رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

إيطاليا تدرس إجراءات للحد من تأثير الصين على «بيريللي»

نشر
مستقبل وطن نيوز

تدرس إيطاليا وسائل للحد من تأثير شركة "سينوكيم"( Sinochem) الصينية على شركة "بيريللي" ( Pirelli SpA) لتصنيع الإطارات، في أحدث إشارة على تزايد التوترات بين بكين والدول الغربية بشأن السيطرة على التقنيات الحديثة الرئيسية.

يناقش المسؤولون الإيطاليون مجموعة خيارات في إطار المحادثات مع المستثمرين لدى "بيريللي" حول هيكل ملكية الشركة، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم ذكر أسمائهم لمناقشة أمور سرية، يذكر أن "سينوكيم" هي أكبر مساهم في "بيريللي".

قال الأشخاص إن الخيارات تشمل الحد من تبادل المعلومات حول التقنيات الحساسة والاستراتيجية مع أي من أعضاء مجلس الإدارة الذين تعينهم "سينوكيم".

أوضح الأشخاص أن الخيارات قد تشمل أيضا تقييد حقوق التصويت لأعضاء مجلس الإدارة الذين عينتهم "سينوكيم". ولم يتم اتخاذ قرار في حين تتواصل المحادثات.

ستُتاح لروما قريباً فرصة للتدخل في أعمال "بيريللي" من خلال ما يسمى بتشريعات "غولدن باور"، والتي تمكن الحكومة من إيقاف أو تعديل الصفقات بين الشركات الخاصة العاملة في القطاعات الاستراتيجية.

تعد "بيريللي" واحدة من أبرز الشركات المصنعة في إيطاليا، وتشتهر بتركيزها على براءات الاختراع حيث أصبحت الإطارات الأكثر كفاءة وذات التقنية العالية مكونات رئيسية في صناعة السيارات وخاصة الكهربائية، كما أن الشركة مورد رئيسي لشركات صناعة السيارات الفائقة وشريكة في سباقات "فورمولا 1".

احتلت "بيريللي" ومقرها ميلانو في عام 2020 المرتبة الثالثة بين الشركات الإيطالية التي تقدم بيانات إفصاح لدى المكتب الأوروبي لبراءات الاختراع، بحسب بيان.

ورفض المتحدثون باسم "بيريللي" وإيطاليا التعليق، ولم يتسن الوصول إلى المتحدثين الرسميين باسم "سينوكيم" للتعليق، وانخفضت أسهم "بيريللي" 3.3% في تعاملات ميلانو، مما منح الشركة قيمة سوقية تبلغ 4.6 مليار يورو (5.1 مليار دولار).

تعكس المناقشات حول "بيريللي" معضلة في أوروبا بشأن التعامل مع بكين، حيث تتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بسرعة بسبب قضايا تشمل فرض قيود على التصدير والعقوبات القائمة على حقوق الإنسان.

في حين تدعم الدول الأوروبية عموماً توجه الرئيس جو بايدن لاحتواء الصعود الاقتصادي والتكنولوجي للصين، فإنها مترددة في قطع العلاقات بشكل كبير مع شريك تجاري رئيسي، ويهدف الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى استغلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الجاري لخلق بعض من المساحة بين أوروبا والولايات المتحدة.

يتسم الوضع بالحساسية على وجه التحديد بالنسبة لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، وتعد إيطاليا الدولة الوحيدة في مجموعة السبع التي وقعت مذكرة تفاهم مع الصين بشأن مبادرة الحزام والطريق.

سيتم تمديد الاتفاقية، التي تعتبر في الغالب ذات قيمة رمزية، تلقائيا في عام 2024 ما لم تقرر "ميلوني" الانسحاب منها، وبالتالي تواجه خطر الرد من جانب بكين.

تدرس إيطاليا أيضا تدابير جديدة لا تستهدف الصين مباشرة، لكنها تركز على مجموعة أوسع من البلدان التي لا تعتبر شركاء استراتيجيين، وفقا لما قاله الأشخاص.

أخطرت الشركة الحكومة مؤخرا عن نيتها تجديد اتفاقية المساهمين بين "سينوكيم" و" كامفين" (Camfin)، الشركة القابضة المالية التي يشغل فيها ماركو ترونشيتي بروفيرا منصب الرئيس التنفيذي.

يُنظر إلى الاتفاقية على أنها عائق أمام "بيريللي"، حيث تتطلب المشاركة الصينية من الشركة الحصول على موافقة الحكومة بشأن معظم القرارات.

لن تغير الخيارات، قيد الدراسة، هيكل المساهمة في الشركة، ولن تجبر "سينوكيم" على البيع، لكنها ستحد من قدرة الصين في التأثير على أنشطتها.

كتب سيلفسترو بونورا المحلل لدى "بيستنفر" ( Bestinver) في مذكرة للعملاء " تسمح قواعد (جولدن باور) بممارسة صلاحيات خاصة في مجالات الدفاع والأمن القومي وكذلك في بعض مجالات النشاط التي تعتبر ذات أهمية استراتيجية في قطاعات الطاقة والنقل والاتصالات… سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف يمكن صياغة المسألة في إطار قانوني".

عاجل