«العالم في أزمة».. مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف المصرية
سلط كبار كُتَّاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم الجمعة، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الشأن المحلي، والدولي.
فتحت عنوان “الجمعة الأخيرة”، قال الكاتب عبدالمحسن سلامة في عموده “صندوق الأفكار”، بصحيفة الأهرام، اليوم الجمعة الأخيرة، أو «اليتيمة»، كما يسميها البعض فى رمضان، حيث إنه طبقا للحسابات الفلكية فإن عيد الفطر المبارك سوف يكون يوم الجمعة المقبل - إن شاء الله، هكذا، وبسرعة البرق، جرى شهر رمضان المعظم، وهو الشهر الكريم الذى ينتظره المسلمون بكل الشوق، والحب مرة كل عام، وفيه تتغير حياة المسلمين، وطقوسهم اليومية، بشكل كبير.
وأوضح الكاتب، أن التسابق لعمل الخير، وتوزيع السعادة على المحتاجين، والفقراء، والضعفاء هى الملمح الأبرز والأهم فى رمضان، وسمة يتميز بها الشعب المصرى الأصيل فى كل ربوع مصر (مدنها وقراها).
وقال لفت انتباهى زيارات سفير كوريا الجنوبية، ومشاركته في احتفالات رمضان بمنطقة المطرية بالقاهرة، ومحافظة مرسى مطروح، وكذلك قيام أعضاء السفارة الكندية بتوزيع وجبات إفطار خفيفة على المارة بعد أن شاهدوا ما يفعله المصريون فى كل مكان.
وأضاف تحدى المصريون الأزمة الاقتصادية، وتكاتفوا معا، وأقاموا موائد الرحمن مثل كل السنوات السابقة، وربما أكثر، ووقف الشباب فى الطرق، ومحطات القطارات يوزعون المأكولات الخفيفة، والمشروبات على المواطنين، ويتسابقون فى عمل الخير، وينسون أنفسهم، ويؤخرون إفطارهم من أجل إسعاد الآخرين ولو بشق تمرة، عادات مصرية جميلة، ورائعة نحتاجها طوال العام، وليس فى رمضان فقط، وصدق الرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام - حينما قال: «الخير فِىَّ وفىِ أُمَتِى إلى يوم الدين».
بينما قال الكاتب، عبد الرازق توفيق، في عموده “من آن لآخر” بصحيفة الجمهورية، تحت عنوان “فلسفة العقاب”، ما أروع هذا العهد.. الذى تفوح منه روائح الإنسانية.. تعلو فيه قيمة بناء الإنسان.. والرهان عليه.. وتغير مساره ليكون مواطناً يحظى بحياة كريمة وفى نفس الوقت مواطنا صالحاً، يحظى بالإعداد والتأهيل والتدريب المواكبة العصر والتطور، متسلحاً بالقيم والمبادئ، والأخلاق ومبادئ الأديان وقادراً على التعاطى الإنسانى مع مجتمعه قادراً على نفع نفسه وأسرته ومجتمعه.
وأضاف الكاتب، الحقيقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى تحدث في حواره مع طلبة أكاديمية الشرطة عن مراكز التأهيل والإصلاح، وفلسفة العقاب للنزلاء المقيدين بحكم القضاء والقانون وأنه لا يمكن أن يعاقب المرء أو الإنسان مرتين على خطأ ارتكبه، تلك هي فلسفة العقاب التى تحدث عنها الرئيس السيسي، فإذا كان القانون يعاقب كل من اقترف خطأ أو مخالفة للقانون، فإن واجب المجتمع إعادة تأهيل وتدريب النزيل وتغيير مسار حياته إلى الطريق الصحيح والمسار القويم، بحيث يتحول إلى مواطن صالح، قادر على العمل والإنتاج والكسب، وأيضاً لديه أفكار وثقافة ومبادئ وقواعد أخلاقية والأخذ بيده إلى طريق القدرة على الكسب والابتعاد عن الانحراف والحرام والاجرام، وهنا جاءت فكرة ورؤية التوسع في إنشاء وبناء مراكز التأهيل والإصلاح، والانتهاء تماماً من مرحلة السجون القديمة التقليدية التى وجدت خلال العقود الماضية.
وأوضح الكاتب، أن مراكز التأهيل والإصلاح تجسيد حقيقى لفلسفة العقاب التي تحدث عنها الرئيس السيسي، فالنزيل يقضى فترة عقوبته التي أقرها القضاء وطبقاً لأحكام القضاء.. لكن الدولة المصرية امتلكت رؤية بناء الإنسان في المجتمع المصرى العادي، وكذلك بناء وإعادة تأهيل وإعداد النزيل داخل مراكز التأهيل والإصلاح وفق برامج علمية عصرية تتضمن تأهيلاً وتدريباً ورعاية صحية وتعليمية وثقافية ونفسية ومهنية لاكساب النزيل مهارات مختلفة .. وتعليمه حرفا ومهنا بحيث يصبح قادراً مؤهلاً للعمل والكسب الحلال للإنفاق على نفسه وأسرته سواء وهو داخل مراكز التأهيل والإصلاح أو بعد الخروج وانقضاء العقوبة.
بينما قال الكاتب محمد بركات، في عموده “بدون تردد” في صحيفة الأخبار، تحت عنوان “العالم فى أزمة”، إذا ما أردنا الحقيقة والواقع والمصارحة الواجبة فى كل الأحيان فلابد أن نقول بوضوح إن العالم كله بامتداد دوله وشعوبه يعيش فى ظلال أجواء أزمة مستحكمة، ذات أوجه متعددة على المستويات السياسية والاقتصادية، فرضتها الحرب المشتعلة على الأراضى الأوكرانية بتطوراتها المختلفة والمتصاعدة وتداعياتها الفادحة وآثارها السلبية الممتدة والواصلة لكل الدول والشعوب.
وأضاف الكاتب، هذه الأزمة بسطت ظلالها على العالم شرقه وغربه، وفرضت المعاناة على الكل كنتيجة مباشرة وغير مباشرة للإجراءات العقابية غير المسبوقة، التى فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأعضاء فى حلف الناتو على روسيا الاتحادية، والتى هى فى حقيقتها تمثل حربا مالية واقتصادية شاملة.
وتابع، وكما هو واضح للعيان فإن هذه الأزمة لم تقتصر ولم تقف فى آثارها القاسية والفادحة على روسيا وأوكرانيا فقط، بل بوصفهما الأطراف المباشرة فى الحرب والمعارك المشتعلة، بل امتدت فى آثارها وتأثيرها لتشمل كل أوروبا بما فيها الدول التى فرضت العقوبات والمشاركة فيها، ثم تجاوزت ذلك لتمتد آثارها السلبية وتداعياتها الحادة إلى كل دول وشعوب العالم دون استثناء لأحد، سواء فى أوروبا أو آسيا أو إفريقيا أو غير ما وفى ظل ذلك أصبح العالم يعانى موجة قاسية من الأزمات الاقتصادية شديدة الوطأة، منها على سبيل المثال وليس الحصر اختلال منظومة الأمن الغذائى فى العالم، وهو ما يهدد دولا وشعوبا كثيرة بنقص شديد فى السلع الغذائية وخاصة فى القارة الإفريقية.
وقال وفى ذات الوقت هناك مخاوف حقيقية وواقعية لدى خبراء الاقتصاد، من الآثار الخطيرة الناجمة عن استمرار الأزمة الاقتصادية الحالية، وتأثيرات الموجة التضخمية التى اكتسحت العالم كله حاليا بكل دوله وقاراته كان الله فى عون العالم فى مواجهة هذه الأزمة.