باكستان تسعى لتأمين صفقة طويلة الأجل لشراء النفط الروسي باليوان
قال وزير الطاقة الباكستاني، إن بلاده طلبت شحنة واحدة من النفط الروسي، لكنها تحرص على تأمين صفقة طويلة الأجل لشراء الخام بالعملة الصينية.
صرّح الوزير خورام داستغير خان في مقابلة أواخر الأسبوع الماضي، بأن قيمة الشحنة الأولى دُفعت بالدولار الأميركي، لكن باكستان ترغب في أن تكون المشتريات الأخرى مقومة باليوان، نظرًا لوجود ترتيبات بشأن مقايضة العملة بينها وبين الصين.
وأضاف: "نأمل أن يصبح هذا ترتيباً طويل الأجل تُجرى من خلاله معاملات بالروبية الباكستانية والعملة الصينية، وربما يجب أن تصبح آلية التبادل النقدي تلك أكبر حتى يتسنى لنا الاستفادة من الفرص الأخرى التي قد تنشأ".
تتوافق مثل هذه الصفقة مع رغبة روسيا في الابتعاد عن استخدام الدولار أو اليورو في تسعير صادراتها، وكذلك مع طموحات الصين في جعل اليوان عملية عالمية لتقويض هيمنة الدولار، كما أنها ستوفر بعض الراحة لباكستان، التي تعتمد بشدة على واردات الطاقة، وتحاول إحياء حزمة الإنقاذ المتوقفة البالغة 6.5 مليار دولار مع "صندوق النقد الدولي" لتجنب التخلف عن السداد.
ردًا على أسئلة، قال متحدث باسم قسم البترول بوزارة الطاقة إن أول شحنة لباكستان من النفط الروسي ستصل في غضون شهر، حيث تم شرائها بسعر مخفض.
تستخدم الصين والهند - أكبر مستوردي النفط الروسي - اليوان أو الروبل أو الدرهم الإماراتي بشكل متزايد لدفع ثمن الشحنات، ومن غير الواضح ما إذا كانت المصافي الهندية تستخدم الروبية أم لا، لكن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، قال هذا الشهر إن الكرملين الآن يحوذ الكثير من العملة الهندية التي لا يمكنه استخدامها.
يبدو أن استخدام اليوان في التجارة العالمية يكتسب زخماً رغم ضآلة معاملاته مقارنة بالدولار، إذ تدرس شركة إنتاج لب الخشب الصلب البرازيلية "سوزانو إس إيه" (Suzano SA) بيع منتجاتها إلى الصين باليوان، واتفقت بنجلاديش مؤخرًا مع روسيا على تسوية مبلغ 300 مليون دولار يتعلق ببناء محطة نووية بالقرب من دكا بالرنمينبي الصيني، حسبما قال مسؤولون مطلعون على الأمر.
تحاول باكستان استئناف محادثات حزمة الإنقاذ مع صندوق النقد الدولي منذ نحو ستة أشهر، وقال مصدق مالك، وزير البترول في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرج"، اليوم الثلاثاء، إن الصندوق متعدد الأطراف أبدى تحفظات بشأن خطة لرفع أسعار الوقود على الأثرياء لتمويل دعم لذوي الدخل المنخفض.
وفقاً للوزير خان، فإن أزمة الطاقة في الدولة الواقعة في جنوب آسيا ليست شديدة مثل العام الماضي بسبب ضعف الطلب على الكهرباء نتيجة الطقس البارد نسبياً، وارتفاع أسعارها، وأضاف أن هذا يضع البلاد في وضع أفضل قبل ذروة الطلب خلال الصيف عندما تكون باكستان قادرة على إنتاج كهرباء أكثر من النفط الذي تم تخزينه حديثاً، وبدء التوليد الإضافي للكهرباء من الفحم.
وذكر "خان" أنه من المتوقع أيضاً أن توافق الحكومة قريباً على خطة سعودية لبناء مصفاة نفط في باكستان، وهي المصفاة التي تم الاتفاق بين البلدان، من حيث المبدأ، على إنشائها في 2018.