مندوب مصر لدى الأمم المتحدة: نحذر من أي تدخل خارجي في السودان
تصدر اسم السفير أسامة عبد الخالق ، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، تريند قوائم البحث بمحركات البحث المختلفة وبخاصة محرك البحث «جوجل» الأشهر عالمياً والأكثر بحثاً، خلال الساعات القليلة الماضية بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلقاء السفير أسامة عبدالخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بيان مصر خلال جلسة النقاش المفتوح بمجلس الأمن حول السودان.
وأعرب البيان عن تضامن مصر التام والكامل مع الشعب السوداني الشقيق في أزمته الحالية، بالإضافة لحرص مصر على الاستقرار في السودان ووحدة وسلامة أراضيه والتوصل لحل للأزمة السودانية.
وتضمن بيان مصر خلال جلسة النقاش المفتوح بمجلس الأمن حول السودان، استعدادات مصر الدائم لتقديم كافة أوجه الدعم للخروج من الأزمة الراهنة، والعودة بالسودان إلى مسار التهدئة والحوار السلمي حقناً لدماء الشعب السوداني.
وأكد السفير أسامة عبد الخالق ، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، أن القاهرة حريصة على الاستقرار في السودان وسلامة أراضيه، موضحًا أن البلاد تتواصل مع جميع الأطراف للوصول إلى حل للأزمة السودانية.
وأضاف السفير أسامة عبد الخالق - في كلمة له بجلسة مجلس الأمن والتي انعقدت خلال الساعات القليلة الماضية بشأن أزمة السودان، أن مصر تؤكد على حتمية الحوار في السودان للوصول إلى حل، لافتًا إلى أن النزاع في السودان سيحمل تداعيات اقتصادية على شعبه.
وأعربت مصر عن بالغ أسفها لسقوط ما يتجاوز المئات من الضحايا والمصابين جراء الاشتباكات المسلحة في السودان، وأكثرهم من المدنيين من الشعب السوداني الشقيق، لافتة أن استمرار المواجهات المسلحة والخرق المتكرر لإعلانات وقف إطلاق النار المتتالية مدعاة للقلق العميق، حيث يعرض ذلك حياة المدنيين السودانيين ومواطني الدول الأجنبية المقيمين في السودان إلى الخطر، ويؤدي إلى تدهور متسارع للأوضاع المعيشية الصعبة في السودان.
وأشار السفير أسامة عبد الخالق ، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، أن مصر أعربت عن أملها في أن يتم الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار المعلن أمس وأن يتسم بالاستدامة، وأنها تؤكد أهمية السعي الحثيث لإعلاء صوت الحكمة ووقف العدائيات واللجوء إلى الحوار لحل الخلافات التي ساهمت في اندلاع الاشتباكات.
ومن هذا المنطلق، شاركت مصر في 20 أبريل الجاري في الاجتماع الوزاري الخاص الدولي الذي عقدته مفوضية الاتحاد الإفريقي حول الوضع في السودان، وانضمت إلى البيان الختامي الصادر عنه، إلى جانب الاتصالات المكثفة التي تجريها مصر مع كافة الأطراف الفاعلة الدولية والإقليمية، على مستوى كل من مسؤولي الدول والمنظمات، للتباحث حول سبل الخروج من الأزمة الحالية.
وأشار السفير أسامة عبد الخالق ، إلى أنه ميدانياً تتعاون مصر مع العديد من الدول لإتمام إجلاء الرعايا المصريين والأجانب المقيمين في السودان، منوهاً علي استجابة السلطات السودانية بشكل مخصوص وتعاونها لتيسير إجلاء الرعايا المصريين والأجانب، وذلك على الرغم من صعوبة وخطورة الوضع الأمني، كما تحيي الأمم المتحدة وبعثة يونيتامس على جهودها على كافة الأصعدة.
وتابع السفير أسامة عبد الخالق في بيانه قائلاً، إن مصر بما لديها من تاريخ وروابط متجذرة مع السودان، حريصة كل الحرص على حقن دماء الشعب السوداني، وعلى عودة الاستقرار والهدوء، وتشدد على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السودانية واستقلال وسيادة السودان، وهو الأمر الذي يمثل عمقاً استراتيجياً للأمن القومي للمصري.
موقف مصر فيما يتعلق بالشأن السوداني وتطورات الأوضاع الميدانية
وأردف السفير أسامة عبد الخالق في بيانه، قائلاً، إن موقف مصر فيما يتعلق بالشأن السوداني وتطورات الأوضاع الميدانية ثابت وواضح، ويتلخص فيما يلي:
- تشدد مصر على ضرورة الوقف الفوري والعام والشامل لإطلاق النار، وضمان الالتزام به، وبما لا يقتصر على الأغراض الإنسانية، وذلك حقناً للدماء السودانية وحفاظاً على أمن وسلامة المدنيين ومقدرات الشعب السوداني الشقيق.
- إن النزاع في السودان هو شأن داخلي خالص، وتحذر مصر في هذا الخصوص من أي تدخل خارجي في السودان أياً كانت طبيعته أو مصدره، بما من شأنه أن يؤجج الصراع، وبحيث نتجنب جميعاً، داخلياً في السودان، وكذلك إقليمياً ودولياً، معاناة تكرار التجارب المزعزعة للاستقرار والسلم والأمن التي شهدناها ولا نزال في دول أخرى في المنطقة، داخل أفريقيا وخارجها.
- تشدد مصر على وجوب الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة في السودان وعدم تعريضها لخطر الانهيار أو الانفراط، بما يخرج عن الإطار التقليدي لأية دولة وطنية حديثة.
- تؤكد مصر حتمية العودة إلى الحوار السياسي في السودان، وتعرب عن أملها في أن تنتهي العمليات العسكرية في أقرب وقت تجنباً للانزلاق إلى وضع أمني أكثر سوءاً وأشد خطورة على السودان وشعبه. ونلقي الضوء هنا على ضرورة أن تتسم أية عملية سياسية مستقبلية في السودان بالشمول وكل الحرص في تناول الملفات الشائكة والمتشابكة.
- لا يغيب عن أي من أطراف المجتمع الدولي ما يعانيه السودان منذ عقود من أوضاع اقتصادية متردية، وأن أحد النتائج المباشرة للنزاع الحالي هو تسارع وتيرة تدهور هذه الأوضاع، وما يضيفه ذلك من أعباء مضاعفة نتيجة انهيار البنى التحتية، وإن كنا لا نستطيع قياس حجم ذلك في الوضع الراهن، ولكنه حتما سيكون له تبعات شديدة السلبية على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والإنسانية للشعب السوداني، وهو الأمر الذي يتعين التحسب له والتأهب للاستجابة السريعة لتداركه من جانب المجتمع الدولي.
- تؤكد مصر مجدداً على دعمها المستمر والثابت للسودان، وسعيها الحثيث لتهدئة الأوضاع واستعادة الأمن والاستقرار، كما تؤكد على استعدادها الدائم للعمل مع كافة الأطراف والشركاء الدوليين لنزع فتيل الأزمة الراهنة في أقرب وقت ممكن.
