الجارديان: مساعي الصين لإنهاء حرب أوكرانيا بدأت تؤتي ثمارها المرجوة
طرح مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية سؤالا حول قدرة الصين على الاضطلاع بدور وسيط للسلام من أجل إنهاء الحرب الطاحنة بين القوات الروسية والأوكرانية والتي تدور رحاها منذ ما يزيد على عام.
وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفي دانيال ديبيتريس والخبير الاستراتيجي راجان مينون، أن هناك دلائل تشير إلى أن مساعي الرئيس الصيني شي جين بينج بين كييف وموسكو في هذا الخصوص بدأت تؤتي ثمارها المرجوة على الرغم من عدم تأييد الولايات المتحدة لتلك المساعي .
وأكد المقال أن العديد من الأطراف يعلقون الآمال على قدرة روسيا لإقناع الجانب الروسي للاستجابة لداعي السلام في محاولة لوضع نهاية للحرب في أوكرانيا والتي بدأت في أعقاب العملية العسكرية الروسية الخاصة هناك في أواخر فبراير من العام الماضي.
ويوضح المقال أن فرنسا تأتي على رأس تلك الأطراف التي ترى أن بكين بإمكانها ان تقوم بدور إيجابي في هذا الصدد حيث يسلط الضوء علي ماذكره الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون خلال لقاء له مع الرئيس الصيني خلال الشهر الجاري في بكين أن فرنسا تعتقد أن بإمكانها الوثوق بالصين لإقناع روسيا بالاستجابة لصوت العقل والعودة لمائدة المفاوضات مع الجانب الأوكراني.
ويضيف المقال أنه من الواضح أن الرئيس الصيني يدرك تماما صعوبة المهمة التي هو بصددها وهي مهمة وسيط السلام لإنهاء حرب ضروس بين الجانبين الروسي والأوكراني، موضحا في نفس الوقت أن الآمال مازالت معقودة على الصين للمساهمة في إنهاء حرب هي الأكبر من نوعها في أوروبا منذ عام 1945.
ويلفت المقال في هذا الخصوص إلى المبادرة التي طرحتها الصين منذ حوالي شهرين والتي تتألف من 12 نقطة من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا وأكدت من خلالها أن السبيل الوحيد لإنهاء الحرب الحالية هو المفاوضات السلمية والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار.
ويوضح المقال أن الصين لها أيضا دوافعها وأسبابها التي تدعوها للحرص على إنهاء الحرب الحالية حيث أن الصين تعد أكبر شريك تجاري لأوكرانيا كما أن لديها العديد من المشروعات الاستثمارية هناك ومن ثم فهي تسعي لحماية مصالحها الاقتصادية والتجارية مع كييف.
ويتطرق المقال إلي موقف الدول الغربية من الجهود الصينية لإحلال السلام في أوكرانيا حيث يشير إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوربيين لا يرحبون بتلك المساعي ويرون أنها مجرد خديعة لتغطية التأييد الصيني لروسيا على المستوى الاقتصادي والسياسي.
ويشير المقال في الختام إلى أنه ليس من الحكمة التعجل في رفض المساعي الصينية من أجل السلام في أوكرانيا حيث أن الجهود الدبلوماسية التي بذلتها بكين مؤخرا بين كييف وموسكو تشير إلى أنها ما كانت تبذل تلك الجهود دون تأييد كل من أوكرانيا وروسيا لتلك المساعي وهو ما يعطي بريقا من الأمل في إمكانية نجاح تلك الجهود لتحقيق السلام.