«الديناميت والذكاء الاصطناعي».. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية
سلط عدد من كتاب الصحف المصرية، الصادرة اليوم الجمعة، الضوء على مجموعة من الموضوعات التي تهتم بالشأنين المحلي والعالمي.
ففي عموده صندوق الأفكار، بصحيفة الأهرام، قال الكاتب عبدالمحسن سلامة، تحت عنوان “الديناميت والذكاء الاصطناعي..!”، تذكرت ألفريد نوبل، المهندس، والكيميائي السويدى الشهير الذي اخترع الديناميت عام ١٨٦٧؛ حينما قرأت أن جوفري هينتون، الذي يعتبر الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، حذر بشدة من الأخطار المتزايدة من عمليات التطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف الكاتب، لم يكتفِ جوفرى هينتون بالتحذير من مخاطر الذكاء الاصطناعى، لكنه أعلن استقالته من «جوجل» في بيان أرسله إلى صحيفة «نيويورك تايمز» قائلا: إنه نادم الآن على عمله فى هذا المجال، ألفريد نوبل اخترع الديناميت لكن اكتشف الكارثة التى فعلها، وأن فكرته نتج عنها إنتاج القنابل التى تحصد أرواح البشر بلا هوادة، فحاول التكفير عن فعلته التى لم يكن يقصد بها كل هذا الشر، وتبرع بكامل ثروته لجائزة «نوبل» الشهيرة والأزمة نفسها وقع فيها جوفرى هينتون، مخترع الذكاء الاصطناعى، الذى حاول تبرئة ساحته، وقدم استقالته، وأعلن ندمه على فعلته.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن اختراع الديناميت كان مفيدا لأشياء معينة ليس من بينها القتل، والتدمير، والخراب، وإنما تطويع الطبيعة الصعبة أحيانا مثل شق الجبال.. وغيرها من الأشياء النافعة، وهو الأمر نفسه الذى ينطبق على الذكاء الاصطناعى لمعالجة الخلل والقصور أحيانا فى الأداء البشرى، وتسهيل الحياة أكثر وأفضل.
وأوضح الكاتب، أن المشكلة في سوء الاستخدام، والنفوس البشرية الشريرة، فمثلما فعل تجار الموت، وبارونات الحروب فى الديناميت، فإن الأمر نفسه متوقع فى «الذكاء الاصطناعى»، وقد حدث فعلا فى مسابقة «التصوير الفوتوغرافى» بأشهر مسابقة عالمية (جائزة سونى)، فالصورة التى فازت كانت مزيفة، ورفض المصور تسلم جائزتها بعد أن كشف عن أنه أنشأ تلك الصورة بواسطة الذكاء الاصطناعى!.
وشدد الكاتب على أنه من المهم أن يكون هناك حوار عاقل، وموضوعى حول مخاطر الذكاء الاصطناعى حتى لا نعيش فى حالة «تزييف» مدمرة لكل شىء، وتسهم فى تحطيم الروح الإنسانية أكثر وأكثر.
بينما قال الكابت عبدالرازق توفيق، في عموده من آن لآخر، بصحيفة الجمهورية، تحت عنوان "طوق النجاة، فى أوقات الأزمات والشدائد والتحديات تتكاثر الشائعات والأكاذيب.. وتتصاعد وتيرة حملات التشكيك والتشويه.. وتكون الأرض خصبة لمحاولات اختراق عقل المواطن.. وهز ثقته وتشكيكه... إنها حرب من نوع خاص بكل ما تحمله الكلمة من معني.. فأقصر طريق إلى تدمير الدول وإشاعة الفوضى فيها هو العبث فى عقول شعوبها وخفض الروح المعنوية لديهم.. لذلك تعد الأكاذيب والشائعات هى الأخطر فى هذا العصر.. لأنها الأقل تكلفة مادية وبشرية بالنسبة للأعداء.. ولا تقارن تكلفتها بالتكلفة الباهظة للحروب التقليدية والنظامية وربما لا تحتاج ثمن صاروخ.. أو طائرة تنفق على الأبواق والعملاء والمرتزقة والطابور الخامس الذى يعمل على تحقيق أهداف العدو فى ضرب استقرار وتماسك الدولة ومحاولة النيل من مؤسساتها الوطنية.. وإحداث الوقيعة بين الدولة وشعبها.
وأضاف الكاتب، لا أنسى مقولة الرئيس السيسى مخاطبا شعبه: «اوعوا يا مصريين حد يهد بلدكم ويقولوا لكم كلام كذب وتشكيك» هذه العبارة هى مفتاح وصمام الأمان والحفاظ على الوطن.. لأن الدولة المصرية دولة قوية وقادرة وتقف على أرض صلبة.. لذلك الرئيس السيسى يؤكد دائماً على أهمية أن يكون المصريون على قلب رجل واحد.. لأن الدولة قادرة على مجابهة أى تحد وتهديد خارجي.. فالخطر على الأوطان القوية يأتى من الداخل.. لكن لا يوجد خطر طالما ان شعبها واع.. وفاهم.. وعلى قلب رجل واحد.
وأوضح الكاتب، أن الدولة المصرية واجهت على مدار 10 سنوات كاملة ملايين الأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك والتشويه.. لكن بفضل النجاحات والإنجازات على أرض الواقع وتغيير حياة المواطن للأفضل.. والشفافية والمصارحة.. والإلمام بتفاصيل ما يدور من حولنا لم تستطع حرب الأكاذيب والشائعات والتشكيك التى تدار ضد مصر ان تحقق أى نتيجة ولم تحرك طفلاً صغيراً.. لأن المواطن أكثر ثقة فى قيادته.. واصطفافاً حولها وحول وطنه.
في حين قال د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، في عموده “حديث الجمعة”، بصحيفة “الأهرام”، تحت عنوان “سُنن الله الكونية (1)” لله فى خلقه وكونه سُنن كونية يجريها متى يشاء لمن يشاء أو على من يشاء قال سبحانه: «سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِى قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا» (الفتح: 23).
وأوضح الكاتب، أنه من هذه السُنن سُنة التداول فى الغِنى والفَقر، فلا الفقرُ يدوم ولا الغنى، فغنيُ اليوم قد يكون فقير الغد، وفقيرُ اليوم قد يكون غنى الغد قال تعالى: «وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ» (آل عمران: 140)، وعلى الغَنى أن يشكر، وعلى الفَقير أن يعمل ويكد ويجتهد ويعرق ويتعب ليغير واقعه وحاله.
وقال، حال المؤمن فى كلا الأمرين على ثبات، إذ يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له» (صحيح مسلم) ويرشدنا القرآن الكريم إلى ذلك، إذ يقول الحق سبحانه: «لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتاكم» (الحديد: 23)، ويقول سبحانه: «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» (البقرة: 216)، ويقول (عز وجل): «فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» (النساء: 19).
وقال الكاتب، إن من سنن الله الكونية الامتحان والابتلاء والاختيار والاصطفاء، إذ يقول سبحانه عن سنة الابتلاء: «أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ» (العنكبوت: 2و3) ويقول سبحانه: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ» (آل عمران: 142)، ويقول سبحانه: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ» (البقرة: 214).