في ذكرى وفاة مديحة يسرى.. سر عشقها البني الغامق ومغازلة «عمدة كان»
مديحة يسرى ، سمراء النيل، والتي سحرت العالم بجمالها، ملامحها وأسلوبها الفني الراقي، صنفت واحدة من أجمل نساء العالم، خلال فترة الأربعينيات والتي لمعت فيها مديحة يسري بأدوارها، والتي قدمت العديد من الأعمال الفنية ليسطع تاريخها الفني بكل جديد، بالوقوف أمام كبار النجوم وتحقيق حضوراً خاصاً بسبب موهبتها التمثيلية، فوضعتها مجلة التايم الأمريكية في المرتبة الرابعة وأطلقت عليها لقب «سمراء النيل».
ويصادف الثلاثاء 30 مايو، ذكرى وفاة الفنانة «غنيمة حبيب خليل» وشهرتها الفنية مديحة يسري، والمولودة في ديسمبر عام 1918 وتوفيت في مثل هذا اليوم 30 مايو عام 2018 لتكون الذكرى الخامسة لرحيل الفنانة الكبيرة والتي لاتزال حاضرة بإبداعاتها الفنية والتي تخطت الـ 7 عقود.
ودخلت مديحة يسري مجال الفن وعمرها 16 عاماً، وحكت في حوار مع برنامج «مهرجان النجوم» قائلة إن اسمها الحقيقي «غنيمة حبيب خليل» وأثناء لقائها بالمخرج الراحل محمد كريم بالصدفة أثناء تواجدها مع صديقاتها في جروبي، عرض عليها المشاركة في فيلم «ممنوع الحب» مع الموسيقار محمد عبد الوهاب.
فوافقت عليه ووافق المخرج محمد كريم، وكان الموسيقار محمد عبد الوهاب يقول بإن اسمها مزيكا ويلحنه وهو يناديها به.
فكانت الوجه الجديد والذي غنه له الموسيقار محمد عبد الوهاب «بلاش تبوسني في عينيا»، فوافقت على الفور لتحقيق حلمها الذي كان يرافقها طوال حياتها، وبسبب تخوفها من أسرتها، أخفت عنهم خبر عملها بالسينما حتى علموا بالصدفة من خلال صورتها التي نشرتها أحد الصحف عقب تعاقدها مع فيلم أحلام الشباب.
وفسرت مديحة يسري، سبب تخوفها أن والدها كان تركي الأصل ولم يكن ليوافق على هذه الخطوة، واضطر للموافقة بعدما وقعت عقداً بشرط جزائي كبير وعدم قدرته على تحمل تكلفته لكونها من عائلة متوسطة الحال.
وعقب اشتراكها في فيلم مع حسين صدقي، أصبح والدها فخوراً بها واشترط موافقته على السيناريوهات المعروضة عليها.
وكان للفنان الراحل يوسف بك وهبي دوره في كونه السبب الرئيسي لانطلاق مديحة يسري وهو يعطيها فرصة العمل في 3 أفلام مرة واحدة وهي «ابن الحداد - فنان عظيم -وأولادي».
كيف تأثرت بوفاة نجلها عمرو واللحظات الأولى لتلقيها خبر الوفاة
وكان لها ولداً وحيداً ويدعي عمرو وتوفي وهو في عمر السادسة والعشرين من عمره بعد تعرضه لـ «حادث سيارة» أودي بحياته، فبدأت حياة الفنانة تتأثر نفسياً بصدمة رحيل ابنها، ووصفت رحيله بأنها أصعب لحظة في حياتها.
وفي حوار سابق لها قبل وفاتها، روت مديحة يسري أولى لحظات تلقيها خبر وفاة نجلها عمرو قائلة «كنت جالسة على الكرسي ورددت عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم».
وقصت الفنانة مديحة يسري، خلال لقائها عن شيء غريب يحدث لها وهي أنها تتحقق رؤياها لتذكر أنها تحدثت إلي الدكتور علي المفتي، وقتها قائلة، إنها ترى أشياء ليرد عليها إن الرؤيا من الله والحلم من الشيطان، لافتة، «قال لي إنك تشوفي صورة ابنك في حادثة وبعد يومين تشوفيه في نفس العمود فأرى أن الله يحبك لأن ابنك هو من سيدخلك الجنة».
وكتبت الفنانة مديحة يسري قصيدة كتبتها خصيصا لرحيل ابنها قالت فيها: «رفقا بقلبي أيها الحاكين.. فخلفي ذكرى يرثى لها في أعماقي، وروحي نشوى لرؤياه، ليتني كنت ألقاه وكيف أنساه ونبض قلبي مازال ينبض ذكراه، كنت بعت له عمري فكيف أحيا دون لقياه».
ودخلت الفنانة مديحة يسري، مستشفى المعادي بعد صراع مع المرض، وتوفيت في مثل هذا اليوم 30 مايو 2018، وشيعت جنازتها من مسجد السيدة نفيسة، ودفنت بمدافن العائلة.
