4 دروس مستفادة من موسم أرباح أمريكي أكثر إيجابية
حظي المستثمرون بالكثير من الأمور المشجعة خلال موسم الأرباح الحالي حتى الآن، والتي تمثلت في مرونة الإنفاق الاستهلاكي، والنتائج الإيجابية لأسهم التكنولوجيا الكبيرة، وآفاق اقتصادية واثقة أعرب عنها تنفيذيون بالشركات، ومع ذلك، فإن سوق الأسهم لا تعكس هذا التفاؤل.
دفع الارتفاع الحاد للأسهم الأميركية والأوروبية قبيل صدور النتائج إلى تمديد التقييمات ورفع مستوى التطلعات من أجل تحقيق المزيد من المكاسب، لكن المخاوف بشأن الركود وارتفاع أسعار الفائدة قلّص معنويات المستثمرين.
مع ترقب المستثمرين حالياً للتعرف على التطورات من الشركات الصناعية الأميركية وشركات صناعة السيارات والتجزئة للحصول على مزيد من الأدلة حول صحة الاستهلاك، نرصد في السطور التالية أربعة دروس رئيسية مستفادة من موسم الإعلان عن الأرباح حتى الآن:
"إجهاد المستثمر"
جاء ارتفاع الأسهم الأميركية قبل موسم الأرباح مخالفاً للمسار السائد في الأرباع الثلاثة السابقة، عندما طغت موجات البيع في السوق، وفقاً للاستراتيجيين في "مورغان ستانلي". وفي ظل هذا الوضع فقد تعذر على الأسهم مواصلة تقدمها وسط مخاوف بشأن التشديد الصارم الذي يتبعه بنك الاحتياطي الفيدرالي وتراجع الأرباح، بحسب ما كتب مايكل ويلسون من "مورغان ستانلي" في مذكرة حديثة، وهو أحد أكثر الأصوات تشاؤماً في "وول ستريت".
على الرغم من أن ما يقرب من 81% من الشركات المدرجة ضمن مؤشر "إس أند بي 500" فاقت تقديرات المحللين، وهي النسبة الأكبر منذ الربع الثالث لعام 2021، فقد تجاوز متوسط الأسهم مستوى المؤشر بنسبة 0.1% فقط في يوم النتائج، وفقاً لبيانات من "بلومبرج إنتليجنس".
"بنك أوف أميركا" يتوقع توقف موجة صعود الأسهم الأمريكية
في أوروبا أيضاً، أعلن ما يزيد عن 70% من الشركات عن تحقيق أرباح أفضل مما كان يُخشى حتى الآن، لكن ارتفاع مؤشر "ستوكس 600" توقف.
قال سام ستوفال، كبير محللي الاستثمار في "سي إف آر إيه ريسيرش" (CFRA Research): "على الرغم من أن نتائج الربع الأول فاقت المُتوقع، فإن أسعار الأسهم لم ترتفع فيما يتزايد قلق المستثمرين بشأن الانخفاضات المتأخرة في الأساسيات نتيجة الركود الوشيك".
كذلك حذر المحللون الاستراتيجيون في "جيه بي مورغان تشيس" من أن الموسم الأفضل قد لا يؤدي إلى ارتفاع مستمر في ظل "التخارج القوي" في الأسابيع السابقة.
أظهر تحليل أجراه فريق العمل في "ويلز فارغو سيكيوريتيز" (Wells Fargo Securities LLC) أن الشركات التي تجاوزت تقديرات الأرباح تتفوق على المؤشر بمقدار 10 نقاط أساس فقط، مقارنة بمتوسط قدره 73 نقطة أساس خلال عام 2022، كما تقلص النطاق، حيث تفوقت 53% من النتائج على هذا الموسم، مقارنة بمتوسط 58% العام الماضي، بحسب بياناتهم.
قال كريستوفر هارفي، الخبير الاستراتيجي في "ويلز فارغو": "السوق أصبحت لا ترحم. نعتقد أن هذا قد يشير إلى علامات على إجهاد المستثمر".
ارتفاع الأسهم الأوروبية يكتسب زخماً وسط رهانات على بلوغ ذروة الفائدة
نتائج قوية لأسهم التكنولوجيا الكبيرة
مع اقتراب الموسم، توقع المحللون أكبر انخفاض في الأرباح الفصلية لأسهم التكنولوجيا الأميركية منذ عام 2006 على الأقل. وتشير التقارير المبكرة إلى أن هذه التوقعات المتشائمة ربما كان مبالغاً فيها للغاية.
