القادة العرب يرحبون باستئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات الجامعة العربية
رحب القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب باستئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية، في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارًاً من يوم 7 مايو 2023.
وجدد القادة العرب - في قرار صدر، اليوم الجمعة، في ختام أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، في دورته العادية الـ 32، في جدة برئاسة المملكة العربية السعودية، بعنوان "تطورات الوضع في سوريا" - الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، وسلامتها الإقليمية، وذلك استناداً إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئه، وأهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على الخروج من أزمتها انطلاقاً من الرغبة في إنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق الممتدة على مدار السنوات الماضية، واتساقاً مع المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعوب العربية كافة، بما في ذلك الشعب السوري، وما له من إسهام تاريخي بالحضارة والثقافة العربية.
ودعا القادة العرب، لجنة الاتصال الوزارية المكونة من "الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام"، والمشكلة لمتابعة تنفيذ "بيان عمان" إلى الاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية يعالج جميع تبعاتها، وفق منهجية "الخطوة مقابل خطوة"، وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وإحاطة مجلس الجامعة على المستوى الوزاري بنتائج أعمالها.
ورحبوا بالبيانات العربية الصادرة عن اجتماع جدة بشأن سوريا في 14 أبريل 2023، واجتماع عمّان بشأن سوريا في الأول من مايو 2023، والحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة السورية يعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والأمنية والسياسية على سوريا وشعبها، وتعزيز التعاون العربي المشترك لمعالجة الآثار والتداعيات المرتبطة باللجوء والإرهاب وتهريب المخدرات بين الدول، تماشياً مع ما تم الاتفاق عليه في "بيان عمان".
وأكدوا ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حل الأزمة بما يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها، ويلبي طموحات شعبها، ويخلصها من الإرهاب، ويسهم في تعزيز الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، ويفضي إلى خروج جميع القوات الأجنبية غير الشرعية منها، وبما يحقق المصالحة الوطنية، ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها ودورها، ومواصلة الخطوات التي تتيح إيصال المساعدات الإنسانية لكل محتاجيها في سوريا، وبما في ذلك وفق الآليات المعتمدة في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وآخرها قرار مجلس الأمن (2672/ 2023) بتاريخ 2023/1/19.
كما أكدوا التضامن العربي مع الشعب السوري الشقيق في المحنة الإنسانية التي يمر بها بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب شمال البلاد في 6 فبراير 2023، والإشادة بالمبادرات والمساعدات الإنسانية والاغاثية التي قدمتها الدول العربية لمساندة السوريين في هذه الأوقات العصيبة والتأكيد على أهمية مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لسوريا، ودعوة المجتمع الدولي إلى تقديم مزيد من الدعم لمواجهة تداعيات هذه الكارثة من منظور إنساني بعيداً عن أي تسييس.
وشددوا على رفض كافة التدخلات الأجنبية في سوريا، وأي تواجد عسكري غير مشروع على الأراضي السورية، باعتباره يشكل تهديداً لوحدة الأراضي السورية، وانتهاكاً لسيادة سوريا على كامل أراضيها، وتهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة.
وأدان القادة العرب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وأكدوا الوقوف إلى جانب سوريا في ممارسة حقها في الدفاع عن أرضها وشعبها.
وأكدوا دعم الجهود المبذولة لاستئناف أعمال اللجنة الدستورية في أقرب وقت ممكن وفي سياق الخطوات السياسية الهادفة إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.
وطلبوا من الدول المانحة سرعة الوفاء بتعهداتها التي أعلنت عنها في مؤتمرات المانحين الدعم الوضع الإنساني في سوريا، والتي عقدت في الكويت (2013-2014-2015) ولندن (2016) وبروكسل (2017-2018-2019-2020-2021 -2022)، مؤكدين على أهمية دعم الدول العربية المجاورة لسوريا وغيرها من الدول العربية المضيفة للاجئين والنازحين السوريين وتوفير المجتمع الدولي الدعم لخطط الاستجابة الوطنية والأسمية للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، تمهيداً لعودتهم الكريمة والآمنة إلى سوريا.
وطلبوا من الأمين العام للجامعة العربية متابعة تنفيذ ما ورد في هذا القرار.