«أمازون» تبدأ جولة تسريح للموظفين في قسم الحوسبة السحابية

بدأت شركة "أمازون دوت كوم" تسريح موظفين في عملياتها الخاصة بخدمات الحوسبة السحابية، في ظل تباطؤ نمو المبيعات في هذا القسم الذي يعتبر الأعلى ربحية.

قال رئيس وحدة خدمات الحوسبة السحابية في رسالة عبر البريد الإلكتروني للموظفين، إنه جرى في وقت مبكر من يوم الأربعاء، إخطار موظفي "أمازون ويب سيرفيسز" في الولايات المتحدة وكندا وكوستاريكا الذين أُلغيت وظائفهم.

تحقق "أمازون ويب سيرفيسز" معظم أرباح الشركة، لكنها تعاني من تراجع النمو، حيث يتطلع عملاؤها من الشركات لتخفيض النفقات.

تُقيل "أمازون" بشكل عام، 27 ألف موظف، معظمهم في مواقع إدارية بالشركة، بعدما أدت طفرة التوظيف خلال فترة تفشي وباء كورونا إلى وجود أعداد مبالغ فيها من العمالة لديها.

بعد إتمام جولة تخفيضات للوظائف في وقت سابق من العام الجاري وصل إجماليها إلى 18 ألف موظف، أعلنت "أمازون" عن تسريحات أخرى لـ9 آلاف موظف خلال مارس الماضي، والتي قال الرئيس التنفيذي آندي جاسي إنها ستطال "أمازون ويب سيرفيسز" وأقسام الموارد البشرية، والإعلانات، وخدمة البث المباشر "تويتش" (Twitch). وقد أنطلقت عمليات تخفيض العمالة هذه خلال الأسابيع الأخيرة في وحدات شملت "تويتش" ومجموعة ألعاب الفيديو الخاصة بالشركة.

قال آدم سيليبسكي، رئيس "أمازون ويب سيرفيسز"، في رسالة عبر البريد الإلكتروني اطلعت عليها بلومبرغ: "إنه يوم صعب لكل العاملين في الشركة".

زادت "أمازون ويب سيرفيسز"، على غرار الكثير من باقي وحدات "أمازون"، أعداد موظفيها سريعاً، إذ عززت الجائحة الطلب على الخدمات الرقمية.

أضاف سيليبسكي: "بالنظرا إلى هذا النمو السريع، علاوة على مناخ الأعمال والاقتصاد الكلي عموماً، من المهم للغاية أن نركز على تحديد مواردنا وتخصيصها بما يخدم أولوياتنا القصوى، والمتمثلة بالأمور الأكثر أهمية للعملاء، والتي تحدث تأثيراً ملوموساً على أعمالنا.. في حالات كثيرة، يعني هذا أن أعضاء الفريق يعدلون بالمشروعات أو المبادرات أو فرق عملهم، إلا أنه أسفر في حالات أخرى عن عمليات الاستغناء عن وظائف".

أشار سيليبسكي إلى أن عمليات خفض العمالة في مناطق خارج منطقة أميركا الشمالية، ستنطلق بعد الانتهاء من العمليات المحلية، بما فيها إجراء المشاورات مع مجموعات الموظفين وفقاً لما ينص عليه القانون.

شهدت بعض فرق العمل المرتبطة بـ"أمازون ويب سيرفيسز" فعلياً عمليات تسريح للموظفين، بما في ذلك عاملون في قسم التوظيف، وأفراد في مجموعة تكنولوجيا المتاجر الفعلية للخدمات الذاتية المسماة (Just Walk Out)، والتي انضمت إلى القسم عبر عملية إعادة تنظيم العام الماضي. لكن أولى جولات تخفيض الموظفين طالت بطريقة هائلة فرق التوظيف والموارد البشرية في الشركة، ومجموعتها الواسعة للبيع بالتجزئة وفرق عمل الأجهزة.

يزيد ما أُعلن عنه الأربعاء من عمليات تخفيض موظفي مجموعة الموارد البشرية المحاصرة بالأزمات في "أمازون"، والتي تلقت موجات من عروض إنهاء الخدمات الطوعية، وبدأت تخفيضات العمالة فيها خلال نوفمبر الماضي.

أعلنت بيث غاليتي، التي تقود فريق "تجربة الأشخاص والتكنولوجيا" أو (People Experience and Technology)، وهي التسمية التي تطلقها "أمازون" على قسم الموارد البشرية، عن أحدث مجموعة من الاستغناء عن الموظفين في رسالة بالبريد الإلكتروني أمس الأربعاء. وقالت: "لم تؤخذ هذه القرارات باستخفاف، وأنا أدرك تأثيرها على جميع من يغادرون الشركة، وكذلك على زملائنا الذين سيستمرون في عملهم".

امتنع متحدث باسم "أمازون" عن التعليق على أحدث عمليات التسريح للموظفين، مشيراً إلى البريد الإلكتروني الخاص بجاسي خلال مارس الماضي الذي ذكر فيه أنها ستحدث قريباً.

جمدت "أمازون" التعيينات خارج مستودعاتها وعمليات التسليم، باستثناء مشروعات ووظائف محددة. ويقول المديرون إنه من غير الواضح متى ستعود الشركة مرة أخرى إلى التوظيف بأعداد كبيرة.

بلغ عدد موظفي أمازون 1.54 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم بنهاية ديسمبر، ويعمل معظمهم بالساعة في عمليات تعبئة وشحن المنتجات في المستودعات. وقبيل إنطلاق أول جولة تسريح الموظفين في نوفمبر الماضي، ذكرت الشركة أن لديها 350 ألف موظف تقريباً.

خفّضت شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى أعداد موظفيها، بما فيها "ميتا بلاتفورمز" والشركة الأم لـ"غوغل" "ألفابت"، إضافة إلى"مايكروسوفت"و"ديل تكنولوجيز" و"إنترناشيونال بيزنس ماشينز".

من المقرر أن تعلن "أمازون" عن النتائج المالية اليوم الخميس، وسيتابعها المستثمرون لمعرفة ما إذا كانت تدابير تخفيض التكاليف قد ساعدت في تعزيز الربحية، وما إذا كان نمو مبيعات خدمات الحوسبة السحابية قد بلغ أدنى مستوياته.