في الأسبوع الماضي، أعلنت شركات ذات وزن نسبي ثقيل، مثل "مايكروسوفت" و"ألفابت" مالكة "غوغل" و"ميتا بلاتفورمز" المالكة لـ"فيسبوك"، عن تحقيق نتائج إيجابية، مما أدى إلى ارتداد مؤشر "ناسداك 100" وتهدئة المخاوف من أن ارتفاعاً بنسبة 20% في المؤشر قد تجاوز الحد المعقول. كذلك حققت "أمازون" نتائج قوية، على الرغم من أن التوقعات المتشائمة هوت بأسهمها.
قال رون سابا، كبير مديري المحافظ في "هورايزون إنفستمنتس" (Horizon Investments LLC)، إنه في حين أن تخفيضات التكلفة يمكن أن تستمر في دعم أرباح التكنولوجيا خلال الأرباع القليلة القادمة، فإن التوقعات قد تصبح أكثر قتامة بعد ذلك.
أضاف: "من الصعب على الشركات تحقيق نمو قوي في الأرباح في ظل توقعات متواضعة لنمو المبيعات".
أسهم "ميتا" تحلق مع تجاوز مبيعاتها تقديرات السوق
قوة تسعير مستدامة
اعتُبر أن تأثير التضخم العنيد كان أحد المخاطر الرئيسية على الأرباح في الربع الأول. لكن مجموعة من الشركات، بما في ذلك "بروكتر آند غامبل" (.Procter & Gamble Co) و"نستله" (Nestle SA)، قد تمكنت من تمرير أسعار أعلى، حيث أثبت المستهلكون استعدادهم لتحقيق وفورات في عصر الجائحة على الرغم من تباطؤ النمو الاقتصادي.
تظهر التقارير الإخبارية بشكل متزايد إشارات دالة على قوة التسعير، بينما تنحسر التقارير المتعلقة بتخفيضات التكلفة، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". ومع توقع شركات أمثال "بيبسكو" (.PepsiCo Inc) و"دانون" (Danone) أن يظل الطلب قوياً، يُظهر مؤشر "سيتي غروب" أن تخفيضات الأرباح بدأت تتباطأ.
قال لوري كالفاسينا، رئيس استراتيجية الأسهم الأميركية في "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets)، إن الأداء الموسمي سيدعم توقعات الأرباح أيضاً، حيث تتم معظم التخفيضات على توقعات "إس آند بي 500" في المتوسط بحلول أبريل أو مايو.
وكتب في مذكرة: "في حين أن هناك الكثير من الإحباط بين المتحمسين للشراء لأن الأرقام المتوقعة للعام المقبل لم تنخفض بدرجة كافية حتى الآن، تشير الاتجاهات منذ بداية 2023 إلى أن محللي جانب البيع أحسنوا صنعاً في خفض توقعاتهم بشأن الأرقام".
هذا لا يعني أن جميع القطاعات كانت قادرة على الحفاظ على أسعار أعلى، حيث كان لشركات السلع الاستهلاكية أداءً قوياً، وكانت "تسلا" من بين أكثر الشركات رفيعة المستوى التي أعلنت عن تخفيضات في الأشهر الأخيرة مع احتدام المنافسة في سوق السيارات الكهربائية.
"ويلز فارغو": مؤشر "S&P500" قد يتراجع 10% خلال 3 أشهر
لا تنبيهات للركود
تزايد عدد مجموعة من الاقتصاديين الذين حذروا من ركود محتمل في الولايات المتحدة في أعقاب الاضطرابات الأخيرة التي شهدها القطاع المصرفي. قال "كالفاسينا"، من "آر بي سي" إن اللهجة السائدة بين المسؤولين التنفيذيين في الشركات كانت أكثر "توازناً" لأنهم "أقروا بتزايد مخاطر حدوث انكماش اقتصادي، لكنهم لم يختبروها بشكل صريح".
فيما حذر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ"جيه بي مورغان تشيس" من مخاطر الانكماش في أكبر اقتصاد في العالم، حيث كان قد أشار إلى أن ذلك لن يحدث بالضرورة حتى في حالة فشل المزيد من البنوك الإقليمية الأميركية.
من جانبه، قال جيمس آثي، مدير الاستثمار في"أبردن" (Abrdn): "لست مندهشاَ أنه لا يوجد حتى الآن تشاؤماً أوسع بشأن التوقعات. والحقيقة هي أن سوق العمل تبدو قوية للغاية، وبالتالي فإن الاستهلاك متماسك بشكل جيد في الوقت الحالي ولا يريد الرؤساء التنفيذيون التقليل من قيمة أسهمهم أو حالة الاقتصاد".