الصحة الموريتانية للتعاون في مجال الصحة والدواء- بروتوكول للتعاون الثنائي في مجال النفط والمعادن- وقع كل من الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية وغرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية اتفاقية تعاون تمثل إطاراً قانونياً لفتح آفاق الاستثمار المشترك ودفع التبادل التجاري، وتمهد لإقامة مجلس مشترك لرجال الأعمال المصريين والموريتانيين.

كما شهد شهر مارس 2017، تقديم  مصر 6 منح تدريبية لتأهيل الكوادر الموريتانية، للتدريب بالمركز الدولي للزراعة في مجالات المياه والأراضي، وإدارة المزارع السمكية، وإنتاج وصحة الحيوان، وذلك في إطار تعزيز سبل التعاون الزراعي المشترك بين البلدين، في الوقت الذي تفتتح موريتانيا أبوابها أمام رجال الأعمال والمستثمرين المصريين بحكم امكاناتهم وخبراتهم الكبيرة‏ وهناك يوجد شركات مصرية تعمل بالفعل في مجال رصف الطرق في موريتانيا‏.

العلاقات المصرية الموريتانية في المجال الثقافي 

زار الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب موريتانيا في مارس 2018 ، وحظيت الزيارة باهتمام وحفاوة كبيرة من أبناء الشعب الموريتاني، وافتتح الإمام الأكبر المركز الثقافي الإسلامي في نواكشوط والذي من شأنه أن ينشر قيم وتعاليم الدين الإسلامي الوسطية والسمحة في منطقة غرب إفريقيا.

وحرصت مصر على تدعيم علاقاتها الثقافية بموريتانيا منذ القرن الماضي من خلال إنشاء المركز الثقافي العربي المصري في موريتانيا عام 1964، ليقوم بدوره الريادي منذ 45 عاما ، في حمل لواء التعريب ونشر وتوطيد العلاقات الثقافية بين الشقيقتين مصر وموريتانيا.

ووفر المركز الثقافي المصري منذ إنشائه الكتب في مختلف فروع المعرفة، وعرض الأفلام السينمائية والوثائقية، وتنظيم المحاضرات والندوات الثقافية، واحياء المناسبات الوطنية والقومية والدينية، وفتح فصولاً لتعليم اللغة العربية، وتعليم الخط العربي ، ومحو الأمية. كما يقوم بتنظيم دروس تقوية لطلاب الشهادة الإعدادية والثانوية (البكالوريا) وانشاء الفرق المسرحية، وتنظيم المسابقات الأدبية ورعاية المواهب الموريتانية الواعدة.

ومثلت الاتفاقية الثقافية التي وقعت في 2016 بين مصر نقلة نوعية في العلاقات الثقافية بين البلدين وفرصة ثمينة لتبادل الخبرات في مجال الخبرات العلمية والثقافية في مختلف الفنون الثقافية مثل الأدب والرسم والآثار .

وقعت الدولتان في يوليو 2027 برنامجاً تنفيذياً للتعاون فى مجال التعليم العالي بين الحكومتين المصرية والموريتانية للأعوام 2017/2020. يهدف البرنامج التنفيذي إلى إقامة تعاون مباشر بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والمراكز العلمية فى كلا البلدين من خلال عقد اتفاقيات ثنائية، وتبادل الزيارات بين أعضاء هيئة التدريس بالجامعات والمعاهد العليا التابعة للتعليم فى كلا البلدين سنوياً لإلقاء المحاضرات والمشاركة فى الندوات والمؤتمرات العلمية، وكذلك تبادل الخبراء والمتخصصين والمعلومات والأبحاث العلمية والأدبية والمؤلفات المنشورة فى مجال النظم التعليمية لدعم الاستفادة المشتركة بين الجانبين. وتقدم مصر 40 منحة للطلاب الموريتانيين سنوياً فى مختلف التخصصات العلمية طبقاً لاحتياجات الجانب الموريتاني.

وقبل نهاية أكتوبر 2017، نظم المركز الثقافي المصري معرضا للفن التشكيلي بعنوان " شباب العالم في قلب مصر "، ويدخل المعرض ضمن حملة منتدى شباب العالم بشرم الشيخ.

وفي فبراير 2017، نظم مركز مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية وبرعاية سفارة جمهورية مصر العربية " معرضا أثريا مصريا موريتانيا مشتركا بالتعاون مع متحف أطار"، وقد ضم المعرض آثارا مصرية موريتانية مشتركة بالتعاون مع متحف أطار و متحف " اتويزكت " الذي يضم مخطوطة من 1200 سنة خطت في مصر .

وفي الشهر نفسه كرّم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الموسيقار المصري راجح داوود ملحن النشيد الموريتاني ومنحه وسام الاستحقاق وهو أول تكريم لفنان مصري ما يشكل رمزا للتآخي بين الشعبين الشقيقين.