الجارديان: استمرار القتال في العاصمة السودانية رغم اتفاق وقف إطلاق النار
سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على التطورات الحالية في السودان جراء نشوب مصادمات مسلحة بين القوات النظامية للجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي لا تخضع لقيادة الجيش.
وأوضح المقال، الذي شارك في كتابته كل من زينب صالح وروث مايكلسن، أنه على الرغم من توصل الطرفان لاتفاق وقف إطلاق النار، إلا أنهما مازالا يتبادلان إطلاق النار في العاصمة الخرطوم بالأسلحة الثقيلة مما أدي إلى تضرر العديد من المستشفيات.
ويضيف المقال أن سكان العاصمة ومدينة أم درمان سمعوا دوي إطلاق نار كثيف منذ ليلة أمس، موضحا أن الاقتتال تزداد شراسته حول المنشأت الحكومية الرئيسية والبنية التحتية العسكرية في العاصمة.
ويشير المقال أن قوات الدعم السريع تلجأ في الوقت الراهن إلى الاختباء في مناطق مدنية مأهولة بالسكان في العاصمة الخرطوم، موضحا أن كلا الطرفين أعربا عن استعدادهما لإيفاد ممثلين لهما لإجراء محادثات سلام في المملكة العربية السعودية على أن تركز المفاوضات على سبل تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تثبيته.
ويسلط المقال الضوء على تصريحات أحمد المفتي الناشط في مجال حقوق الإنسان التي يعرب فيها عن اعتقاده أن المفاوضات المقترحة ستكون صعبة إلا أنها هامة وضرورية من أجل التوصل لوقف إطلاق النار لوضع حد لمعاناة المواطنين في مناطق الصراع وعودة الحياة لطبيعتها في البلاد.
ويضيف المفتي أن أي مفاوضات سلام يجب أن تعقد في إطار مناقشات جادة والتي يجب أن تبدأ قبل تجدد القتال بين الطرفين، مؤكدا أهمية تسليم السلطة في السودان إلى حكومة مدنية لإدارة شئون البلاد وحل جميع المشاكل العالقة التي تعاني منها السودان.
ويضيف المقال أن جنوب السودان أعلنت أن كلا الطرفين وافقا على اتفاق جديد لوقف إطلاق النار يبدأ غدا الخميس ويستمر لمدة سبعة أيام على الرغم من استمرار القصف المتبادل في العاصمة السودانية، مشيرا إلى أن جوبا تقوم بجهود وساطة من أجل التوصل لحل للأزمة الحالية في السودان.
ويلقي المقال الضوء في هذا السياق على مواقف كلا الطرفين من اتفاقات وقف إطلاق النار حيث يشير أنهما توصلا منذ نشوب الصراع المسلح في منتصف الشهر الماضي إلى العديد من اتفاقات
وقف النار الهشة والتي تجددت لأكثر من مرة في وقت تستمر فيه المصادمات المسلحة بين الجانبين.
ويضيف المقال في الختام أنه في ظل تلك الأوضاع وتعطل الخدمات الحكومية بدأت المنظمات الأهلية، والتي شرعت في تقديم بعض الخدمات للمواطنين، تطالب بالتوقف الفوري لإطلاق النار والأعمال العدائية والعودة في نفس الوقت للعملية السياسية من أجل الوصول لاستقرار الأوضاع في البلاد.