الولايات المتحدة تواجه سيناريو التضخم المرتفع وتباطؤ النمو
تباطؤ الاقتصاد الأميركي كان قائماً حتى قبل حدوث أي ضغط ناجم عن أزمة الائتمان الأخيرة بسبب انهيارات البنوك، في وقت يتسارع التضخم، الأمر الذي يسلط الضوء على التحدي الهائل الذي يواجهه بنك الاحتياطي الفيدرالي.
أظهرت بيانات مكتب التحليل الاقتصادي اليوم الخميس، أن الناتج المحلي الإجمالي نما بمعدل 1.1% على أساس سنوي في الربع الأول، وهو ما يقلّ بشكل ملحوظ عن متوسط التوقعات البالغ 1.9% في الاستطلاع الذي أجرته بلومبرغ.
كان التباطؤ مدفوعاً إلى حد كبير بتراجع المخزونات، وزيادة الإنفاق الاستهلاكي الذي لعب دور المحرك الرئيسي للنمو. ومع ذلك، حذّر الاقتصاديون من أن الزخم تباطأ مع تقدم الأيام والأسابيع في الربع الأول من العام، وهو ما يعدّ علامة تحذيرية بالنسبة إلى الربع السنوي الحالي.
بشكل محبط بالنسبة إلى الاحتياطي الفيدرالي، ارتفع مؤشر الأسعار الأساسي المفضل لدى البنك المركزي -والذي يستثني الغذاء والطاقة- بنسبة 4.9% في الفترة من يناير إلى مارس، وهي أسرع وتيرة في عام. وفي الوقت ذاته، أكد تقرير منفصل على استمرار قوة سوق العمل، حيث انخفضت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية بشكل غير متوقع.
كل ذلك يزيد من الحجة القوية لدى جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وزملائه، لرفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إضافية في اجتماع السياسة النقدية في 2 و3 مايو. وقد ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين بناءً على ذلك الرهان صباح الخميس. ويشير ذلك أيضاً إلى تزايد مخاطر حدوث تضخم مصحوب بالركود، حيث يتباطأ الاقتصاد فيما يظل التضخم ثابتاً عند مستويات أعلى بكثير من مستهدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
قال كريس زاكاريلي، كبير مسؤولي الاستثمار في "إندبندنت أدفيسور ألاينس" (Independent Advisor Alliance): "كانت بيانات هذا الصباح هي الأسوأ على كلا الصعيدين، حيث انخفض النمو، وارتفع التضخم".
ستقدم البيانات المقرر صدورها يوم الجمعة، نظرة تفصيلية أكثر حول كيفية تطور الإنفاق الاستهلاكي خلال الربع الأول من العام. يتوقع الاقتصاديون تسجيل انخفاض بنسبة 0.1% في الإنفاق الشخصي الحقيقي للشهر الثاني في مارس، بعد قفزة بلغت 1.5% في يناير، عندما دعم الطقس الدافئ مبيعات التجزئة.
كتب الاقتصاديون المتخصصون في شؤون الولايات المتحدة في "مورغان ستانلي" بقيادة إيلين زينتنر في مذكرة: "كان الاستهلاك ضعيفاً في أواخر الربع الأول.. بالإضافة إلى أن الطقس حفّز الإنفاق مبكراً، فقد لعب الدعم الفيدرالي الأقل الخاص بتكاليف الغذاء للأسر ذات الدخل المنخفض، دوراً أيضاً في الحد من المشتريات في أواخر الربع الأول".