ثنائيات فنية في حياة مديحة يسري
شكلت الفنانة مديحة يسري، ثنائيات فنية خلال مشوارها الفني والذي قدمت خلاله الكثير من الأعمال، بمشاركة الكثير من النجوم، من بينهم «الفنان عماد حمدي، عبد الحليم حافظ، فريد الأطرش والموسيقار محمد عبد الوهاب».
وشاركت الفنان محمد فوزي، في عدد كبير من الأعمال، من بينها «فاطمة وماريكا وراشيل - قبلة في لبنان - نهاية قصة - أه من الرجالة - بنات حواء - من أين لك هذا ومعجزة السماء.
وبدأت علاقة مديحة يسري ومحمد فوزي خلال أولى مشاركتهما الفنية في فيلم «قبلة في لبنان» عام 1945 عندما قام محمد فوزي بتقبيلها ضمن أحداث الفيلم، واصفاً إياها بأنها «قبلة لاتعوض».
وبعد حوالي 5 سنوات من تلك القبلة، تزوجا الثنائي وانفصلا بعد 9 سنوات من الزواج وتحديداً في عام 1959، ولم يكشف محمد فوزي عن سبب الانفصال خلال فترة حياته، مكتفيا بالقول إن مديحة يسري امرأة عظيمة وأم ابنه.
وشاركت مديحة يسري الزعيم عادل إمام في آخر أعمالها السينمائية وهو فيلم الإرهابي.
الحب والصدفة ودورهما في حياة مديحة يسري
لعب الحظ والصدفة دورهما في حياة الفنانة مديحة يسري، سمراء النيل والتي عشقت الفن في عمر 12 عاماً بعدما وقعت في غرام صبي من جيرانها في المنطقة، اشتهر بإجادته التمثيل من خلال رئاسته جمعية للهواة، فاشتركت في الجمعية، فعرف والدها، فاستشاط غيظاً ولقنها علقة ساخنة هي ورئيس الفرقة، ومن هنا بدأت في حب التمثيل ونسيت حب الشاب رئيس الفرقة.
وعاد الحب من جديد ليكون سبباً في بداية مشوارها الفني، بالرغم من رفض أسرتها عملها، لكن كتب لها الحظ النجاة من الموت المحقق تحت عجلات سيارة في شارع شبرا، حيث تصادف سيرها في شارع شبرا، حين كادت تصدمها سيارة، أنقذها القدر وتوقفت السيارة قبل قليل من أن تدهسها ولكنها أغمي عليها من شدة الرعب وهول الصدمة فنزل الشاب صاحب السيارة ليحملها إلي المستشفى، وقام بتوصليها إلي المنزل وبدأ التردد علي المنزل للاطمئنان عليها فكان ذلك الشاب هو المطرب المعروف وقتها «محمد أمين» والذي عرض عليها العمل بالسينما فتزوجت منه وكان السبب في فتح أبواب الفن لها لتبدأ مشوارها نحو التألق.
سر حدوة الحصان واللون الأقرب لمديحة يسري
وكانت الفنانة مديحة يسري، كثيراً ما تتفاءل بـ اللون البني الغامق في الأحذية وكانت تحرص على ارتداء حذاء بهذا اللون عند ذهابها إلي أي مصلحة بالإضافة إلي أنها خطت أول خطوات المجد الفني، وهي ترتدي حذاء لونه بني غامق.
وكانت سمراء النيل تتفاءل بحدوة حصان تضعها على باب بيتها والتي اشترتها من أعرابي بمنطقة الهرم، كان يعمل عند رجل أجنبي يعيش في مصر يمتلك حصاناً أبيض يركبه وكان يفوز بحصانه دائماً في سباقات الخيل ويعود سالماً من مغامراته وأخطاره.
وكان الرجل الأجنبي يتفاءل بحدوة حصانه الأبيض، حتي أنه كان يغير كل حدوات الخيول التي يمتلكها ويحتفظ بهذه الحدوة ويضعها في بيته اعتقاداً منه بانها تجلب له الحظ وتمنع عنه شراً وبعد وفاته، أخذها الأعرابي وباعها للفنانة مديحة يسري والتي تفاءلت بها وعلقتها على باب بيتها.
ماذا قال عمدة «كان» لـ مديحة يسرى في مشاركة مصر بالمهرجان؟
اشتركت مصر للمرة الأول بشكل رسمي فى مهرجان كان السينمائي ، عام 1952 وتحدثت الصحف والمجلات المصرية حول تفاصيل مشاركة مصر في مهرجان كان، وخصصت عنواناً «كنا في كان».
وذكرت الصحف أن المهرجان بدأ بحفل افتتاح بمثالة تعارف بين الفنانين من الدول الأخرى، فتردد اسم مصر على ألسنة الحاضرين بدخول الفنانات المصريات المشاركات في المهرجان وهن «فاتن حمامة، ماري كوينى، مديحة يسرى، وكوكا» واستقبلهن عمدة كان، وذكرت الصحف بأن العمدة نظر لـ مديحة يسري بإعجاب، مداعباها قائلاً، «هل هذا اللون الأسمر الجميل لوجهك هو لون طبيعي، فضحكت مارى كوينى، وقالت عندنا فى مصر بيقولوا السمار نص الجمال، فرد عمدة كان ضاحكاً هذا مثل خاطئ لأن السمار هو الجمال كله».