بايدن يبلغ بوتين باستعداده لمناقشة المخاوف الأمنية المشتركة
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين، باستعداده لمناقشة المخاوف الأمنية المشتركة بين البلدين.
وأضاف بلينكن - خلال خطاب ألقاه اليوم الجمعة في العاصمة الفنلندية هلسنكي - أن هذه تعد نفس القضية التي قام بالتأكيد عليها مرارا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، مشيرا إلى أن بلاده استخدمت مع حلفائها وشركائها جميع الوسائل من أجل تجنب اندلاع حرب.
وتابع بلينكن قائلا "إنه من خلال هذه الوسائل، تم وضع طريقين محتملين لموسكو وهما طريق الدبلوماسية والذي من الممكن أن يؤدي إلى توفير أمن أكبر لأوكرانيا وروسيا وجميع دول أوروبا، أو طريق العدوان والذي من الممكن أن يؤدي إلى عواقب خطيرة للحكومة الروسية".
وأكد بلينكن أن الرئيس الأمريكي أوضح أنه بغض النظر عن الطريق الذي سيختاره بوتين، فإنه يجب أن يكونوا على أهبة الاستعداد، مشيرا إلى أنه إذا اختارت روسيا الحرب، فإنه سيتم فعل ثلاثة أمور وهي دعم أوكرانيا وفرض تكاليف باهظة على روسيا، بالإضافة إلى تعزيز حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأوضح بلينكن أنه تم تعزيز المساعدات العسكرية والاقتصادية والإنسانية إلى أوكرانيا، حيث تم في شهر ديسمبر الماضي، إرسال معدات عسكرية من أجل تعزيز الدفاعات الأوكرانية، مشيرا إلى أنه تم فرض مجموعة من العقوبات غير المسبوقة ضد روسيا بسبب عمليتها العسكرية على أوكرانيا، مشددا على أنه تم اتخاذ خطوات لا تدع مجالا للشك من أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها ملتزمون بتعهداتهم بالدفاع عن كل شبر من أراضي الدول الأعضاء بـ "الناتو".
حرب أوكرانيا تعد فشلا استراتيجيا لروسيا
وأكد بلينكن أنه بالدعم المشترك للولايات المتحدة وحلفائها، فإن أوكرانيا تقوم بالدفاع عن أراضيها واستقلالها وديمقراطيتها، موضحا أن حرب بوتين في أوكرانيا تعد فشلا استراتيجيا لروسيا.
ولفت بلينكن إلى أن حلف الناتو كان وسيظل دائما تحالفا دفاعيا، مشيرا إلى أنه عقب العملية العسكرية الروسية قامت الولايات المتحدة بتعزيز قوات الدفاع التابعة للناتو، كما تبعها العديد من الدول من بينها المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا والدنمارك وإسبانيا وفرنسا، حيث قاموا بإرسال قوات وطائرات وسفن من أجل تعزيز الجناح الشرقي للناتو.
وقال بلينكن إن حلف الناتو ضم فنلندا؛ لتصبح الدولة الـ31 في الحلف وسيتم في أقرب وقت ضم السويد لتصبح العضو الـ32، مشيرا إلى أن أبواب الحلف ستظل مفتوحة أمام انضمام أعضاء جدد.
وأكد بلينكن أن العدوان الروسي أدى إلى أن يبذل الاتحاد الأوروبي قصارى جهده مع الولايات المتحدة الأمريكية والناتو أكثر من أي وقت مضى، حيث قدمت الدول الأعضاء بالاتحاد أكثر من 75 مليار دولار في إطار مساعدات عسكرية واقتصادية وإنسانية إلى أوكرانيا، كما فرضت الكتلة الأوروبية عقوبات ضد روسيا، بالإضافة إلى استقبال الدول الأوروبية أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني.
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بمضاعفة إمداداتها من الغاز إلى أوروبا، كما قامت بالخطوة ذاتها بعض الدول الآسيوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
وتابع وزير الخارجية الأمريكي قائلا "إن روسيا باتت الآن معزولة عن الساحة الدولية أكثر من أي وقت مضى، حيث إن 140 دولة على الأقل أي ما يعادل ثلثي أعضاء منظمة الأمم المتحدة صوتت مرارا في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح التأكيد على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ورفض العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والدعوة لتسوية سلمية تقوم على أسس ميثاق الأمم المتحدة".
واتهم بلينكن روسيا باستخدام الغذاء والوقود كسلاح، واستغلال المصاعب الاقتصادية التي تمر بها العديد من الدول بسبب جائحة "كورونا" والتغييرات المناخية، عبر وقف تزويد الأسواق العالمية بالحبوب الأوكرانية، والتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء والوقود في مختلف أرجاء العالم.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي عن اقتناعه بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يسعى إلى محو الهوية الوطنية للشعب الأوكراني، لكن على النقيض، تسببت الحرب في تقوية النزعة الوطنية لدى الشعب الأوكراني وزادت من وحدته وتضامنه.
ونفى بلينكن صحة ما يردده بوتين بأن هدف الدول التي تساند أوكرانيا هو تدمير روسيا أو محاولة الإطاحة بحكومتها، مشددا على أن مستقبل روسيا يحدده الشعب الروسي وحده، وأن الولايات المتحدة ليس لديها أي خلاف مع الشعب الروسي نفسه، مشيرا إلى أن واشنطن سعت على مدار 30 عاما للحفاظ على علاقات مستقرة تتسم بالتعاون مع موسكو، لأنها تعتقد أنه حينما تتمتع روسيا بالأمن والسلام والرخاء فان ذلك يصب في صالح الولايات المتحدة والعالم أجمع.