رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«قصر الجم».. أثر عالمي فريد تحتضنه تونس من ساحة للمصارعة إلي ساحة للفنون العالمية

نشر
قصر الجم
قصر الجم

 يعد قصر الجم - والمدرج ضمن قوائم اليونسكو " منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " للتراث العالمي - أهم المعالم الأثرية في تونس وشمال أفريقيا بل عالميا، فهو ثالث أكبر مسرح في العالم بعد كولوسيوم روما وكولوسيوم كابوا، وتحفة معمارية وأثر فريد يرجع تاريخه إلي آلاف الأعوام وشاهدا علي حقب وأحداث تاريخية هامة.
فتجسد جنبات ومعالم قصر الجم حقبة تاريخية تروي تفاصيل وملامح فريدة ، فقد شيده الرومان سنة ٢٣٨ ميلاديا في عهد الامبراطور كورديان الثاني ويقع بمدينة" تيسدروس" الاسم الروماني لمدينة الجم من ولاية المهدية وفقا لما تذكره وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية التونسية .
وشهد قصر الجمّ والذي يتسع لما يقرب من ٣٥ ألف شخص مسرح لأهم الأحداث التاريخية وذلك باعتباره واحدا من أعظم الآثار الرومانية في العالم ، كما أنه يمثل شاهداً يمزج بين الماضي والحاضر.
فقد وظف هذا البناء المعماري الفريد واشتهر كساحة للمصارعة خلال العصر الروماني ، ولايزال محتفظا برونقه ومعالمه الإنشائية -فيتكون من مدرجا رومانيا " مسرحا " يضم الشرفة الملكية و المدارج الشعبية على ارتفاعات شاهقة ، بالإضافة إلى حلبة المصارعة ويقع أسفلها رواقان يصلهما ضوء من الفتحة الوسطى ، كان يدخل منهما الممثلون والفرسان المصارعون والوحوش، وكانوا يؤسرون في غرف تحت الحلبة، ليتم إطلاقهم في الأعياد والمناسبات الضخمة، والتي تشهد إقبالاً جماهريًا ضخمًا من الشعب والنبلاء . 
وتشير الكتابات والروايات التاريخية إلي أن قصر الجم عرف بقصر الكاهنة ويرجع ذلك لما فعلته ملكة للبربر ، خلال الفتح الإسلامي لتونس، احتمت داخله بصحبة جيشها لأكثر من أربعة أعوام، لذلك سمي قصر الجم بقصر الكاهنة.
وتحول قصر الجم إلي مسرحا للفنون العالمية ، فيستضيف في الحاضر أهم المجموعات السيمفونية والموسيقيّة العالمية ويحتضن بشكل دوري وسنوي المهرجانات الفنية التي تشهد إقبالا جماهيريا من مختلف الجنسيات .
ويعتبر قصر الجم أكبر بناء روماني في إفريقيا وتبلغ مساحته ما يقرب من ١٨ ألف متراً مربعاً ، وأدرج قصر الجم ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1979 لما يمثله من قيمة ومكانة تاريخية فهو إرثا تاريخيا وعالميا فريداً.

عاجل