المكسيك تؤمم محطات طاقة بـ6 مليارات دولار
وافقت المكسيك على شراء مجموعة محطات غاز طبيعي ومزرعة رياح مقابل 6 مليارات دولار أمريكي من أكبر شركة للطاقة في إسبانيا في إطار جهود الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور المبذولة لتأميم إنتاج الطاقة.
صرّح الرئيس في مقطع فيديو نُشر على موقع "تويتر" أنَّ الصفقة، المعلن عنها أمس الثلاثاء، ستجعل المرافق الحكومية المكسيكية أكبر مولّد للكهرباء بالبلاد، وتشكل عملية "تأميم جديدة".
شركة الكهرباء "كوميسيون فيدرال دي إلكتريكيداد" (Comision Federal de Electricidad) ستحصل على 8539 ميجاواطاً من 12 محطة غاز ومزرعة رياح واحدة تابعة لـشركة "إيبردرولا" (Iberdrola)، مما يرفع حصة "كوميسيون فيدرال دي إلكتريكيداد" من توليد الكهرباء لأكثر من 55% من 39% حالياً، وأوضحت شركة المرافق أنَّ "إيبردرولا" تتنازل بذلك عن 75% تقريباً من قدراتها المثبتة في المكسيك.
سيمكّن ذلك الرئيس المكسيكي المعروف باسم أملو، من تحقيق أحد أكبر أهداف إصلاح الكهرباء المتعثر عن طريق هيمنة الحكومة على قطاع الكهرباء بصورة كبيرة وتخليص المكسيك من نفوذ شركة أجنبية كبرى، وأخفقت جهود سابقة للرئيس لتعديل الدستور بغية منح "كوميسيون فيدرال دي إلكتريكيداد" سيطرة أوسع على سوق الطاقة في الحصول على تصديق الكونجرس المكسيكي.
أوضح الرئيس: "كان لدينا بعض الخلافات في وجهات النظر، لكنَّ نهج الحوار يمكنه تحقيق أي أمر إلى جانب حسن النية"، وصعدت أسهم "إيبردرولا" 1.7% اليوم الأربعاء، إذ رحب المحللون بتقليص الانكشاف على المكسيك، واعتبروا أنَّ السعر كان عادلاً.
صرّح أملو أنَّ الصفقة ستمكّن المكسيك من السيطرة على أسعار المستهلكين، إذ يسعى الرئيس لتحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد من توليد الطاقة، برغم ذلك، يطرح المحللون أسئلة حول ما إذا كانت الصفقة ستضر بالاستثمار في قطاع الطاقة.
أكد جون باديلا، العضو المنتدب لشركة "آي بي دي" في أمريكا اللاتينية، أثناء مقابلة عبر الهاتف: "لم يعد هناك غموض بعد ذلك، فقد كان الهجوم على (إيبردرولا) منذ بداية عمل هذه الحكومة واضحاً للغاية، والسؤال هو ما رد الفعل الثنائي ومتعدد الأطراف، وكيف سيؤثر ذلك على الاستثمار بقطاع الكهرباء المكسيكي مستقبلاً؟".
صرّح وزير المالية، روجيليو راميريز دي لا أو، أنَّ صفقة الشراء سيُسدد ثمنها الصندوق الوطني لتمويل البنية التحتية، المعروف اختصاراً بمسمى "فونادين"، ولن تُمول بديون حكومية، كما سيستخدم كيانات مالية عامة أخرى مرتبطة بالحكومة، وأضاف أنَّ الصفقة الخاضعة لمصادقات الجهات التنظيمية ستكتمل في غضون الشهور الستة المقبلة.
وخفّضت أكبر شركة طاقة في إسبانيا بطريقة تدريجية عملياتها التشغيلية في المكسيك بعد أن استثمرت سابقاً عشرات المليارات من الدولارات في البلاد، وتعرضت الشركة لعراقيل كبيرة خلال عهد الرئيس المنتمي للتيار اليميني، الذي جعل "إيبردرولا" الهدف الأساسي لحملته للتخلص من نفوذ شركات الطاقة الأجنبية بقطاع الكهرباء.
وطعن أملو عدة مرات بعملاق الطاقة الإسباني أثناء مؤتمراته الصحفية الصباحية اليومية، إذ اتهمها بشن حملة إعلامية ضده، والتورط في أعمال فساد لم يذكرها، وتعرضت "إيبردرولا" لصعوبات أثناء مساعيها للحصول على تصاريح معتمدة للمحطات، وتجديد التعاقدات، وواجهت مشكلات في عمليات التوريد مع "كوميسيون فيدرال دي إلكتريكيداد".