الجزائر تؤكد أهمية تسريع مسار إصلاح وتعزيز العمل العربي المشترك
قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية الـ32 اليوم الأربعاء، يعد فرصة مواتية للتأكيد على أهمية وحتمية تسريع مسار إصلاح وعصرنة وتعزيز العمل العربي المشترك، استجابة للتحديات الجمة الماثلة أمامنا.
جاء ذلك في كلمة وزير الشئون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، في مستهل اجتماع وزراء الخارجية العرب تحضيري لقمة جدة العربية، باعتبار بلاده تمثل رئاسة القمة الـ31، وذلك قبيل تسليم رئاسة الاجتماع للسعودية.
وتوجه الوزير الجزائري، بالشكر الجزيل إلى الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وسخاء العناية في بلاد الحرمين الشريفين والجهود الحثيثة الرامية لجمع كل شروط نجاح الدورة الـ32 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة ولمدها بأنجع سبل الاستجابة لتطلعات شعوبنا المشروعة وطموحاتهم الثابتة، كما قدم الشكر للأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، وسائر فريق الأمانة العامة، على تفانيهم وإتقانهم في الإعداد لاجتماعنا اليوم وللاجتماع المرتقب لقادتنا في غضون يومين.
وأكد أن اجتماع اليوم يأتي في ظرف إقليمي خاص يعرف تطورات نوعية سريعة ومتسارعة تستدعي مواصلة العمل من أجل رص صفوفنا وتوحيد كلمتنا بغية تجاوز العقبات والتحديات التي تحول دون ضمان مكانة تليق بأمتنا العربية، لا سيما في ظل الاختلالات التي تطال منظومة العلاقات الدولية القائمة.
وقال إن التحولات التي يشهدها العالم حاليا وما تنبئ به من بوادر إعادة تشكيل موازين القوى، يجب أن تستوقفنا لتدارس واستكشاف سبل التأقلم معها والمساهمة كمجموعة موحدة في صياغة ملامح منظومة علاقات دولية نريدها أن تكون مبنية على أسس السيادة المتساوية للدول والأمن المتكافئ وتوازن المصالح والترابط المنصف.
وأضاف أنه في ظل أوضاع كهذه، تتطلع الجزائر إلى قمة جدة التي نعلق عليها أغلى آمالنا كفرصة متجددة وجب أن نواصل من خلالها جهودنا وأن نكثف من أجلها مساعينا لكسب رهانات العمل العربي المشترك واستكشاف آفاقه الواعدة عبر تثمين ما يجمع الدول العربية من مقومات أصيلة وتحييد ما يفرقها من تجاذبات هامشية.
وأشار إلى أن الجزائر وضعت تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، هذه الأهداف في صلب أولويات رئاستها الدورية، وهي التي اختارت "لم الشمل" عنوانا رئيسيا ومقصدا نبيلا للقمة العربية التي احتضنتها شهر نوفمبر المنصرم، كما سعت بكل ثبات وعزم وإخلاص لخدمة مشاريعنا وقضايانا عبر تجسيد ما أفضت إليه لقاءات قادتنا من قرارات سديدة ومتبصرة تصب في مصلحة كافة الدول والشعوب العربية.
ولفت إلى أنه من هذا المنطلق، ترحب الجزائر أيما ترحيب ببوادر تكريس هذا التوجه الذي بدأت تتجلى ملامحه مع استئناف الجمهورية العربية السورية الشقيقة شغل مقعدها بمنظمتنا والخطوات التي تم اتخاذها لتطوير وتقوية العلاقات العربية-السورية والمساهمة بشكل جماعي في حل الأزمة في هذا البلد الشقيق، فضلا عن التقارب الحاصل في العلاقات العربية مع الجارتين تركيا وإيران.
وتابع أنه في نفس أجواء الانفراج، نحيي وندعم المؤشرات الإيجابية للوصول إلى حل مستدام للأزمة في اليمن الشقيق بما يحقق إرادة وطموح الشعب اليمني في استعادة أمن بلاده واستقرارها.
وقال: "نستبشر خيرا بكل صور هذه الحركية الإيجابية التي تشهدها المنطقة العربية، فإننا نأمل أن تتواصل وتمتد وتتعزز في صورة توافق عربي كامل الأركان يسمح بتدارك ما يتوجب علينا تداركه والعمل مستقبلا على احتواء الأزمات داخل البيت العربي بدل السماح بتدويلها وتعقيدها وتشعب أطرافها داخليا وخارجيا".